_" أمي لما دافع جدي عن ذلك اللص بهذا الشكل حتى أنه لم يضربه و يطرده من القصر؟ "
كلمات منزعجة تعبر عن غضب صاحبتها خرجت من بين شفتين حمراوين... صاحبتها جالسة أمام المرآة تضع الماكياج على وجهها طريقة خاصة كي تشعر بتحسن... فأجابتها والدتها التي كانت جالسة على السرير تضع ساقا فوق الأخرى و جسدها مائل قليلا إلى الخلف تسنده بذراعيها
_" الأمر بسيط هذا لأنه إبن ولده المدلل هيكل "
فتوقفت آليس عن التبرج و نظرت لوالدتها بطرف عينها:
_" و لكن جدي طرد العم هيكل من القصر منذ سنوات ألا يعني هذا بأنه يكرهه؟ "
_" لو كان جدك يكره إبنه هيكل لما أبقى ألكس أيضا في القصر و ما بحث عن حفيده الثاني و أحظره أيضا إلى هنا... "
فوقفت دينا عن الكرسي بعد أن عدلت من شكلها و وضعت يدها على خصرها النحيل و قالت:
_" أصار القصر مرتعا للصوص يا أمي؟ لما لم تمنعيه من هذا عهدتك ذات كلمة على الجميع هنا أم أن هذا كان من الماضي؟ "
إنزعجت آليس من كلام إبنتها الفض فإنتفضت في مكانه بغضب و صرخت:
_" لقد صرت قليلة أدب يا دينا "
فإتجهت دينا نحو باب الغرفة و ردت على والدته:
_" الأمر ليس أنني صرت قليلة أدب و لكن بدأت الأمور في هذا القصر تفقد السيطرة و لا أحد منكم يقوى على معارضة جدي في قراره في تبني فتى متشرد و إدخاله البيت..."
هذه كانت آخر كلماتها قبل أن تفتح الباب و تغادر لتتابع قائلة بسخط بينها و بين نفسها:
_" و أضن بأن ألكس أيضا تغير بسبب ما حدث مؤخرا في هذا القصر سحقا لذلك الفتى "
ضربت آليس بقبضتها على السرير ثم قالت:
_" أقسم يا دينا بأنني سوف أريك كيف سأعود صاحبة الكلمة في هذا القصر فقط إنتظري و سترين "
نزلت دينا السلالم على إستعداد للخروج و هي تحمل حقيبة صغيرة تضعها على معصمها لتلمح ألكس خارجا متجها إلى الشركة... فركضت إلى الأسفل بسرعة و نادته:
_" هيي ألكس هل ستذهب إلى الشركة؟"
_" أجل "
_" إذن أوصلني في طريقك "
فعقد حاجبيه و قال مستفسرا:
_" إلى أين؟ "
_" الحديقة العمومية "
_" و لكنني مستعجل... "
فرسمت تعابير طفولية على وجهها و قالت بعينين براقتين مدمعتين:
أنت تقرأ
نوتة الحياة
Short Storyحياة تعب فقر و حرمان ... حياة رفاه غنى و راحة ... حياتان مختلفتان يعيشانها أخوان لم يتقابلا بتاتا إلا عندما قرر شخص ما التكلم أخيرا و الإفصاح عن الأسرار المخفية ... يلتقيان و لكن بدل أن يعيشا برابطة الحب و الأخوة يعيشان حياة عداوة كره و حقد ... فكيف...