CHAPTER *4*

493 25 48
                                    

' تشتت '

العكس هو تؤأم التشابه لكن بطابع الأختلاف.

صمت قليلًا يفكر في ما قد ينهي الأمر لكنه في النهاية لجأ للـمقارنة! :
" ليس بالسئ الذهاب لـطبيب نفسي للتخلص من المدفون في أعماق قلبك الذي يشبه المحيط ، من حديث والدك أستطيع القول أنك زهرة متفتحة تعشق الحياة و هيئتك الأن لا تدل علي ذلك إطلاقًا .. إن أردتي العودة إلي حديقتك المليئة بالأزهار مثلك و وسط عائلتك واجهي الحقيقة كـمحاكمة محسوم حكمها. "

أبتلعت ريقها لـتبتلع كلماته العميقة التي أثارت بداخلها الفجوة العميقة! ، لم تجد في كلماته سوي الحق .. قلبها يشبه المحيط الذي يدفن بداخله العديد و العديد من الكنوز المدفونة تتنظر من القراصنة إكتشافها.

أبتسم (دانييل) لـصمتها و نظراتها المظلمة التي تُكرر كلامه داخل عقلها تستشيره في الحل رغم أنه أمامها!

وقف عن مقعده الخاص ذاهبًا نحو باب الغرفة قائلًا :
" الجلسة أنتهت .. أراكِ لاحقًا فيونا "

ذلك الحس الفني الذي يقبع داخل كل طبيب يعلم ما خطب مريضه ، يعلم ما يحرك مشاعره و يدفعه نحو المجازفة و مواجهة ما يتهرب منه.

نهرب من الواقع لأنه مؤلم.
نهرب من المستقبل لأنه غير واضح.
نهرب من الحقيقة لأنها لا تتغير.
نهرب من الحياة لأنها متعبة.
و أخيرًا نهرب من أنفسنا لأنها خادعة.

ربما راودني حينها شعور رحيله بعض الشئ! لأنني علمت أنه لن يمحو أثار كلام الطبيب من ذاتي ، كلما واجهت مشكلة ذهبت له حتي و إن كان يتذمر لـتفاهتم لكنه دائمًا كان بجانبي.

أهتزت أصابعها مع إهتزاز السيارة بينما تعبث في هاتفها تحاول العودة إلي الزهرة المتفتحة مرة أخري و ذلك خلال طريقة واحدة ، المرح.

راسلت والدتها تخبرها أنها لن تأتي إلي المنزل ثم هاتفت (چيچي) و (كيندال) لـمقابلتهم فـربما يخففا عنها و لو قليلًا.

فتحت زجاج نافذة السيارة حتي يتخلل الهواء مع أنفاسها التي تكاد تكون منعدمة و أخرجت رأسها منه تنظر في صمت و خصلات شعرها السوداء تتطاير جاعلة الأنتعاش حليفها في لحظة شتاء.

أبتسمت عندما لاحظت ذهاب آلامي بعيدًا أو بمعني أفضل أصبحت لا أهتم لها ، لكن مازال ذلك الجزء المشتت مني يحتل الكثير من تفكيري منذ نقطة البداية حتي اللحظة التي كنت بها لدي الطبيب النفسي.

الأبتسامة التي ترسم علي وجوهنا عندما نعلم أنه لا مفر من المتاعب ، أبتسامة الأستسلام و كأنك تقف أمام عدوك و ترفع يداك للأعلي قائلًا " ها أنا ذا .. أفعل بي ما شئت " ، الأبتسامة التي تنهي كل ذرة آمال بداخلك ، الأبتسامة التي تُضيف صفة جديدة في شخصيتك و هي اللامبالاة.

Flowery Gunحيث تعيش القصص. اكتشف الآن