' مواجهة '
و ما هو العالم إلا فئتين فئة محبة للحياة تغلبها فئة تكرهها فـتكسر قلوب الغير لـيعم السواد علي الجميع.
وضعت رأسها فوق رأس أخيها تتناغم آلامهما مع صوت آلة الكمان في صمت.
تتوالي الأيام و تتوالي معها أولوياتنا و أساسيات الحياة ثم تجد نفسك تقف أمام المرآة توجه أصبعك السبابة نحو الزجاج بـغضب تتساءل عن من تكون! ، أين النسخة القديمة منك ؟ هل فُقدت وسط زحام الحياة ؟ و الإجابة هي أنتَ.
وضعت القبعة الصوفية علي رأسها جيدًا بينما تغلق سحاب معطفها الفرو و تهم بالذهاب إلي ثاني جلسة نفسية لها .. لم تجد أن الذهاب إلي طبيب نفسي قد يقلل من شأنها أو إعاقة مستقبلها و السبب هو فقدانها جزء من الماضي أرادت الشعور به مجددًا.
أغلقت باب سيارتها بعد أن سمح لها والدها بالقيادة عندما رأي أنها تتحسن شيئًا فـشيئًا .. أدارت محرك السيارة و هي تشعر بالأنتعاش و الدفئ في الوقت ذاته.
القيادة ، لطالما كانت القيادة جزء من يومها ، فـعندما تحتار في إختيار القرارات تقود عابرة السُحب دون إدراك إلي أين ذهبت لكنها تصبح متأكدة مما تختاره.
قيادة الحياة مثل قيادة السيارة ، أنتَ من تتحكم بها ، إن أردت النجاح تتمسك بالمقود جيدًا لـتسلك الطريق الصحيح ، و كذلك إن أردت الفشل تنحرف عن الطريق الأساسي ألا نهاية له و إن وصلت لـنهايته فـأعلم أنه الموت.
أصابعها تضرب علي المقود بـأستمتاع و رأسها تتمايل في كلتا الأتجاهين بـصخب مع نوع الموسيقي المشابه لها مُعبرة عما يكمن بداخلها في صمت.
جلست مجددًا وسط المراهقين تحاول إخفاء ملامح وجهها المتعجبة مما يفعلونه ، تصاعدت يدها لـتلمس أطراف معطفها الفرو في انتظار و تشويق للقادم.
كانت متشوقة لـلدخول و مقابلة (دانييل) مرة أخري و تروي له عن ما يكبح مواجهة الحقيقة ، تُرتب الكلمات بـداخلها دون عِلم أن تلك الكلمات تخرج من القلب عندما تشعر بما سـترويه.
" فيونا ستايلز "
صاحت الممرضة عقب خروج أحد المرضي و إغلاق الباب خلفهعدلت ملابسها و همت بالدخول بعد طرق الباب بـلطف ، و في ثوانٍ معدودة عندما وقعت عينيها علي الجالس أمامها أنقلبت الموازيين و أختفت الكلمات التي كانت ترتبها ، شعرت أنها تريد التراجع ، فتح الباب و الركض حتي سيارتها و القيادة إلي الامكان.
الجميع يتراجع عند نقطة معينة من المواجهات ، المواجهة بـ أن حياتك ليست بالحياة المثالية و أنك فقط تقنع نفسك بـ ذلك ، نتراجع عندما نشعر أننا أضعف مما نواجهه.
أمام كل مواجهة يوجد ذلك الشعور بـداخلك الذي يحثك علي التراجع.
أشار (دانييل) إلي المقعد أمامه مبتسمًا :
" يمكنك الجلوس "
![](https://img.wattpad.com/cover/76215908-288-k443954.jpg)
أنت تقرأ
Flowery Gun
Fanfictionنيران الانتقام حرقت كياني العاشق.. لم أستطع الصمود أمام ألم الفراق و التغيرات التي طرأت عليَّ بعد رحيله الأبدي. نهايتنا كانت مُحددة منذ البداية، لكن أحدهم أصر على جعلها بـأبشع صورة ممكنة. رحل و قُتل معه عالمي فـأصبحتُ أتنفس هواء ذكرياتنا التي تبقيني...