_" أين أنت يا روبرت؟ "
كلمات يائسة خرجت من بين شفتين جف حلق صاحبهما و هو يبحث عن ضالته من مكان لآخر... إعتصر اليأس قلبه من البحث عنه لقد إختفى تماما كما تختفي حبة الثلج التي تنزل على أرض دافئة.
خرج من المستشفى بعد أن تأكد من أن روبرت لم يأتي إلى هنا منذ قرابة اليومين فعاد إلى سيارته ليعود و يشق بها شوارع لندن بحثا عن أخيه الضائع...
أصوات أنفاس متقطعة تشق طريقها بين تلك الشجيرات حتى بلغت أحد الشوارع الرئيسية... خرجا راكضين يلتفتان خلفهما و أقدامهما تتعثر من شدة التعب شعرا بأن باب الجنة سيفتح لهما حالما بلغا ذلك الشارع فأسرعا على طوله لعلهما يجدان مدينة قريبة من هناك... دقائق معدودة و هما على تلك الحالة حتى وقع روبرت أرضا غير قادر على الإستمرار. إنخفض سفين بقلق لمستواه يهزه و يحاول مساعدته على النهوض و لكن روبرت حرك أحد جفنيه بإرهاق شديد و قال بصوت مبحوح من التعب:
_" أنا لم أعد أستطيع الإستمرار لا أظن بأن هناك مدينة قريبة من هذا المكان المنعزل "
_" لا تستسلم يا روبرت هناك مدينة قريبة من هنا فقط عليك أن تتحمل قليلا فحسب. يجب أن تقف الآن و نواصل الركض فهم سيقتربون منا "
فسند روبرت بذراعه اليمنى على الأرض و ساعده سفين على الوقوف و واصلا الركض بهذا الشكل حتى بلغا تلك المدينة المنشودة... إختبأ خلف إحدى جدرانها يلتقطان أنفاسهما ثم شربا من عين جارية قريبة من هناك, شرب روبرت بعض الماء و غسل وجهه لكي يبعد عنه ذلك الإرهاق الشديد ثم نظر بعيدا هناك في الأفق لتخطر في باله فكرة حالما رأى ذلك الهاتف العمومي فسارع إليه ليجري إتصاله... نظر إليه سفين بتوتر واضح تماما على وجهه ليمسكه من ذراعه و يقول:
_" ما الذي ستفعله يا روبرت؟؟ "
_" ماذا تعني بما الذي سأفعله سوف أتصل بألكس حالا و أخبره بمكاني "
_" و لكن ماذا لو أنهم رأونا يجب أن نكون حذرين فقد يكون هناك من يراقب الهواتف في هذه المنطقة بعد أن هربنا "
_" و لكن.... أنا "
طأطأ رأسه بعض الوقت ثم قال بحزم:
_" و لكننا بحاجة لمساعدته "
_" هل تثق به؟ "
فإبتسم روبرت و رد مباشرة:
_" طبعا أثق به "
فشد سفين قبضة يده ثم قال:
_" ماذا لو كان هو من أرسل رجال العصابة هؤلاء لإختطافك؟ "
_" لا تكن ساذجا يا سفين ألكس لن يفعل هذا "
_" و لما أنت واثق بهذا القدر؟؟ "
أنت تقرأ
نوتة الحياة
Short Storyحياة تعب فقر و حرمان ... حياة رفاه غنى و راحة ... حياتان مختلفتان يعيشانها أخوان لم يتقابلا بتاتا إلا عندما قرر شخص ما التكلم أخيرا و الإفصاح عن الأسرار المخفية ... يلتقيان و لكن بدل أن يعيشا برابطة الحب و الأخوة يعيشان حياة عداوة كره و حقد ... فكيف...