CHAPTER *18*

165 15 27
                                    

فـظل الندم رفيقي عندما أدركت أنني قد أكون سببًا في إنتشاله من الضياع، من الروتين اليومي القاتل لـشاب في مقتبل العمر مثله.
أدركت ذلك في وقت متأخر و كم آلمني ذلك، أنني لم أفكر بذات المنطق عندما كان هنا بـجانبي .. علي قيد الحياة.

أزاح (هاري) يدي و جذبني لأصبح بجانبه علي الأرض المغطاة بـقطع من المفروشات الباهظة الممزوجة بلـونين الرمادي و الأرجواني.

ضرب كتفه بـكتفي ممازحًا و قال :
- لطالما أحببت غرفتك ، سـأبيت معك اليوم و نصنع حفل مبيت للأخوة لا للأصدقاء.

ضحكت بينما أتحامل علي الوقوف مثبتة يداي علي الأرض، سحبت سترة صوفية واسعة كانت معلقة علي باب خزانة الملابس و حقًا لا أذكر متي أرتديها!

أشرت له بأصبعي مُحذرة :
- انتظرني و لا تنام.

برزت غمازتيه حينما أؤمي مبتسمًا قائلًا :
- أعتقدت أنكِ سـتركلين مؤخرتي خارج الغرفة كما تفعلين دومًا!

عبثت بـخصلات شعره البنية القصيرة و قلت بـ شرٍ مزيف :
- سـأتنازل لـتلك الليلة فقط.

ركلت باب المرحاض بـقدمي لأغلقه و هممت بـخلع ملابسي، تنهدت بإرهاق و يدي تعبث في المياه الدافئة منتظرة اللحظة المناسبة لأطلق العنان للثلج الذي بداخلي بالتقابل مع نيران العالم الخارجي، فـأظل في الوسط أذوب بينما أنا متماسكة.

أعدني لـلقاء سابق، عندما كنا نرقص سويًا علي أنغام العشق و نتمايل بنعومة كالمخدرين و نري العالم كـ كرة دائرية مشوشة ..
أعدني لـشجار سابق، عندما كنت أكسر كل ما تلمسه يدي و تنتظر ما أن انتهي و تطبع قبلة علي شفتي تمتص كل ما دمرته بـُحبك فـيعود كل ما كُسِر كما كان..
أعدني لـلبداية التي كانت سببًا في كل ذلك..

أغلقت الصنبور ثم تخللت بـجسدي داخل المياه لـتعود الذكريات تهاجمني كلما شعرت بالراحة.

* * *

ضممت الغطاء نحوي أكثر لاحتضنه بعدما استيقظت في صباح اليوم التالي و لم تكن لي رغبة في النهوض، فقط أحداث الليلة الماضية كافية بـجذبي للفراش طويلًا.

جرحني، و جعلني أشعر بالنقص فـ بات سؤالًا واحدًا يجوب داخلي .. لماذا أنصرف لـ (چيچي) ؟

أردت أسبابًا لما حدث تروي ظمأ الأسئلة التي نتجت حتي تخمد شعلة الحقد و الألم التي أضاءت داخلي .. أقسي المشاعر المؤلمة هي الخيانة حيث يمزج بين الفقدان و البعد في صورة شاملة لكل التناقض الذي يظهر لنا.

لطالما تمنيت أن أكون من النوع المتناسي، الغافل عن آلامه أن أتلقي الأزمة و أرتدي عبائة اللامبالاة لأتحرك بـخفة وسط نظرات الدهشة التي تلازمني علي فعلتي و أتمايل علي درجات السلم لأخلف بعدي العواقب في صورة بقايا من سعادتي.

Flowery Gunحيث تعيش القصص. اكتشف الآن