CHAPTER *9*

215 20 26
                                    

يُطلق علي شخصيتها ' تافهه ' و لا يعلمون أن وراء ذلك اللقب عمق ، عمق قد يسحبك نحو الأسفل بلا هوادة ، عمق مكبت لا يريد الظهور للحفاظ علي لقبه الخارجي حتي تحين اللحظة التي ينكسر بها غشاء التفاهه و يحيط بك العمق من كل جهة و تصبح أنت مستنجد وسط الكثير من العُقد الانهائية و التي بالفعل لا يوجد حل لها ، ببساطة لأنها تحتوي علي العمق ..

نظر لها بـأعجاب ، فـهي تخفي الكثير خلف مظهرها الحيوي ، و رغم علاقاتها الكثيرة إلا أن (زين) فقط من استطاع إيقاعها و هنا كان سؤالًا يمس روحك .. لماذا أحببت ؟

مال عليها قليلًا و تسائل في فضول لـمعرفة القادم :
- لماذا أحببتيه ؟ لماذا هو من أسر قلبك دونًا عن علاقاتك العابرة ؟

كانت تنتظر سؤالًا مثله ، لـتفيض بـشلال مشاعرها دون خزي ، فـأردفت في ثبات :
- لأنه كان مختلفًا .. مختلف في كل شئ ، و أنا أعشق الأختلاف لأنني رأيته جديدًا ، لامعًا لم يسبق لي و أن واعدتُ شخصًا مثله! ، أنا من ركضت خلفه لـيقبل بي و هذا كان مختلفًا لأنه جذبني له دون عناء ، أنا من أجذب الجميع لي و هم من يركضوا خلفي ، أنقلبت الموازين لـيصبح العكس ، و بالفعل بعدما نلتُ مُرادي أدركت أن علاقتنا ليست مجرد علاقة عابرة تنتهي مع الأيام! بل هي خالدة لأنها انتهت أكثر من مرة و عادت للحياة مجددًا ..

حاولت معه و ذلك كان صعبٌا لأنني لم أشعر باليأس للحصول علي قلبه و في النهاية تمت خيانتي من قبله و قبل صديقتي المقربة و رغم علمي لذلك تابعت في صمت خشيةً أن يتركني من أجلها! ، هو فعل ما لم يستطع غيره بـفعله .. روادني شعور أنني مغفلة! فـأدركت أن الحب يأتي غفلةً و ينتهي بك الأمر مُغفلٌا.

أنا ممتنة له رغم جرحه لي ، لكن هو ملأ قلبي بـأحساسيس لم أعهدها من قبل ، لن أنكر أنها ممتعة في بادئ الأمر لكن ما لبست حتي تحولت المتعة إلي دماء ، دماء مصرعه!

تنهدت بـقوة ثم ضحكت علي تعابير وجهه المصدومة مما تفوهت به ، و للحظة شعرت بالفخر لأنها تمكنت من الإفصاح عن جزءًا تراكم علي عتاقها بينما هي فقط تحاول إخفائه بـالاهتمام بـذاتها من ملابس و تجميل لـتظهر في أبهي طلة.

أومأ لها الطبيب عدة مراتٍ ثم قال :
- ذلك كان رائعًا ، لم أتوقعه منك.

نظرت داخل عينيه تري شعاع الذهول يبث منه ، فـقالت :
- أعتقد أنني مستعدة للذهاب إلي المحقق غدًا و إخباره بما يحتاج من معلوماتٍ قد تفيده حول اغتيال زين.

رغم ذهوله مما حدث في أقل من ساعةٍ ، فـبضع دقائق غيرت فكرته عنها تمامٌا و هذا ما نحن عليه ، نتغير عندما نصدم ، عندما ندرك أن الحياة لا تستحق المواجهة بـشخصيتك الحقيقة ، واجهها بـقسوة لـتنحي لك بـأحترام فـتصبح أنتَ المتحكم بها.

أبتسم لـثقتها بذاتها و التي يجدها البعض غرورًا ، قال :
- ذلك يبدو جيدًا.

ثم تابع :
- ألا تعتقدين أنه يجدر بكِ التحدث عن يوم مصرعه معي ؟

Flowery Gunحيث تعيش القصص. اكتشف الآن