الفصل السادس

4K 312 23
                                    

جلس خلف مكتبه منذ الصباح ليس للعمل بل لأنه يكاد يجن من شدة التفكير فيما يجب أن يقوم به... من جهة يرى من الواجب إرضاء جده المريض و تنفيذ رغبته فكما قال قد تكون وصيته الأخيرة و من جهة يرى نفسه و شدة الألم الذي سيشعر به إن عاش في نفس المكان مع إبن المرأة التي سرقت والده منه و بسببها خسر حنانه منذ الطفولة... ساعات و ساعات و هو يفكر و لا يتوقف عن التفكير تشتت أفكاره و صار من الصعب عليه إستيعاب أي شيء من حوله ... فجأة طرق أحدهم باب مكتبه فنادى محاولا التظاهر بالهدوء:

_" ليس الآن أنا مشغول "

و لكن الباب طرق مجددا ففقد أعصابه و وقف و صرخ:

_" قلت بأنني مشغول "

ففتح الباب و دخل من كان يطرقه و قد كان شابا يقارب ألكس في العمر ذا شعر أصفر قصير لا يتعدى رقبته و عيناه زرقاوتان و من لكنته التي أخذ يتحدث بها مع ألكس ظهر بأنه فرنسي

__" ما بال صديقي؟ لم أرك منذ وقت طويل و ها أنت تصرخ في وجهي "

تفاجئ ألكس من تلك المفاجأة السارة التي كانت في وقتها فوقف من مجلسه و تقدم من صديقه يعانقه:

_" لوران؟؟ مر وقت طويل أعتذر على الصراخ في وجهك كيف حالك؟ و متى عدت؟ "

فإبتعد عنه و لكنه ظل ممسكا بكتف صديقه ليجيبه:

_" قبل ساعتين فقط نزلت طائرتي على أراضي لندن و أول شيء فكرت فيه هو زيارتك حتى أن حقائبي لا تزال في سيارة الأجرة في الأسفل تنتظرني"

_" و إلى أين تفكر في الذهاب؟ "

_" طبعا إلى أحد الفنادق سؤالك غريب "

_" أتريد الذهاب إلى فندق بينما بيت صديقك في خدمتك لا تكن أحمقا؟ "

فضحك لوران و قال:

_" حسنا كما تشاء أنا لن أرفض عرضك "

_" هيا تعال و إجلس لا بد من أنك متعب "

فجلس كلاهما و رفع ألكس السماعة ليطلب من السكريتارة كوبين من القهوة ثم عاد للحديث مع صديقه:

_" لا أضن بأنك غيرت عادتك في شرب القهوة؟ "

_" طبعا لا فعشقي لها لا ينتهي... أخبرني يا صديقي ما الذي حدث معك طوال هذه المدة لقد مر وقت طويل لم نلتقي أو نتحدث فيه و أضن بأن الكثير من الأمور قد حدثت معك"

_" لا بد من أنك سمعت ما جاء في الأخبار شركتنا في حالة صعبة إنهارت أسعار أسهمنا في البورصة...و إنهالت علي المشاكل كوابل من النيازك و لا أعلم كيف أتصرف معها "

_" أهذا كل شيء؟ "

فرفع ألكس رأسه بتعجب يحدق في عيني لوران الذي بدى من خلال نظراته جادا في سؤاله فكاد يسأله عن سبب سؤاله ذاك لولا أن السكريتارة طرقت الباب و دخلت و معها كوبي القهوة... وضعتهما على الطاولة أمامهما ثم إستأذنتهما و غادرت. حالما خرجت نظر لوران لألكس و قال معنيا السكريتارة بكلامه:

نوتة الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن