شعرتُ بالظمأ ، لكن مياه العالم بأجمعه لن تروي ظمأئي .. دمائه فقط هي من تستطيع!
أردت إزالة تلك الرمال التي تحجبه عن أنظاري ، أردت المكوث بـجانبه كما أعتدت ، أردت فعل الكثير و كل ما بدر مني هو الصمت و النظر للأمام بـقلة حيلة.
صمتي كان سلاحي في ذلك الوقت ، كنت أحتفظ بـداخلي بـأفكاري و الخطط التي أنوي تنفيذها لاحقًا ، بدأت الشمس في الأنسحاب من السماء في مظهر طبيعي خلاق أضاف للقبور بهجة عندما أمتزج لون العشب الباهت مع لون السماء البرتقالي ..
أزلتُ الرمال عن بنطالي بـهدوء قبل ان أنظر لـقبره في اشتياق و أهمس :
- لن تكون المرة الأخيرة لـزيارتي لك ، أعدك بـذلك.و من هنا بدأ كل شئ ...
صعدتُ إلي السيارة و تحركت قبل أن تظلم السماء ثم توقفت علي جانب الطريق أتصفح هاتفي بـأهتمام ، و فتحت موقع ' انستجرام ' أبحث عنه!
توقفت يداي عند صورة ما في إحدي البارات المدون موقعها في الأعلي و أحرزت أنه يذهب إلي هناك باستمرار و سريعًا ما أغلقت هاتفي مع انسحاب آخر شعاع للشمس في السماء مستسلمة لـواقع الليل المحبب لـقلوب الكثيرين.
صفعت باب سيارتي بينما أفتح حقيبة السيارة الخلفية أبحث عن مُرادي ، فتحت عدة حقائب منها الفارغ و منها الممتلئ أحتفظ بها دائمًا لـمواقف مثل هذه! ألتقطت يداي إحدي تلك الحقائب و عدت بها داخل السيارة علي الفور حيث كانت تحمل ما يكفي للغرض الذي أحتاجه.
نظرت حولي بـقلق قبل أن أهم بـخلع ملابسي الغير لائقة بالمحطة التالية من وجهتي ثم أستبدلتها بـأخري توحي بـمظهر المرأة الجذابة دون عناء ، سترتي الجلدية السوداء و بنطالي الجينز القاتم يلائمان جسدي بـشدة .. فتحت الصندوق المخصص لـوضع الأشياء الهامة و أخرجت منه حقيبة صغيرة يوجد بها مستحضرات تجميل كافية لإعطاء وجهي لمسة جمالية.
أنتهت من إبراز عينيها بإتقان و إخفاء القليل من شحوب وجهها ثم أنتقلت لأحمر الشفاه ، وضعت منه عدة طبقات مكثفة و أكتمل مظهرها بأمتياز.
فتحت زجاج السيارة سامحة للهواء بالتخلل بين خصلات شعرها القصيرة و أصابعها تضرب علي المقود بـأضطراب ، هل ما هي قادمة علي فعله هو التصرف الصحيح ؟ ، هل تلك سـتصبح مرحلة مختلفة عن ما سبق ؟ أم أنها مازالت في ذات السباق ؟
الوضع أختلف ، أختلف كثيرًا و خاصة بعد وضوح كل شئ و معرفة تفاصيل هي لم تهتم بها يومًا! .. دائمًا نطمح في رؤية و رسم المستقبل بـخيال واضح متجاهلين تمامًا ما دبره لنا القدر مسبقًا ، و بالفعل نعمل جاهدين للحصول علي مستقبل أفضل ، لكن ماذا إذا كان للقدر رأيًا آخر ؟ ماذا إذا كنت تطمح لـمستقبل بائس يصرخ بالألم و الكئابة ؟ ماذا إذا وضعت أحلامك تحت قدامك و نظرت للواقع بأنتصار ؟
و سـيظل العالم في مرحلة ' ماذا إذا ؟ ' حتي النخاع ..
أنت تقرأ
Flowery Gun
Fanfictionنيران الانتقام حرقت كياني العاشق.. لم أستطع الصمود أمام ألم الفراق و التغيرات التي طرأت عليَّ بعد رحيله الأبدي. نهايتنا كانت مُحددة منذ البداية، لكن أحدهم أصر على جعلها بـأبشع صورة ممكنة. رحل و قُتل معه عالمي فـأصبحتُ أتنفس هواء ذكرياتنا التي تبقيني...