ارتفعت ببصري له بـثبات و كأنني أدعوه لـحضور حفل عيد مولدي :
- أريد تَعلُم المُلاكمة و كيفية إستخدام الأسلحة النارية.ظل ينظر إلى قسمات وجهي بـتركيز و كأنه يقرأ أفكاري ثم قال بـابتسامة زينت شفتاه :
- يمكنني إسداء تلك الخدمة لكن كـصديقٍ لكِ و ليس كـمساعد لأباكِ.ابتسمت بـخجل دون أن أرفع وجهي له فأكمل متسائلًا :
- ألا تريدين قول السبب؟عبثت بـمقدمة الكوب و قلت أتصنع اللامبالاة :
- لن أكمل الفصل الدراسي الثاني من هذا العام فـأردت أن أمارس شيئًا جديدًا أفرغ به الأفكار التي تملأ رأسي!أومأ بالأيجاب ثم ترك يدي و أخذ كوب قهوته من جديد و جلسنا نرتشف منهم في صمت قطعته عندما وضعت الكوب على الطاولة و هممت بـخلع معطفي تحت نظراته المتعجبة و ازدادت عندما مددت يدي له لـيشاركني الذكري بـشكل أو بـأخر..
استقام بـطوله ثم تسائل :
- ماذا هناك ؟حاوطت عنقه بـذراعي و ابتسمت بـهدوء قائلة :
- دعني أرى زين بكَ.أنغام الفراغ كانت جميلة جدًا عندما أغمضت عيناي و فقط تخيلته واقفًا أمامي يعبر عن كم هو مُرهق من حياته و أعبائها بجانب ذلك الملل الذي يصيبه من كل شيء حتى نفسه! و لم يكن بـيدي سوى أن أخبره أنه يحتاج أن يبتعد.
فقط يبتعد..
ربما أدرك (ديفين) أن تعلقي بـعنقه لا يعني إلا أنني أنتظر مراقصته لي، لف خصري بـذراعيه و بدأ يتحرك بين اليمين و اليسار كالثملين الذين لا يدرون أي نوع من اللاوعي يمارسونه!
أصررتُ ألا أبصر و أرى (ديفين)، أردت بكل حواسي أن يحضر (زين)، أردته أن يشعر أنني و لأول مرة أتبع خطاه و أفرض نفسي عليه مرة أخرى لكن بـدافع الحب ليس اللهو و اعتباره حبيب الموسم!
اقترب (ديفين) من وجهي و انبعثت أنفاسه تجاهي عندما أردف :
- لا تغلقي عينك رجاءًا.و كأنني كنت أنتظر تلك الجملة لأفتح عيناي بعدما ترجمت أُذناي صوته مطابقًا لـصوت (زين)، حاربت تلك الحقائق التي تملأ رأسي و إتبعت شعوري الذي قادني كالعادة إلى ما يوصف بالجنون.
ما كان يجب أن أصل إلى خضرة عينيه أو لون الزيتون المشع بهما، ما كان يجب أن أضع مشاعري له كأنه (زين)، تفاصيل وجهه الذي دققت به حينها و كأني أراه لأول مرة جعلتني أرغب في رؤيته كل مرة!
تسارعت أنفاسي و يداي تفلت لا إراديًا من هول الموقف و عقلي لا يكف عن خلق أصوات و أفكار لا أريدها.
أنت تقرأ
Flowery Gun
Fanficنيران الانتقام حرقت كياني العاشق.. لم أستطع الصمود أمام ألم الفراق و التغيرات التي طرأت عليَّ بعد رحيله الأبدي. نهايتنا كانت مُحددة منذ البداية، لكن أحدهم أصر على جعلها بـأبشع صورة ممكنة. رحل و قُتل معه عالمي فـأصبحتُ أتنفس هواء ذكرياتنا التي تبقيني...