CHAPTER *22*

158 14 16
                                    

أغلقت باب السيارة و دون أن أفكر تراجعت عدة خطوات للخلف قبل أن أركض نحو الحافة.

و كأنني أنحت نهايتي بيداي..

احتكاك حذائي بالأرض أنتج بعض الغبار المنتشر حولي بينما أحاول الحفاظ على توازني و ذراعاي في الأعلى يحلقان بأجنحة ملائكة خيالية.

ابتسمت بـصدق و الهواء البارد يعبث مع خصلاتي و يُحرك الجزء العلوي من ملابسي بـتمرد قبل أن أشعر بـذراعي (ديفين) تسحباني للخلف بـهلع.

حاوط وجهي بكفه بـقلق قائلًا :
- هل جننتي ؟ أتُفكرين في الانتحار؟!

أبعدت يده بهدوء و قلت :
- لا تجعلني أشعر أنني لست سوية نفسيًا مثلما يفعلون، لا تجبرني على خوض حديثًا سـيجعل كلانا يقفذ من أعلى الحافة دون تردد.

ركل حجر كان بجانب قدمه بـقوة جعلته ينتقل إلى مكان ساكن آخر ربما كنت سأكون به أيضًا لولا الفيزياء و قوانين قوة الاحتكاك الخاصة بها التي جعلتني أتوازن في اللحظة الأخيرة ثم قال :
- لماذا تغيرتِ إلي هذا الحد ؟

شددت علي طرف ملابسي و قلت بـنبرة لم تخل من المدافعة عن النفس :
- لأنني كرهت كل ما يتعلق بي في الماضي، لم أجد سوى تلك الفرصة و توجب عليَّ إستغلالها .. ما أدراك ربما أنا أفضل هكذا!

نظر بـتشتت واضح نحو عيناي قائلًا :
- لا يتوجب عليكِ إلا المتابعة مع طبيب نفسي يعيد إرشادك للحياة!

دفعته بـقوة جعلته يترنح عدة خطوات للخلف عندما رددت بـصراخ :
- أي حياة تلك ؟! أي حياة تريدني عيشها بعد أن قُتِل بسببي؟ أي حياة تريدني عيشها بعد أن رأيت الاتهام نحوي في أعين الجميع؟
كُن أنتَ طبيبي النفسي لـتعلم ما الذي يحل بي!..

ركلتُ حجرًا آخر بـقوة قبل أن أجلس على الحافة مستمعة بـوقع قدمي في الفراغ، جلس (ديفين) بـجانبي بعد عدة دقائق و ظل صامتًا .. رفعت معصمه الأيسر أنظر إلى الساعة و عقاربها التي لا تمل و لا تكل من الدوران في دائرة روتينية.

عقد ذراعيه أمامه قائلًا :
- سـتشرق الشمس خلال عدة دقائق.

نظرت للأسفل بينما حادثته بـخفوت :
- قُل لي أن كل شئ سـيكون علي ما يرام.

شعر بالقلق الذي أنتاب نبرة صوتي فـأمسك يدي بـعزم و قال :
- أعدك أن كل شئ سـيكون علي ما يرام.

بدأت خيوط الشمس تتسلسل و تظهر في السماء عندما لمعت عيناه مع الضوء الخافت فـأجهرت بـمخاوفي :
- أنت كاذب

Flowery Gunحيث تعيش القصص. اكتشف الآن