من المريب أن تتبدل حياتنا من حلم أو رؤية! من صدمة أو واقع! من خيانة أو خطأ! .. لا يوجد ما يبقي علي وضعه ، جميعنا نتغير و لا مجال للعودة
و حتمًا يصبح ذلك التغيير للأسوء لكنه الأفضل فـهو ما يفصل بين ستار الحقيقة و التزييف عن عينك
و هكذا أصبح كل شئ واضحًا..أرتديت ملابسي و لم أهتم كثيرًا بـمظهر وجهي فقط أكتفيت بـوضع الماء عليه مسبقًا ثم فتحت الدرج الثاني من المكتب ، ذلك الدرج تحديدًا يحمل كل ما أحتاجه.
من الحياة و الموت ..
نظرت مطولًا للصور المُلقاة بـعشوائية داخله ، جميعها تحث علي الأبتسام و التأمل لكن عندما ينقلب الأمر و تعلم أن المالك للصورة أنتقل من الحياة و ترك لك من الذكريات لحظات قليلة فـلن يصبح بـوسعك سوي حرق كل ما يتعلق به!
لمست إحدي تلك الصور الورقية بأصبعي ، أسير علي تقاسيم وجهه بـأشتياق و أتمني أن تُعاد تلك اللحظة مجددًا حتي أعيد الكرة علي تقاسيم بشرته الحقيقة .. وقع نظري علي شئ آخر يقبع في نهاية الدرج و أعتقد أن هذا الشئ كان كل ما أحتاجه!
ألتقطت يداي عُلبة السجائر ذو الماركة العالمية ، لا أذكر كيف جائت إلي هنا لكن حتمًا (زين) تركها في غرفتي دون أن يلحظ! ، إبتسامة أخري مرت علي شفتي بينما أري صفوف السجائر الناقصة التي تم تدخينها بواسطته.
ببساطة لقد عشقت كل ما يتعلق به!
رتبت حقيبة يدي علي عجلة و السلم كذلك ، كانت والدتي تحتسي الشاي مع أصدقائها في ما يسمي 'حفلة شاي' خاصة بالسيدات الراقية!
في فترة ما في حياتي أدمنت ذلك النوع من الحفلات حيث نتناقش في أحوال الصيحة و غيرها من الأهتمام بالمرآة متناسيين العالم حولنا!و بالطبع لم أسلم من أسألتهم لأمي عن ماذا حل بي ! أستطعت سماع همسهم الذي لم يؤثر بي إطلاقًا علي غير العادة!
أستقلت سيارتها و أتجهت نحو عيادة الطبيب و عقلها منشغل بالكثير مما أرهقها و أربكها كليًا! .. و كالعادة جلست أعلي الأريكة وسط المرضي حيث أطلقت العنان لـنفسها و تقبلت الأمر أخيرًا أنها واحدة منهم.
بسطت ردائها الداكن حولها علي الأريكة الطويلة و نظرت أمامها في صمت ..
تدخل (دانيال) عندما وجد الأمر يثير الريبة بـوجهها الشاحب و مظهرها المتغير نوعًا ما فـقال :
- تبدين مُتغيرة!أومأت برأسها قبل أن ترد :
- للأسوء أم للأفضل ؟وضع القلم أسفل ذقنه الحليقة تمامًا مما جعله يبدو أصغر سنًا ثم قال :
- لا يوجد إنسان يبقي كما هو ، و أيضًا لا يوجد تغيير أفضل كليًا و سئ كليًا فـلكل منهم مميزات و عيوب ، و بـرأيي أنتِ تتغيرين للأفضل ، تخليتِ عن الكثير من عاداتك و أضفتِ بدلًا منها عادات أفضل!
أنت تقرأ
Flowery Gun
Fanfictionنيران الانتقام حرقت كياني العاشق.. لم أستطع الصمود أمام ألم الفراق و التغيرات التي طرأت عليَّ بعد رحيله الأبدي. نهايتنا كانت مُحددة منذ البداية، لكن أحدهم أصر على جعلها بـأبشع صورة ممكنة. رحل و قُتل معه عالمي فـأصبحتُ أتنفس هواء ذكرياتنا التي تبقيني...