CHAPTER *17*

279 19 29
                                    

حياتي باتت أشبه الفيضان ، تُدمر و تتدمر كلما خطوت للأمام أو للخلف ، لم أستطع الوقوف و مراقبة حياة كل من هم حولي تتدمر فقط بسببي ، القلق الواضح علي عائلتي و أصدقائي ، كان يجب أن يتوقف ذلك الفضيان للحظة حتي يستطيعوا المتابعة و هنا وجدت الحل.
يجب أن تبتلع السماء الفيضان حتي تستمر حياة الجميع ، ربما سـتتخذ المعاناة منهم مجهودًا كبيرًا لكن في النهاية سـيعتادوا علي رحيل الفيضان للأبد.

كل ما أردته حينها هو الأستحمام بـماء دافئ و الأستماع إلي إحدي أغاني تايلور سويفت في صمت و بالفعل سحبت هاتفي و جسدي إلي الحمام ، بدأت المياه في التدفق لملئ الحوض فـصنعت طريقي إلي المرأة لأري مأساة اليوم الجديدة و كيف سـأخفيها غدًا مع أول يوم دراسي لي دونه.

و في ظل تلك اللحظات وجدت سؤالًا تسرب إلي عقلي..

كيف بدأت الخيانة ؟

* * *

وقفت أمام المرآة يدها اليمني تحمل أحمر الشفاه الفاتن المحبب له و يدها اليسري تحمل الهاتف في إنتظار منه أن يرد ، بعد عدة مرات أتاها صوته خافتًا فسألت مسرعة :
- زين أين أنت إلي الآن ؟ لماذا لم تأتِ ؟

تنهد بـصوت مسموع و استطاعت سماع همسات شخصًا ما بـجانبه ثم قال :
- فيونا أنا حقًا أسف ، لدي عمل طارئ خارج البلاد و أضطرت للسفر صباحًا.

تركت أحمر الشفاه جانبًا و ألقيت بنظرها علي المرآة بـتركيز و أردفت بهدوء شديد :
- تمزح!

همس ببطء قائلًا :
- أسف

ركلت المقعد بـقدمها بينما تقول بعنف :
- أخبرني أنك تمزح ، عن أي حدث تعتذر! هل فكرت كم أن هذه الأمسية مهمة لي!! أتعلم منذ متي و أنا أتطلع إليها لـتخبرني بكل بساطة أنك خارج البلاد ، إلي أي لعنة ذهبت و لم تخبرني ؟

صوته جاء عابسًا لكن لم يكن بنفس مستوي صوتي :
- سـأحادثك في منتصف الليل لـنبدأ العام سويًا ، أعدك.

أغلقت الهاتف دون أن ترد علي ما قاله بـغضب ، أخذت تلتقط أنفاسها بـضيق و عيناها تدمع شيئًا فـشيئًا ، ثم جاء بـذهنها عدم وجود (چيچي) في المدينة لـتحتفل معها بالعام الجديد و تقضي الليلة معها في إحدي النوادي الليلة مما زاد من ضيقها أكثر.

أخذت تتنفس و تُهدئ من روعها ، لكن ما هي إلا بضع دقائق و أعلن هاتفها عن وصول رسالة من رقمٍ مجهول!

" يخونك "

أرتخت ملامحها و محتوي الرسالة يتجول داخلها حتي تصل الكلمة إلي عقلها مصدقًا ما كُتِب فـرددت بـخوف غزا قلبها.

Flowery Gunحيث تعيش القصص. اكتشف الآن