الفصل الثامن

4K 319 90
                                    

_" هذه هي غرفتك سيد روبرت "

صدرت هذه الكلمات من الخادمة التي فتحت الباب و فسحت المجال لروبرت كي يدخل و يلقي نظرة على غرفته الجديدة... فدخل و جال بنظره فيها ليرى فيها جمالا و أناقة لم يرها في غرفته السابقة في بيته البسيط... غرفة ذات مساحة واسعة يتوسطها سرير كبير عليه ملاءات بيضاء نظيفة و مريحة يتخلل لونها الناصع البياض زرقة كزرقة سماء فصل الربيع... بجانب السرير كانت هناك طاولة صغيرة عليها مرآة و بعض أنواع العطور الذكورية التي أوصى بها جوناثان من أحد المحلات الفاخرة في البلاد... في الزاوية الشرقية من الغرفة كانت هناك آنية خزفية كبيرة مزركشة بألوان غريبة و لكن جميلة وضعت عليها زهور ذات ألوان جذابة و مريحة للنظر... و في الزاوية الغربية من الغرفة كانت خزانة ملابس روبرت بنية اللون أبوابها مرايا كبيرة يستطيع من خالها روبرت رؤيته جسده بأكمله... و لا ننسى الجزء الذي أعجب روبرت أكثر و شد نظره و هو الشرفة التي فتحت أبوابها و فسحت المجال للنسيم ليدخل و يداعب الستائر البيضاء الرقيقة... أنهت الخادمة بصوتها إفتتان روبرت بتلك الغرفة و هي تقول:

_" سيد روبرت هل تريد شيئا آخر؟ "

فإلتفت لها و بإبتسامة لطيفة رد عليها:

_" لا شكرا لك يمكنك المغادرة الآن"

فإستأذنته الخادمة و غادرت... فأغلقت الباب خلفها ليعود روبرت للنظر لتلك الغرفة فأسرع نحو السرير و ألقى بجسده عليه لتبتلعه الملاءات و تحيط جزءه بشعور جميل لا يوصف من الراحة و الطمئنينة فأغلق عينيه لبعض الوقت يستمتع بتلك اللحظة و لكنه قفز عن السرير فجأة و أسرع إلى الشرفة... وقف عند حافتها يتأمل جمال حديقة ذلك القصر منها و قد كان مشهدا لا يوصف فإستنشق الهواء بعمق و هو يستمتع بكل لحظة خوفا من أن ينتهي كل شيء سريعا... فجأة و دون أن يشعر تعثرت ساقه ليقع على آنية زرعت فيها زهور لا تزال صغيرة لم تتفتح بعد فتلطخت ثيابه بالتراب

_" سحقا "

تنهد بإنزعاج و هو ينفضه عن ثيابه و لكنه ترك أثرا فيها و كان يجب غسلها... فوقف عن الأرض و إتجه إلى باب على الجانب الأيسر من سريره فتحه و قد كان باب حمامه الخاص أولا كانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها حماما كهذا و خصوصا الحوض... تقدم منه و فتح صنبور المياه الحارة ليمتلئ الحوض في لحظات فخلع ثيابه و إستعد للحمام... نظر للجهة اليمنى من الحوض يبحث عن الصابون و لكنه وجد أنواعا كثيرة من القوارير لم يفهم أيها لغسل الشعر و أيها لغسل الجسد ... و لكي ينفض عنه تلك الحيرة إستعملها جميعها و خرج لافا جسده في المنشفة... فتقدم من الخزانة فتحها ليجد فيها ملابس كثيرة و متنوعة لمختلف المناسبات فأبرقت عيناه لشدة إعجابه بها و فرح كثيرا لقبوله عرض ألكس فالحياة في هذا القصر بدت كالحلم الذي تمنى منذ صغره أن يتحقق... أخذ يجرب جميع الملابس الواحدة تلو الأخرى إلى أن رسى رأيه على بنطال أبيض و كنزة صوفية رمادية اللون... أنهى إرتداء ملابسه ثم أخذ يجفف شعره أمام المرآة و فجأة سمع صوت طرق على باب غرفته... فنزع المنشفة عن رأسه و وضعها فوق الكرسي ثم إتجه إلى الباب و فتحه و كانت المفاجأة فمن تقف أمامه هي آليس نفسها تحمل بين يديها كوب عصير برتقال و على وجهها نظرات لطيفة إستغربها روبرت كثيرة فهو لم يفهم ما تفعله تلك المرأة أمام باب غرفته في تلك اللحظة خصوصا و كونها ممن رفضوا وجوده في البيت منذ دقائق مرت... فقطعت حيرته بأن قالت بصوت لطيف و رقيق:

نوتة الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن