مُعدّلة 2
سيرين :
كنت بمنزل عائلة بيون جالسة في طاولة مستطيلة وسط غرفة الطّعام و بجانبي الأيسر بيكهيون ، والدته تقابله بينما كان الوالد يجلس على رأس الطاولة ، حظينا بعشاء هادئ كالعادة ، أحببت فيهم عادة الصّمت اثناء الأكل فقد كانت أمي دائما ما تزجرني عندما أتحدّث و بفمي كتلة طعام ، تخبرني ان الحديث وسط الأكل يسبب سوء الهظم .
انتهينا من الأكل ، لنباشر أنا والخالة تالا في جلي الأواني ، صحيح انها في ايامي الأولى لم تكن تسمح لي بهذا لكنني مؤخرا بعداا أن صرت أتردد الى هنا كثيرا أصبحت الكثير من الأشياء مباحة لي ، بيكيهون كان جالس بغرفة المعيشة مع والده يشاهدان مباراة كرة السلّة ، أستطيع رؤية عشق بيكيهون لها وهو يشاهدها باستمرار و يصرخ بأعلى صوته عندما يسجّل الفريق الذي يشجّعه بينما يزيح نظره عن التلفزيون ان خسروا هدفا فيقف و يمشي باستمرار وسط غرفة المعيشة لينزع ربطة الشعر التي يربط بها شعره كنخلة فوق رأسه ثم يعيد عقده مجددا ويجلس غاضبا .
" تخيلي كيف كنت أعيش بين 3 رجال " انتبهت للسيّدة تالا تحدّثني " بيكيهون و والده هادئان بعض الشيء صحيح لكن تشانيول كان شديد الحركة والنّشاط و كأنّ شبابه لن ينتهي قريبا .. أنا سعيدة لظهورك هنا سيرين"
ابتسمت لها و أجبتها باستحياء "شكرا لك خالة تالا حقا أنا أيضا سعيدة لوجودي معكم"
انتهينا من جلي الأواني في نفس الوقت الذي انتهت فيه المباراة بالنسبة للرجلان ، وما ان انتبه العم آغالي لخروجي ناداني قائلا " اوصدي باب منزلك جيّدا بنيتي ، و لا تفتحي الباب لأيّ أحد"
ثم التفت لبيكهيون قائلا " اوصلها يا رجل "
لكن بيكهيون لم ينصع له بل تذمّر قائلا " لم عليّ ذلك وهي لا تبعد عنا سوى متر واحد" لكنّ النّظرة التي رمقها به والده وهو يقول له "لا تجعلني أندم على مناداتك بالرّجل" كانت كافية لينتفظ مباشرة من مجلسه و هو يجرّني من معصمي يبدو بهدوء لكنّه يضغط عليه حتى شعرت ببرودة على أطراف أصابعي و قد استطعت رؤية حُمرة على معصمي ما ان خرجنا و أفلتني .
كنا نتمشى بهدوء لا نخطو الخطوة حتى نكون قد شهقنا و زفرنا ألف مرّة ، و كأننا اشتهينا لحظة صمت و سكون كهذه لا شيء يسمع سوى أصوات الملاعق على الأطباق من المنازل المجاورة وأصوات خافتة لأحاديث الجيران ..
" ألا تشعرين بالخوف بقائك لوحدك هناك؟ في الزاوية؟ " سألني بيكهيون و قد كانت هذه أول مرة له يوجه لي كلمة تشعرني أنه يشعر ببعض القلق
" بل أفعل " ضحكت ببلاهة وتابعت " ربما لم أكن افعل سابقا ، لكن فكرة ان المنزل فارغ تماما من اي روح سواي تثيرني و لا أستطيع احتمالها"
أنت تقرأ
perplexed|| مـرتبـك
Fanfictionمقتطف من الرواية : فَضَحِكَ وَقال "صَدَقتِ ، لكن دعيني أُضيف لكِ كلماتٍ ، فقد عرفتُ اليومَ أنَّ بُكاءكِ بينَ يديّ واضطرابَ يدكِ في يدي وخُفوقَ قلبكِ عند رُؤيتي كان أثرًا من آثارِ الخوفِ ، لا مظهرًا من مظاهرِ الحبّ وأنّ عطفكِ عليّ وتحبُّبَكِ إليّ ولُ...