CHAPTER *16*

223 15 29
                                    

سـنعود ، حتمًا سـنعود كما كنا و أكثر.
حتمًا سـنكون أكثر سعادةً و نمضي في الحياة كـشمس تلمع في الصيف.
سـننظر لـبعضنا في رغبة و شوق ثم نبتسم و أصابعنا تتعارك بـلطف.
سـأزعجك بـمرحي و لهوي بينما عيناك لا تفارق حركاتي الطفولية.
ستكون لي عالم آخر أنتمي له كلما أدركت أن الحياة لا تعني شئ دونك.

أنه الفراق الذي يلقيك في منتصف المحيط ثم يجبرك علي تعلم السباحة وحدك إن كنت تريد النجاة..

فارقتني رغمًا عنك لكن لم يكن رغمًا عني ، كان واقعًا يعيش و يتعايش معي! كان كـصرخة أنثي تلد و لا تتحمل الألم حتي و إن أصبح من أجل راحة طفلها.

تركت بي ما لا ينسي ، ندبة سـتلازمني مهما تغيرت جسديًا أو نفسيًا ، حُفرت بـسكينٍ عميق حتي وصلت للباطن!

كالداء أنتشرت داخل خلاياي ثم تخلصت من نفسك داخلي لـتبقي أجزائك تذكرني بـأنك ضمن الأفعال الماضية.

إن أمكنني الزمن لـأعود للحظة قبل مقتلك و أتلقي أنا الرصاصة بدلًا منك ، إن عاد بي الزمن لـوقت مكوثنا في الغرفة نتشاجر لـكنت حاوطتك بذراعاي و قبلتك بشغف أخبرك بـمدي هيامي بك.
و ليت الحديث يومًا ينقلب إلي أفعال.

خلعت حذائها المسطح بهدوء حالما وطئت داخل الشقة ، أضائت المصباح الذي يظلم أكثر مما يُضئ دالًا علي طول المدة التي لم يأت بها أحد إلي هذا المسكن مما أضاف التردد بـخطواتها.

عارية القدمين سارت بـخفة عبر الممر الرفيع ثم توقفت للحظات أمام غرفةٍ ما و يدها تقبض علي مقبض الباب و لا تقوي علي جذبه! سقطت دمعة من عيناها و يتلوها الكثير.

لم أحاول حتي أن أتعمق بكَ ، فقط أهتممت بي و بـمشاعري و تغاطيت عنك! صعقتك بـكلماتي الكهربائية دائمًا دون رحمة ، تصرف شنيع لكنه مضي و تركني أندم علي فعلتي كلما تذكرته.

صرير الباب دفعني أكثر إلي البكاء رغم عهدي علي عدم البكاء من أجل ذات السبب!
لكن أنتَ كنت السبب الذي يجعلني أبكي و داخلي متقبلة ذلك البكاء الذي يفرغ ما بي ، كنت أتوق لذلك لأنه فقط .. لأجلك.

رائحة عطرك تملأ الغرفة تشعرني أنك تسكن هنا بـروحك وسط ما أخفيته داخلك لأعوام ، كنت ذلك النوع البسيط الذي يقبل بـ أيًا كان ، إبتسامة قد ترفع عنك هموم يوم ، قبلة أو رسالة تحتوي علي عدة كلمات بسيطة .. أنا التي لم تُقدر بساطة الحب ، أردت من الأهتمام أن يفيض بـعلاقتنا ، أن يوجد بيننا شعورًا متبادلًا واضحًا للجميع و لم أُدرِك أن المشاعر لا تظهر علي الجسد بل هي مطبقة علي الروح..

سار أصبعي علي رسوماتك العميقة و بات كـجزء منها! كلما دققتُ بها وجدت طفلًا لا يجد الأمان من حوله ، جميعها بثت الرعب داخلي عندما تذكرت كلماتك عنها.

* * *

فتح ذراعيه مشيرًا إلي أرجاء الغرفة قائلًا بفخر :
- هذا أنا .. إن أردتِ إكتشافي فتأملي كل ذلك ، لكن بـقلبك.

Flowery Gunحيث تعيش القصص. اكتشف الآن