"تعلموا كيف تهدون النور لمن حولكم
و إن كانت خفاياكم حالكة ، جداً!
تعلموا أن تهبوا لأحبائكم إبتسامة ، و إن كنتم تبكون!
ابذلوا ، فثواب العطاء سيمحو متاعبكم"
و لقد كانت تهد له النور كما كانت تهب له الإبتسامة.
و كانت تعطيه ، تعطيه الكثير ، و تعطي غيره دون ان تدرك ذلك.
و لكنه كان في أعلي القائمة ، أكثر من يهتد بنورها.
و أكثر من يبتسم بسببها ، و أكثر من تم إعطائه الكثير من المشاعر و الدفء.
لكنها لم تكن تعى إن لكلماتها ذلك التأثير علي أحدهم.
كانت دائماً تشعر إن المشاعر التي تود حقاً إيصالها ، مهما أنتقت من كلمات ، فهى لا تصل بذات الشعور الصادق الذي تشعر هى به إلي القراء.
لذا كانت دائماً تشعر إنه لا أحد سيلتمس المشاعر الحقيقية و الصادقة ما بين السطور ، لإنها تؤمن أيضاً أن المشاعر التي تريد حقاً إيصالها ، لا لغة لها!
و لكن علي حين غره هو أثبت لها أن بينهم تواصل.
ليس تواصل الكلمات ، بل تواصل اللغة!
هو يفهم ما بين السطور.
و هي تكتب لإخفاء مشاعرها بين السطور.
لذا هناك عامل مشترك بينهم.
و هذا ما جذبها لرسالته.
و جعل قلبها ينبض.
لن يكون مبالغاً بالقول إنه طوال حياتها لم تشعر إن هناك أحد يفهم مشاعرها التي تخبئها بإتقان بين أسطر روايتها! و لا أحد أخبرها تلك الكلمات من قبل.
لا أحد أراد التعرف عليها ، ليس لإنها كاتبه ، أو هدف التقرب من المشاهير ، أو حتي ذاك الفضول السئ.
و إنما هي شعرت إنه صادق.
شعرت إنه التمس المغزى الحقيقي من كلماتها ، لذا يود أن يتعرف أكثر علي صاحبة كل تلك المشاعر الصادقة و الدافئة في الآن ذاته.
هي و بمجرد أن رأت رسالته أدركت إنه مختلف عن كل من حدثها من قبل بتلك الأسئلة السخيفة.
و التي لم تتعب نفسها بالجواب عليها ، أو حتي علي معظمها.
لكنه جذبها ، إنتقائه لكلماته التي توضح نيته الحقيقية البريئة ، جعلتها تدرك تلقائياً نيته و هدفه.
مع ذلك ترددت قليلاً في الرد عليه.
حيث إنه غير أنها ذات مزاج متقلب و عصبية مفرطة و بحاجة دائمة لمن يتفهم ذلك ، إلا أنها عندما يتفهم أحدهم طبيعتها تشعر بأنها عبئاً ثقيلاً عليه ، و تهرب منه.
رغم إنها أحبت التحدث إليه لجذبه لها بكلماته تلك ، و أحبت كونه يتفهمها.
إلا أنها و كعادتها أرادت أن تهرب.
أردت أن تدفن نفسها داخل قوقعتها للأبد.
أنت تقرأ
فيولير *قيد التعديل*
Fantasíaالمك الصغير، الصغير جداً..الذي تحاول شرحة، بشكلٍ جديّ كي لا يستصغر أحدٌ من شأنه، يخرُج في صورة سخيفة، صورة تدعو للسخرية والضحك في آنٍ واحد. "أنت مثير للسخرية... و الغثيان" و حقاً لم تكن تكذب في مقطع جملتها الثاني!
