الجزء 25

339 13 1
                                    

تفكرت فاش كنت تنتعجب منين تنشوف بنت غادية مع دري مقابطين فالزنقة و تيجيها دكشي عادي، فاش مكانتش تتفهم ليا كيفاش البنت ممكن تعطي نمرتها لدري، فاش كان الفيس عندي فيه غير البنات صحاباتي و العائلة، فاش كنت تنحتقر دوك البنات اللي تيركبو مع الدراري فالطونوبيلات حيت تيجيوني رخاص معاطيينش قيمة لراسهم، فاش كنت تنقول واش هادو متيفكروش را غادي يجي شي نهار يوقفو فيه قدام ربي و يحاسبهم على كل صغيرة و كبيرة، كيف كنت و كيف وليت، فين مشات ديك أمل البنت الضريفة اللي داخلة سوق راسها و مقابلة غير قرايتها و راسها، مكتسوقش لهضرة الناس و متمسكة بآراءها و مبادئها، اللي كانت تحشم إلا طول فيها شي ولد الشوفة، واش هادي هي انا؟ كيفاش سمحت لراسي نولي هكا؟ رجعت السينتة شوية للور وانا حدا وئام فالطيارة فطريقنا لبلجيكا تنتفكر كاع دكشي اللي وقع.......
مور ما وقع دكشي مبقيت حاملة حتا حاجة، داك النهار نيت جمعت حوايجي و الغد رجعنا للدار حيت كانو ايخرجو النتائج و نعرف راسي واش ناجحة ولا لا، واش غادي نسافر و لا غنكمل قرايتي غير هنا، كنت من قبل تنتمنى منجحش، و نبقى حدا أيوب، الشخص اللي ملك عقلي و خداه، و لكن دبا انا مستعدة ندفع المستحيل باش نمشي، مكرهتش نبعد اكبر مسافة ممكنة، نمشي لشي كوكب آخر ولا لشي مجرة أخرى، و لكن دوماج ميمكنش......كلشي لاحظ التغير اللي وقع فيا، أمل فيها شي حاجة مبدلة، من غير تصرفاتها و أفعالها الغريبة، حتا لباسها و طريقة هضرتها تبدلات، بين ليلة و ضحاها، كلشي فيا تبدل، حيت حسيت بفضاعة الذنب اللي ارتكبت، كنت غادي نوقع فالزنى، كنت غادي نطيح فكبيرة من الكبائر، فاش شعلت البيسي و دخلت نقرا على هدشي مقدرتش نحبس من البكا، بقيت تنفكر فجهنم و يوم القيامة و عذاب الاخرة، غير الخلوة بين الذكر و الأنثى حرام فما عسلك بدكشي لاخر، الليل كلو و انا تنصلي و نبكي و نطلب من الله يغفر ليا ذنبي، حتا حسيت بنفسي خفافت شوية.....كل لحظة تنتفكر التعبير اللي ترسم على وجه ماما فاش قلت ليها را بغيت نلبس الحجاب، شحال و هي تقول ليا انت مزالا صغيرة و مزال عندك الوقت فين ديريه و جبدات ليا مية سبة باش منديروش، و لكن حسيت بقلبي متعلق بيه، كنت باغا نديرو، حسيت بحالا ربي بغا يفيقني من غفلتي و يرجعني للطريق، ربما هدشي اللي وقع كان إنذار من الله تعالى باش نفيق من غفلتي و نرجع للصواب، و لكن زاد إصرار ماما باش منديروش فاش عاود ليها حبيبي على العنصرية فأوروبا ضد المسلمين و خصوصا المحجبات، و الإعتداءات اللفظية و الجسدية اللي تيتعرضو ليها تما، و لكن انا اللي فراسي فراسي، خرجت مع يوسف تنتساراو فالقيساريات خدا ليا كاع الحوايج تاع الحجاب، صايات و قوامج طوال، عبايات و شالات، حتا من الفناتي و الفلايل ما نساهمش، حسيت بيه هو الشخص الوحيد اللي فرح ليا، حيت هو تيعجبو البنت اللي ملتزمة بدينها و محتشمة فلباسها، كان ديما تيغوت عليا بسبب لباسي و لكن بابا تيوقف فوجهو و تيقوليه خليها دير اللي بغات، مي دبا عاد عرفت راه كان باغي ليا غير مصلحتي، وجدت فاليزتي و لبست حوايجي و عملت الحجاب ديالي ووقفت قدام الباب تنودعهم، مغنسخا بحتا واحد فيهم، عائلتي و بيتي و دارنا و مدينتي و كلشي، مشات معايا ماما و بابا حتال المطار ماما ما حبساتش من البكا و انا كذلك بقيت معنقاها مسخيتش بيها حتا جا وقت الذهاب، بست ليهم يديهم و تفارقنا و عيني بقات حاضياهم حتا طلعت للطيارة، و قلعات، عاد نزلو دموعي، دكشي اللي ما بكيتوش هاد الايام كلها عاد رجع عليا، انا تنرجع بدكشي اللور و دموعي تينزلو و محاولتش نحبسهم، عمتي قالت لوئام تخليني على راحتي بكيت حتا شبعت بالسكات، و نعست، حتا حسيت بشي يد تتقيسني، فاش حليت عيني لقيتها وئام تتربطلي حزام الامان حيت غادي تهبط الطيارة، رتبت حوايجي و جمعت اغراضي و فاش حبسات تحل الباب و نزلنا، الللله على هواء شحال نقي، نزلنا الامتعة و مشيت مع حبيبي و عمتي و وئام فاتجاه واحد السيارة كان قدامها واحد الراجل فالاربعينات، سلمنا عليه كان صاحب حبيبي جا باش يوصلنا، ركبنا مور ما سالينا اجراءات السفر كلها و خرجنا للطريق باش نمشيو للدار تاع حبيبي، كانت الطريق زوينة و الجو اجمل و حتا نفسيتي ارتاحت شوية، شفت فوئام لقيتها فرحانة و تضحك و كل مرة تشوف فيا و تضحك معايا و تبغي تشاركني فالفرحة، من الصباح و هي هكا، كون كنت فبلاصتها كون راني عييت ولكن هي العكس ديالي، قبطات لي فيدي و زيرات عليها و ضحكات، وئام : امل غادي تبقاي معايا، غادي تعيشي معايا و تونسيني، متصوريش شحال فرحانة، منكرهش نبقا حداك ديما، شفت فيها و درت ضحيكة صغيرة، و لكن كانت من القلب، باستني فخدي و مطلقاتش يدي من يدها حتا وصلنا للدار، شي مرات تنحسدها حيت تتقدر تعبر على المشاعر ديالها بكل أريحية، عكسي انا، كانت فيلا على الطراز الفرنسي محاطة بجردة كبيرة مزروع فيها الورد و الاشجار و النباتات فكل مكان، ديجا شفتها فالتصاور ولكن عمري تخايلتها بهاد الجمال......

فارقتنا الحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن