(2)فيولير!

197 30 11
                                    

"لا أستَطيع أنْ أُخبرك أنّني حَزينة أوْ أنّ هذهِ الشُهُور لا  تسير بشكلٍ جيّد معي لا أستَطيع أنْ أخبرك أنّني أنظر للحياة وكأنّ كل شَئ يبدُو جارِحاً ، المس قلبي فقط. "

بطريقة ما ألمته تلك الجملة ، كان يُدرك أنها ليست مجرد جملة وضعتها فيولير لتتناسق مع الشخصية ، أو أن تكون لها موضعاً جمالياً حزيناً يضفي علي الرواية نوعاً من الإبداع المصحوب بلمسة حزن عميقة المعني.

كان مدرك تماماً أنها تتحدث عن نفسها ، تتحدث عن ما تشعر به و ما تتمني أن تقوله.

رغم أنه لا يعلم سبب يقيني بهذا ، بإعتقاده أن معظم تلك الإقتباسات التي تستوقفه في رواياتها ، هي كلها عنها ، تصفها ، وتتحدث عن مشاعرها الداخليه ، الحبيسه التي لم تجد مفراً لها سوى في الحبر لتزين تلك السطور و تصطف علي هيئة كلمات لتكَوِن عبارات ذات معنى ، ولكنه يشعر باليقين بداخله ، و هو هذا النوع من الأشخاص ، الذين يصدقون الكلمات و المشاعر المنبعثة من الروح ، من الداخل ، حيث تأتي تلقائية ، و دائماً ما تكون صحيحة.

منذ صباح اليوم ، و يتردد في عقل بيكهيون حديث تشين بالأمس ، عن حثه ليتحدث مع فيولير و لكنه لم يمتلك الشجاعة بعد لفعل ذلك.

هو فقط كل ما فعله إنه أستيقظ باكراً... أو إنه بالفعل لم يأخذ قسطاً من النوم ، هناك الكثير من الأفكار تراوده ، بداية من كل ما يدور مع صديقه من تغيرات ، إكتشاف سراً كهذا فجأة إنها لفاجعة حقاً! لم يكن بالشئ الهين الذي يتقبله ، و رغم علمه أن تشين مازال لم يتقبل الأمر ، إلا أنه يعلم أيضاً إنه قوي و دائماً ما يحاول أن يتماسك ، مع ذلك كلاهما متحمسان للشقيقة الصغيرة تلك ، الفكرة و حدها تثير القشعريرة في جسده.

و يشغل تفكيره أيضاً أنه يخشى أن يؤثر ذلك السر علي تشين و عائلته ، و ما زاد الأمر سوءاً هو أن تشين أصر أن يقضى الليلة مع بيكهيون ، مدعياً إنه يرغب في ذلك فقط دون سببا ً، و لكنه يدرك تماماً ما يجول داخل جوفه حق المعرفة ، هو أبداً لن يسمح بأن تتشتت علاقة صديقه بعائلته ، لن يسمح بذلك و لن يقف مكتوف الأيدي.

كما أنه يفكر أيضاً في حياته المشتته تلك ، و عدم إستطاعته أن يتخذ قراراً حاسماً يخص تلك الكاتبة ، التي يود حقاً أن يتعرف عليها أكثر.

و لكن كل ما فعله ليلهى نفسه عن كل تلك الأفكار هو أن يكمل قراءة الرواية التي لم يستطع إكمالها أمس بسبب ثرثرة تشين ، الذي يقبع بالسرير علي الوجهه المقابلة للسرير الذي يستوطنه بيكهيون ، وعلي خلاف بيكهيون ، تشين غارق في النوم.

نهض بيكهيون من سريره عازماً علي فعل شئ جنوني بالنسبة له ، نهض ليأخذ هاتفه من أعلي المكتب الذي يتوسط سريره و سرير تشين ، ثم عاد أدراجه إلي موطنه ألا و هو سريره ، ليجلس عليه من جديد ثم يضغط عدة ضغطات علي هاتفه ، ليعود إلي سكونه وهو ينظر طويلاً إلي شاشة هاتفه قبل أن يتنهد ويعيد الضغط علي شاشة هاتفه من جديد.

فيولير *قيد التعديل*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن