الفصل 20

3.6K 305 107
                                    

حل المساء و أخذت الشمس في المغيب شيئا فشيئا... جلس ألكسندر في غرفة المعيشة في نفاذ صبر بعد أن بلغه أن روبرت لم يعد إلى البيت منذ زيارته لجده في المشفى... أخذت أصابعه تطرق على جانب الكرسي بشكل هستيري و بسرعة كبيرة حتى أنه كاد يغادر للبحث عنه... و لكنه رآه يدخل من باب البيت فعاد الهدوء إلى ملامحه القلقة ليتظاهر باللامبالاة و يسأله قائلا:

_" أين كنت؟ "

فأجابه روبرت دون أن يرفع عينه عن الأرض و هو يسير متجها إلى السلالم:

_" هل يجب أن أعطيك تقريرا عن كل مكان أذهب إليه؟ "

فرد عليه ألكس و هو لا يزال يحافظ على هدوء أعصابه:

_" ما دمت تقطن في هذا المنزل فيجب عليك أن تحترم قوانينه "

فتوقف روبرت و قد خطى خطوة أولى على السلالم و رد عليه:

_" أعتذر إذن فأنا لم أولد في هذا البيت و لا أعرف قوانينه جيدا... عندما أحفظها سوف أتقيد بها "

قال هذا ثم تابع سيره و إختفى من أمام عيني ألكس الذي صار الدم يفور في عروقه بسبب غضبه الشديد من تصرفات روبرت المزعجة تلك...

و لكنه شعر ببعض الراحة بعد أن تأكد من عودته إلى البيت رغم الغضب الذي كان يسري في عروقه مثل الدم و لكنه تعود على ذلك فطالما يعيش مع روبرت في نفس البيت فإن الغضب لن يفارقه أبدا... وضع الأوراق جانبا ثم صعد إلى غرفته ليأخذ حماما منعشا و يريح جسده من إنهاك العمل طوال النهار... خرج من الحمام و هو يجفف شعره بالمنشفة فألقاها على الكرسي ثم تراجع بجسده إلى السرير و ألقى جسده عليه بتهالك و تعب شديدين... شعر بنعاس شديد فإستسلم للنوم... دقائق معدودة و هو في شبه غيبوبته حتى شعر بشيء دافئ يلفح وجهه, كان أشبه بمنشفة مبللة بماء ساخن تمرر على وجهه بشكل متواصل و هذا أشعره براحة شديدة و شعور لا مثيل له إستسلم له ظنا منه أنه حلم جميل غير مدرك لما يحدث عند رأسه في تلك اللحظة.

في تلك الأثناء خرج روبرت من غرفته و على وجهه علامات القلق و الحيرة... أخذ يجوب البيت بحثا عن شيء ضائع منه فبحث أسفل الكراسي و الطاولات في غرفة المعيشة و المطبخ و جميع الأماكن ليحدث نفسه بإنزعاج شديد:

_" هل ينقصني هذا الآن؟ تبا أين ذهب؟ ألا تكفيني المشكلات التي أفكر فيها حتى ضاع مني ((ميلو)) "

فخطر في باله كلام ألكس فجأة (( إن إلتقى نظري بذلك الشيء في البيت فإنني سوف أقتله بلا رحمة )) فإرتعب جسد روبرت و عاد للبحث في أرجاء القصر قلقا من أن يجده ألكس قبله... واصل البحث حتى خطرت في باله فكرة جنونية أثارت فيه الخوف و الرعب

_" ماذا لو أنه يكون في غرفة ألكس؟ "

فإتسعت مقلتاه و زار الخوف ملامحه ليصرخ:

نوتة الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن