' أحتاجك و بشدة '
و إن أستطعنا إعادة الموتي للحياة لأصبح الكون ملئ بالبشر و سـتظل القبور فارغة..
قلبها و نبضاته القوية التي كانت تنبض بأسمه يومًا ما أصبحت أضعف بعد رحيله الأبدي .. تحتاجه لـتتشاجر معه ، تحتاجه لـتفرغ غضبها عليه ، تحتاجه لـيعطي الحياة مذاقًا آخر .. هي تحتاجه و بشدة.
أصبحتُ وحيدة في الغرفة التي باتت مظلمة بعد رحيلك .. مع من سـأستمع إلي الموسيقي ؟ ، من سـيحاصرني بالنظرات بينما أنا منهمكة في العمل ؟ ، من غيرك سـيعوضني عن الحب الذي لم أعهده يومًا سوي معك ؟
كانت تحتاجه بـكل لحظة تمر .. و الأصعب أنها تعلم أنها إن أنفقت أموال العالم بـأجمعه لن تستطيع إعادة لحظة واحدة من الماضي.
تبحث عن الراحة لكن لا تشعر سوي بالأرق الذي يجعلها يقظة وسط نومها .. لن تنعم بالحياة الجيدة التي تخيلتها معه ، هي لم و لن تحظي بها.
و رغم أنها لم تكن تشعر مثلما يشعر الجميع في ذلك الوقت ، لكن كان بداخلها ذلك النقص الذي يعلمها أن الحياة لم تتوقف بعد و أن كل هذا ليس سوي تأثير تخيلاتها السلبية.
و إن كانت تخيالتي ستجعلني أجن .. سأُجن من أجلك.
نهضتُ عن الفراش بينما أبحث عن هاتفي ، أعلم أنه وقت الغداء الأن و هو بـحاجة إلي إزعاجي كما أنني أحتاج إلي سماع صوته لـيمحي آثار آخر ما لفظه في آذناي.
الأنتظار .. أن أنتظر وصول صوتك إلي مسامعي كان يصعب الأمر و كم كنت أحتاجك بشدة! ، أغلقت عيناي ليعود الظلام كـمن فقد بصره ، فأستطيع رؤيتك بخيالي تلهو مع أحلامي الخرافية!
صوت باب الغرفة يدب الرعب بقلبي فهو وحده من يفتحه بهذا البطء المريب ، أيعقل أنه أتي ليوقظني!
في إحدي اللحظات التي لا نصدق بها شعور أن من نحب قد رحل ، نحن الأصدق و الأصح لأنهم دائمًا بجانبنا بـأرواحهم ..
أشعر بـروحِك تحلق حولي مثل من ثمل و لا يري إلا أطياف لأشخاصِ!
دخل أخاها متسحبًا علي أطراف أصابعه كي لا يفزعها فـهو يعلم أنها لن تتماسك للأبد!
ذلك الوقت الذي شعرت به أنني وحيدة رغم أنه كان حولي الكثيرون حتي عندما أتوا صديقتاي المقربتين ، هما لن يعوضوني بمثل شعورك بجانبي!
كنت أنت الأفضل في كل شئ حتي أنني أصبحت الأن أحتاجك بشدة.تظاهرت أنني فقط نائمة علي أملًا أن أستيقظ علي
رنين هاتفي بأسمك و أخيب ظنونهم جميعًا بأنني الأحق!و ما كان الأحتياج إلا خيالًا ينمو بداخلنا.
بعد تلك الفترات العصيبة التي اكاد أجزم أنها كانت كذلك علي الجميع عُدتُ إلي طبيعتي في اليوم الثاني حيث لم يكن هناك فرقًا واحدًا في الحياة! و ذلك اليوم لم يكن إلا يومًا مريعًا قضيته برفقة فراشي.

أنت تقرأ
Flowery Gun
Fanfictionنيران الانتقام حرقت كياني العاشق.. لم أستطع الصمود أمام ألم الفراق و التغيرات التي طرأت عليَّ بعد رحيله الأبدي. نهايتنا كانت مُحددة منذ البداية، لكن أحدهم أصر على جعلها بـأبشع صورة ممكنة. رحل و قُتل معه عالمي فـأصبحتُ أتنفس هواء ذكرياتنا التي تبقيني...