الفصل 25

3.5K 294 100
                                    

عين حاسدة راقبت كل ما يحصل فصارت صاحبتها تغلي من الغضب و تكاد تنفجر في أي لحظة... وقفت خلفهم تراقب ما يحصل بينما لم يكتشف أحد وجودها لإنشغالهم في مزاحهم و سخريتهم من ألكس... عضت على شفتيها بشدة و حدثت نفسها بإنزعاج:

_" لما ذهبت كل خططي أدراج الرياح لما تقرب هذان الشقيقان من بعضهما البعض أكثر بينما حاولت التفريق بينهما بشتى الطرق؟ لقد رأيت ألكس يعرض روبرت لمواقف سيئة و لكنني الآن أراه يضحك كأنه لم يفعل شيئا... أوليس هو نفسه من عرضك للضرب يا روبرت فلما لا تزال تضحك و تمزح هكذا أمامه؟ تبا أكاد لا أفهم شيئا مما يحصل هنا "

فغادرت و أفكار شتى تدور في رأسها حول ما يحصل لتعود للنظر فجأة للوران فتقول:

_" إنه هو بالتأكيد... هو من يقرب بينهما في كل مرة فعندما كان في فرنسا كان كل شيء يسير على خير ما يرام و لكن حالما عاد تغير كل شيء... اللعنة عليك أيها الفرنسي المزعج "

جلس لوران على الكنبة ليريح بطنه من الضحك فإختطف ألكس من بين يديه جهاز التحكم و أغلق التلفاز ثم جلس أيضا و قال:

_" أخبرني كم لديك من نسخة للفيديو؟ "

فرد عليه لوران بسخرية:

_" ما يكفي لتهديدك لبقية حياتك "

_" هه ظريف "

كان روبرت لا يزال جالسا على الأرض فسند ظهره على الكنبة نظر نحو لوران و ألكس اللذان كانا يتحدثان و يشتمان بعضهما بسخرية ليحدث نفسه بفرح:

_" لقد كان لوران هو الشخص الذي بقي إلى جانب ألكس... هو الشخص الذي لو لم يكن موجودا في حياته لكان صار آلة لا تحمل لا رحمة و لا مشاعر و لكان قضى علي في أول لقاء بيننا و أخفى وجودي نهائيا من الحياة... رغم أنني لم أقضي معه فترة طويلة إلا أنني صرت أعرفه جيدا أكثر مما أعرف نفسي... قد يكون إنسانا مستفزا و مزعجا و حاقدا و لكنه يندم لاحقا على كل فعل يفعله لأنه يظل إنسانا صالحا و الفضل كله يعود إلى لوران الصديق الوفي أنا بالفعل ممتن لك على ما فعلته يا لوران"

حل الليل و كانت آليس جالسة في غرفتها لم تغادرها منذ الصباح... عندما عاد جوان ألقى بسترته على السرير الذي كانت نائمة عليه فوجه نظرات قلقة عليها و قال:

_" آليس هل أنت مريضة؟ "

فأجابته بصوت جاف:

_" أنا لست مريضة و لكنني أكاد أصير هكذا لو بقي أولائك الإثنان يتقربان من بعضهم بهذا الشكل "

فوقفت من السرير و نظرت له بعينين دامعتين و تابعت:

_" أنا لا أحتمل هذا حقا "

فبكت و واصلت قائلة:

_" كلما حاولت تفريقهما يصيران أقرب إلى بعضهما أنا بالفعل لا أحتمل كيف أن الحياة تسير عكس ما أريد "

نوتة الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن