و كما خُلِقَ كل شيء في لحظات، اختفي مجددًا..
الصباح كان مختلفًا، و كأن الشمس خجلة من أن تشرق رغم الجو الربيعي الذي أصبحنا به أدركت أن لا ربيع لي، أيامي ستكون بين شتاء قارص أو صيف حار! .. لم يكن لدي سوى الاستيقاظ لأمضي يومًا آخر استكشف فيه ما تخبئه عني الحياة.
و بالفعل كنت في الأسفل خلال وقتًا قصيرًا مرتدية بنطال أسود واسع و قميص من الجينز، كان الصالون كئيبًا، هادئًا، لم تعمه تلك الأجواء منذ وفاة (زين)، اقتربت من أبي و (هاري) بابتسامة مترددة :
- صباح الخير.عانقني (هاري) لـبرهة قبل أن يقول أبي بـنبرة مصدومة :
- لقد قُتِلَ ديفين البارحةاسبلت رموشي عدة مرات و خرج صوتي مرتجفًا كما لو أنني كنت أعلم لكن أرفض التصديق :
- ماذا تقول !!؟شد (هاري) على يدي بينما يساعدني على الوقوف :
- وجدوه مُلقى أمام منزله، مقتولًا برصاصة في قلبه و لم يستطع المسعفون فعل شيء.دفعت (هاري) عني و صرخت في أبي :
- لقد كنا سويًا البارحة، لقد كنا معًا في الحديقة .. كيف حدث ذلك ؟!كما خُلِقَ كل شيء في لحظات، أختفى كذلك في لحظات..
بالطبع القاتل معروف، رصاصة في القلب لـيفطر قلبي، لـيمنع عني السعادة و لـيذكرني من جديد أن الحياة ضيقة جدًا، لدرجة أنها تطبق على أحلامي بـقسوة في ليلة و ضحاها، لدرجة أنها لا تتسع لكلينا.
(ديفين)! من جعل نبض قلبي يعلو من جديد بعد نغمة رتيبة فقدت أثرها الكثير، أصدقائي،القوة و الصلابة التي تحتل جزءًا من روحي قبل قسمات وجهي و تصرفاتي .. (ديفين)! مَن أيقظ عقلي و أخرجه من غيبوبة دامت طويلًا و جعله قابلًا للعيش .. (ديفين)! الذي دق قلبي طالبًا فرصة تمنى أن يحظى بها و يكون رقم ثلاثون في حياتي .. (ديفين)! لم يكن مجرد صديق أو مساعد والدي.
كانت أسوء أيام حياتي تُعاد أمام عيني، عندما كنت وحيدة و العتمة تسيطر عليَّ و لم أجد ونسيًا سواه، كان يوسع عالمي في كل جلسة لنا، يُزهر داخلي كلما تحدثنا، عدت أحلم من جديد ثم بات كابوسًا..
و لم أُدرك مدى قساوة هذا الكابوس إلا في المساء عندما صارعت أفكاري التي تخبرني أنه لن ينتظرني كما كان يفعل، و وجدت الحديقة خالية عدا الارجوحة التي اعتدنا الجلوس عليها.
الافتقاد شعور متوحش، و مع اختلاء (زين) و (ديفين) كان يلتهمني متلذذًا بـمذاق حزني.. لابد من أن أنفذ كل ما خططت له تلك المدة، إن كان ذنبهما أنهما أحباني؛ فـذنب (لوي) أنه قرر إفساد ذلك الحب.
تلك الليلة استنفذت دموعي و آلامي، لكن الليلة التي تليها استنفذت قوتي بعدما طلبت من إحدى حراس النادي الليلي الذي يقضي فيه (لوي) سهراته بإختطافه و إحضار سلاح غير مشروع لإتمام الأمر، ما فائدة آلاف الدولارات أمام كل ما سببه (لوي) لي ؟
أنت تقرأ
Flowery Gun
Fanfictionنيران الانتقام حرقت كياني العاشق.. لم أستطع الصمود أمام ألم الفراق و التغيرات التي طرأت عليَّ بعد رحيله الأبدي. نهايتنا كانت مُحددة منذ البداية، لكن أحدهم أصر على جعلها بـأبشع صورة ممكنة. رحل و قُتل معه عالمي فـأصبحتُ أتنفس هواء ذكرياتنا التي تبقيني...