صباح اليوم التالي كانت السماء لا تزال ملبدة بالغيوم و الثلج كان لا يزال يهطل بغزارة... كان ألكس جالسا أمام باب الشرفة الزجاجي يراقب تساقط الثلج فهو لم ينم الليل بطوله بل ظل على تلك الحال حتى الصباح... التفكير في الماضي و الحاضر و فيما يخبأه المستقبل قد أرقه... كان يفكر بجدية فيما قاله له لوران هل ينسى ما عاناه في سنوات عمره و يبدأ من جديد مع إبن المرأة التي سرقت منه والده... هذا صعب للغاية و أي شخص مكانه ما كان سيستطيع إيجاد حل لتلك المعضلة... بينما هو على تلك الحال سمع المنبه يرن على الساعة السادسة فوقف عن الكرسي و أغلق المنبه و ظل يحدق فيه بعض الوقت ثم قال:
_" ترى هل يفكر في الذهاب إلى المدرسة؟ "
خرج من غرفته و كان الخدم قد شرعوا في العمل منذ تلك الساعة لم يشأ أن يسأل أيا منهم إن كان روبرت قد خرج أم لا بل فضل الذهاب بنفسه ليتأكد من ذلك... دخل غرفة الطعام فلم يجد فيها أحد... كما توقع لا بد من أن روبرت لا يفكر في العودة ثانية إلى تلك المدرسة بعد ما حصل معه فتنهد و إلتفت ليغادر و لكنه تفاجئ كثيرا بأن رآه يقف أمامه يحمل حقيبة ظهره على ذراعه اليمنى فذراعه اليسرى مكسورة كان ينتظر أن يبتعد ألكس من أمام الباب كي يستطيع العبور و لكن ألكس ظل متسمرا مكانه متفاجأ من تصرفات روبرت الغريبة
_" أبعد كل ما حدث معه يريد العودة ثانية إلى هناك؟ "
هذا ما فكر فيه بينه و بين نفسه... حتى رفع روبرت رأسه ليرى أي ملامح يحمل ألكس خلال تلك اللحظة و لما لا يبتعد من أمام الباب فقال له ألكس:
_" هل تريد العودة إلى المدرسة؟؟ "
_" لما؟ أتريد مني أن أتوقف عن الذهاب إليها؟ "
_" أبعد كل ما حصل تريد العودة إلى هناك ثانية؟ "
_" أنا لست مضطرا لتبرير أي فعل أقوم به لك "
_" أنت بالفعل فتى عنيد "
فنظر روبرت إلى الساعة على معصمه ثم قال:
_" لقد تأخر الوقت يجب أن أتناول إفطاري قبل أن يصل السائق "
و لكن ألكس ظل متسمرا أمام الباب مثل التمثال لبعض الوقت ثم إبتعد ليترك المجال لروبرت كي يمر... فدخل روبرت و إتخذ لنفسه مقعدا كي يتناول إفطاره فوقف ليوناردو قربه و قال:
_" هل أنت متأكد من أنك تريد العودة إلى المدرسة؟ إن كنت تريد الدراسة فأنا أستطيع أن أتصل بالأستاذة كي يأتوك إلى هنا و يعطوك الدروس التي تنقصك "
_" سيد ليوناردو إن المشاكل تحدث في جميع المدارس و إن كنت من أول مشكلة سوف أضل حبيس البيت فأنا لا أستحق الدراسة في الأصل "
ثم تابع روبرت بينه و بين نفسه:
_" يظل سجن المدرسة أهون علي من سجن البيت "
أنت تقرأ
نوتة الحياة
Historia Cortaحياة تعب فقر و حرمان ... حياة رفاه غنى و راحة ... حياتان مختلفتان يعيشانها أخوان لم يتقابلا بتاتا إلا عندما قرر شخص ما التكلم أخيرا و الإفصاح عن الأسرار المخفية ... يلتقيان و لكن بدل أن يعيشا برابطة الحب و الأخوة يعيشان حياة عداوة كره و حقد ... فكيف...