الجزء 31

95 0 0
                                    

كانت حياتي هادئة و روتينية، من الجامعة للدار، شي مرات تنخرجو انا و وئام و هارون و شي مرات تنخرجو مع عمتي و حبيبي ولا مع آيزل و الفتيات، و مزال المقهى ديالنا اللي تنتجمعو فيه هو نفسو، هكدا الأيام تدوز حتا جا داك النهار اللي بدا فيه كلشي....النهار اللي من بعدو حتا حاجة مغترجع كيفما كانت، كنا جالسين فالمقهى فحال عادتنا داك النهار، عيينا من القراية سدينا الكتوبة و طلبنا كؤوس تاع العصير، فاش جابهم لينا كل وحدة شدات كاسها و حسبات ماريا حد ثلاثة و بدينا تنتسابقو شكون اتسالي كاسها هي اللولة فجو مليء بالضحك، فجأة حبسات صوفيا و بقات تتشوف جيهة الباب، كلنا هزينا راسنا جيهتو بغينا نعرفو فاش تتشوف، ضرت نشوف حتا انا، بانلي واحد الولد طويل، كتافو عراض، بيض و شعرو كحل، و عينيه مايلين للزروقية مرمشين ولكن تيبانو زوينين بزاف، لبنات كلهم حالين فيه فمهم، ولكن هو متيشوف فحتا وحدة فيهم، كتبان فيه مغرور، متكبر و حاس براسو، بطبيعة الحال يحس براسو و هوما كاع البنات حالين فيه فمهم و كاع الدراري حاسدينو، كان زوين و فيه شي حاجة اللي تخليك متسخاش تحيد عليه عينيك !
مشا خدا الطلبية ديالو اللي كانت عبارة عن علب كثير تاع البسكويت خلصهم و مشا فحالو، و صوفيا متبعاه فكل خطوة تيخطوها حتا خرج، بقيت غير تنشوف، حسيت بيها متوثرة، تترعد، استأذنات و خرجات تتجري و انا ما فاهمة والو،
انا : شنو واقع؟
ماريا : حتا حاجة
شفت فوئام اللي غمزاتني زعما حتا نخرجو انا سكتت،
ماريا : صافي عيينا خلي تال غدا و نتجمعو فحال ديما
نضنا كل وحدة شدات الطريق لدارها، بقيت غادة انا و وئام و صفية و ختها فواحد الصمت غريب عمرو ما كان، حتا وصلو لدارهم و كملنا حنا طريقنا
انا : وئام قوليلي شنو واقع؟ و شكون داك الدري اللي كان فالمقهى قبيلة؟
وئام : أودييي شغنقول ليك، هذاك أَوس، تيقرا الطب السنة الرابعة، البنات كلهم طايحين فيه، انا متنعرفوش شخصيا ولكن غير من دكشي اللي سمعت، تيعاودو عليه صارم و لكن فنفس الوقت ضريف و تيتعامل، و متيعطي وجه لحتا واحد، ولكن فوقاش تشهر بصح هو فاش عتق واحد البنت كانت غادي تنتحر، ديك القضية دارت بووم
انا : صافي؟!
وئام : شنو باغا تسمعي اكثر؟
انا : و مال كلشي سكت، و صوفيا خرجات، وعلاش كان كلشي تيشوف فيه مفهمتش
وئام : را داك الدري فشكل، كان واحد الوقت تينظم أنشطة و دكشي، ولكن من مور ديك الواقعة تبدل فمرة، وليتي قليل فاش تشوفيه مجمع مع الدراري ولا شي حاجة، ديما غادي بوحدو و منعزل، و متيحضرش للحصص، ديما مغيب، و الغريب فالامر هو اللول فالفصل ديما علاماتو ممتازة، البنات تيموتو عليه و هو عمرو تسوق لشي وحدة فيهم، لدرجة ولاو تيقولو راه Gay
انا : و واش بصح
وئام : معرفتش و لكن متنضنش، فالأخير هادو تيبقاو غير إشاعات و صافي
انا : العجب هدشي
وئام : هاد الهضرة تبقا بيناتنا را تنتيق فيك
انا : كوني هانية
بقات تدور ليا الهضرة اللي قالت وئام فراسي، جاني واحد الفضول غريب تجاه شخصيتو، مفروض شخص فحالو يكون شابع بنات و دوران و تصاحيب و لكن شنو السبب اللي مخليه يكون هكا، خصوصا فمجتمع أوروبي منفتح......تجمعنا على مائدة العشاء و هو حبيبي اقترح عليا ننخرط فشي جمعية ولا شي نادي ولا ندير شي هواية فأوقات الفراغ، وئام كانت فواحد النادي تاع الرسم و الفنون، كنت شي مرات تنمشي معاها تنتفرج فيهم و صافي، جاتني فكرة زوينة، فاش طلعت لبيتي بقيت تنفكر فشنو ممكن ندير، جاوني بزاف ديال الأفكار، حتا جات فبالي الموسيقى، شحال هادي كنت متعلقة بيها بزاف، كان الكمان ديالي هو كنزي، و لكن مع القراية مبقيتش داياها فيه بزاف، كنت مرة مرة تنجبدو نعزف عليه حتا تقطع ليه الوثر تاع الصول من تما ما بقيت جبدتو، حسيت بواحد الحنين و جاتني رغبة كبيرة نرجع للموسيقى......
الغد قلتها لوئام و عجباتها حتا هي الفكرة و قالتلي باللي كاين واحد النادي تاع الموسيقى تابع للجامعة و منخرطين فيه عدد من الطلاب و تينظمو حفلات موسيقية، زدت تحمست و بقيت عليها والو دبا تمشي معايا، و دكشي اللي كان، فواحد الجناح بعيد شوية على الكلية كان النادي، مشات وئام تقلب على الاستاذ باش نتسجل و بقيت انا واقفة تما، كان الباب تاعو مفتوح و صوت البيانو تيتسمع تال برا، كان واحد العزف زوين بزاف تيلامس القلب، هادئ و حزين، طليت باش نشوف شكون بانلي خيال تاع شي حد تيلعب بالبيانو بصباعو بمهارة، يمكن يكون أستاذ و لاشي حد متمرس حيت هاد العزف مستحيل يكون تاع شخص هاوي فقط، بغيت ندخل ولكن صوت وئام من لور رجعني، درت بانتلي جايا لجيهتي و معاها واحد الراجل كبير شوية فيه شعرات بويض فراسو و ابتسامة كبيرة على وجهو، ابتسمت بدوري ليه، تعرفت عليه كان استاذ تاع الكمان جلست معاه تعارفنا و هضرنا على الموسيقى و قالي الاوقات اللي تيكون فيهم باش فاش نكون مسالية نجي لعندو نتدرب، اتفقنا و كنت فرحانة....

فارقتنا الحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن