عاد إلى البيت بعد أن إطمئن على جده الذي صار الأطباء يولونه إهتماما خاصا بعد ما حدث... كان لا يزال في ثياب البيت فحالما بلغته تلك الأنباء خرج بها متجها إلى المستشفى... الآن إنها الساعة الخامسة فجرا و لم يتبقى له غير ثلاث ساعات ليرتاح و يجهز نفسه للمدرسة... من شدة التعب رمى بجسده على السرير و غفى مباشرة... مرت ساعتان و هو نائم بذلك الشكل فوق السرير حتى رن المنبه فرفع رأسه بإرهاق شديد و مد يده بإتجاه المنبه ليخرسه فقد كان صوته مزعجا جدا للسامعين... و وقف و هو يفرك عينيه و فجأة نط الجرو الصغير أمامه و جلس فوق حجره ليلعب معه و لكن لم يكن له مزاج ليلاعب ذلك الكلب.. فوضعه جانبا ثم إتجه إلى الحمام إغتسل و إرتدى ثياب المدرسة... سرح شعره جيدا ثم خرج و ترك الجرو لوحده في الغرفة مع إناء صغير سكب له في بعض الحليب و كل هذا كي لا يغادر الغرفة من جديد...
نزل السلالم ليتقابلا مصادفة أسفل السلالم و كلاهما ذاهب لتناول طعام الإفطار... فألقى عليه روبرت تحية الصباح
_" صباح الخير ألكس "
و لكن ألكس لم يوليه أي إهتمام بتاتا بل تجاهله و دخل غرفة الطعام و جلس على رأس الطاولة... فتقدم روبرت بخطوات بطيئة و جلس أيضا في مكان بعيد عن ألكس ليحظر له الخدم كوب الحليب خاصته... فوقفت الخادمة بجانبه تسكب له الحليب بينما تقول:
_" إن الحليب كما تحبه تماما يا سيدي بالشوكولا أرجو أن يعجبك "
فإبتسم لها روبرت بينما وجه لها ألكس كلمات لاذعة بصوت آمر:
_" غادري الغرفة حالا سأتحدث مع روبرت على إنفراد "
_"ح... حاضر "
فغادرت مباشرة دون أن تنبس بحرف آخر و أغلقت الباب خلفها... لم ينتظر روبرت أن يقول ألكس شيئا بل سبقه في الكلام قائلا و هو يحدق في كوب الحليب بين يديه:
_"أنا أردت أن أشكرك على ما فعلته من أجلي بالأمس في ... "
فقاطعه ألكس بلهجة آمرة و صوت أبرد من الثلج الذي يهطل في الخارج:
_" هذا جيد لم تنسى ما حدث بالأمس إذن... أريد أن أذكرك أيضا بالوعد الذي قطعته علي فهل تذكره؟"
فعادت ذاكرة روبرت إلى ليلة البارحة عندما كان جاثيا على ركبتيه أمام ألكس و طلب منه مساعدة جده مقابل أن ينفذ كل ما يطلبه منه حتى و إن كان مغادرة البيت بلا رجعة... فصدم روبرت للحظات ثم أحنى رأسه و رد عليه:
_" نعم أذكره "
صمت بعض الوقت ثم تابع:
_" إذن تريد مني أن أغادر البيت صحيح؟ "
فأجابه ألكس ببروده المعتاد:
_" كلا "
فرفع روبرت رأسه لينظر في عيني ألكس الجامدتين اللتان تحدقان فيه كأنه مجرد نكرة أو عبد لديه أو ربما هذا ما كان عليه الحال لحظتها فقد ربط روبرت تماما بسبب ذلك الوعد... فقال متسائلا:
أنت تقرأ
نوتة الحياة
Short Storyحياة تعب فقر و حرمان ... حياة رفاه غنى و راحة ... حياتان مختلفتان يعيشانها أخوان لم يتقابلا بتاتا إلا عندما قرر شخص ما التكلم أخيرا و الإفصاح عن الأسرار المخفية ... يلتقيان و لكن بدل أن يعيشا برابطة الحب و الأخوة يعيشان حياة عداوة كره و حقد ... فكيف...