سعادة لا توصف بأجره الذي تجاوز أي أجر تلقاه في حياته... أخذ يعد المال مرارا و تكرارا و كأنه يخشى أن تكون حلما فتختفي من بين يديه... رفع رأسه إلى السماء بفرح شديد و شكر ربه على تلك النعمة... ثم عاد إلى السير في طريقه عائدا إلى بيته و جده ليطمئن عليه.
بينما كان ألكس في تلك الأثناء يستقبل ضيوفا مهمين في بيته أمر الخدم بأن يحظروا لهم عشاءا يليق بهم. تركهم في غرفة الجلوس يتبادلون أطراف الحديث و أخذ يلقي أوامره على ليوناردو لينظم لاحقا عمل الخادمات ليلمح صدفة الحديقة من باب زجاجي يطل عليها من غرفة المعيشة ليقول ببعض من الحيرة:
_" هل أحظرت من يبعد الثلوج عن نباتات الحديقة؟ "
_" أجل سيدي فأنا أعلم جيدا كم أن تلك النباتات مهمة بالنسبة لك لقد أجاد الصبي الإعتناء بهم فهو لم يخدش أي طرف من أعرافها الصغيرة لا بل و وضع فوقها تلك الخيام الصغيرة كي لا تهطل عليها الثلوج ثانية "
_" يبدو بأنك معجب بعمل ذلك الصبي لما لم تطلب منه البقاء إذن؟ "
_" لقد فعلت و لكنه كان مصرا على العودة إلى بيته "
_ " حسنا لا بأس "
فصمت بعض الوقت ثم أضاف:
_ " هل سيعود ثانية؟ "
_" لا أعلم سيدي لقد أعطيته أجر اليوم و لم نتحدث بأمر الغد بتاتا فقد كان مستعجلا جدا غادر حالما أتيت مع ضيوفكم "
_ " حسنا هذا غير مهم دعنا في عملنا الآن كما أخبرتك أريد منك أن ....... "
و واصل ألكس شرح أوامره لليوناردو حتى غادر ليعود ألكس للنظر إلى الحديقة بنظرات غريبة ... فتقدم من الباب و فتحه و خرج إلى الحديقة رغم الثلوج التي كانت تهطل بغزارة. وقف أمام الخيام الصغيرة يحدق فيها بعينين حزينتين كأنها ذكرته بشيء من الماضي ... ذكريات طفولته ...
((
_" أبي لماذا تضع هذه الأشياء الغريبة فوق الأزهار؟ "
فأجابه والده و هو يشد الخيام الصغيرة فوق النباتات و عيناه لا تفارقانها كأنها شيء مهم جدا على قلبه:
_" هذا يا بني ألكس كي تقيها برد الشتاء ... فإن وضعت هذه الخيام الصغيرة فوقها سوف تحميها من الثلوج التي تهطل عليها يوميا و قد تتسبب في موتها... هل فهمت الآن يا بني؟ "
_ " أجل أبي " ))
عاد من ذكريات طفولته تلك على حركة طفولية من يد دينا على رأسه لتبعد عنه الثلوج التي تجمعت فوق رأسه دون أن يشعر حتى فنظر نحوها بإستغراب كأنه لم يفهم بعد ما فعلت حتى تساقطت تلك الثلوج على كتفيه... فوقف على قدميه و نفض ثيابه جيدا
_" ما الأمر يا ألكس ما الذي جعلك تشرد بهذه الطريقة هل من خطب؟ "
_" كلا لا داعي للقلق يا دينا ... هيا بنا ندخل فالطقس بارد جدا هنا "
أنت تقرأ
نوتة الحياة
Storie breviحياة تعب فقر و حرمان ... حياة رفاه غنى و راحة ... حياتان مختلفتان يعيشانها أخوان لم يتقابلا بتاتا إلا عندما قرر شخص ما التكلم أخيرا و الإفصاح عن الأسرار المخفية ... يلتقيان و لكن بدل أن يعيشا برابطة الحب و الأخوة يعيشان حياة عداوة كره و حقد ... فكيف...