شعور مفاجئ بالحزن و الألم ظهر في تلك اللحظات التي كان يستعد فيها للبحث من جديد على روبرت... تلك الدموع التي إنهمرت بلا إرادة منه و تلك الهمسات التي مرت على مسمعه كانت أشبه بصوت روبرت يناديه بإسمه... تلك المشاعر التي إستحوذت على جسده خلال تلك اللحظة كانت تشبه مشاعره ذاك اليوم قبل خمس سنوات عندما رأى والده يغادر البيت بلا رجعة... عندما أخبره روبرت بأنه سيغادر ظنها أنانية منه فبعد أن تعود على وجوده معه ها هو ذا كما والده تماما يقرر المغادرة بلا رجعة... و لكن ما يساوره الآن بإحساس من الألم ليس هذا هو سببه بل كان سببا خفيا لم يعلمه غير الله...
هاتفه قد رن ثانية فهل من الممكن أن يكون روبرت؟ رفع السماعة بسرعة و نادى بإسمه بلا وعي:
_" روبرت... "
و لكن صوت المتكلم كان مختلفا عن صوت روبرت الطفولي المرح لقد كان هذا صوت ليوناردو يحدثه بقلق و يفصح عما يساوره من خوف:
_" سيد ألكسندر هل عثرت على شيء ما؟ هل رد روبرت على إتصالاتك؟ "
يا ليته لم يتحدث معه فما دار بينهما كان صعب ذكره على الهاتف بتلك الطريقة و خصوصا كون ليوناردو يكاد يحترق مكانه من شدة القلق و بصوت مختنق أجاب ألكس مخفيا ما بداخله من حزن و ألم:
_" كلا أنا لم أجده و لكنني أعدك بأنني سأعثر عليه و أعيده إلى البيت ثانية كما لطالما كنت أفعل "
و هكذا أغلق الهاتف و وقف للحظات يفكر و هو يحاصر وجهه بكفي يديه:
_" روبرت أين أنت؟ أنا متأكد من أنك لم تكن تعني ما كنت تقوله فهذا ليس روبرت الذي أعرفه من قال ذاك الكلام... روبرت الذي أعرفه من المستحيل أن يتخلى عن كل شيء و يغادر بتلك السهولة... من المستحيل أن يتخلى عن جده الذي في المستشفى ربما يتخلى عني و من حقه فعل هذا فبعد كل ما فعلته به لا أتوقع منه أن يسامحني مطلقا و لكن من المستحيل أن يتخلى عن جده "
و بعد تلك الكلمات التي قالها تذكره عندما كان يبكي أمام باب غرفة جده في المستشفى... فكر بعض الوقت ثم قال:
_" حتى الرقم الذي إتصل بي منه لم يكن رقمه فأين هو هاتفه و لما لم يجب على إتصالاتنا المتكررة به؟ ثم أن الجميع كان قلق عليه كان عليه أن لا يقلقهم بهذا الشكل حتى أن..."
فصمت بعض الوقت ثم تابع:
_" لحظة لقد تذكرت شيئا لما أجاب عمي على هاتفي بدل أن يحظره لي و لما كان يتصرف بذلك الشكل المريب ربما لو ... "
فأخرج هاتفه و نظر إلى الرقم الذي إتصل به
_" إنه رقم هاتف عمومي و لكن لأي منطقة؟ "
فإتصل به مرة ثم إثنتين ينتظر أن يرد أحدهم و يخبره بمكان ذلك الهاتف... و بعد عديد المحاولات أجاب أحدهم أخيرا:
أنت تقرأ
نوتة الحياة
Short Storyحياة تعب فقر و حرمان ... حياة رفاه غنى و راحة ... حياتان مختلفتان يعيشانها أخوان لم يتقابلا بتاتا إلا عندما قرر شخص ما التكلم أخيرا و الإفصاح عن الأسرار المخفية ... يلتقيان و لكن بدل أن يعيشا برابطة الحب و الأخوة يعيشان حياة عداوة كره و حقد ... فكيف...