وَرْدَةُ الزَيزَفوْنّ (الجزء الواحد والثلاثون)

8 0 0
                                    

إنتهت تيليا من تصفح كتبها الطبية
ومررت في عقلها عدة معادلات طبية صعبة ومعقدة للغاية

ما إن أنتهت ، أخذت المطبخ وجهتها ، فقد رأته
يجلس مع والدتها يشاهدان فيلماً ما ...
في واجهة الغرفة المقابلة للمطبخ

نعم هو ذلك الذي أشبه بأن غاب عن بالها
، او اصبحت غير مبالية ، او أفعاله الحمقاء

جعلت مشاعرها تتبلد دون حراك ،فقد إستبعدته
هذه الفترة من عقلها ، غالباً ما كما قالت
حلمها الطبي أولاً
ثم لا شيء غيره

أخذ هو يسترق النظر لتيليا ، بنظرات خاطفة ، دون علمها
ودون علم كاتيلين ، ولكن نظراته هذه المرة جدا غريبة
ربما نظرات إيجابية ، بدا متفهما لمشاعرها
وكل ما كان يدور في عقلها ، ومشاعرها التي تحملها تجاهه
والتي تجاهلها مراتٍ عدة

أعطى لها كل الأعذار ، حقا ً كنت غبيا ً
هل فعلت من أجلي الكثير
وكل ما قابلتها به هو ، عدم الأكتراث
علمت الأن سر تذمرها وتحولها ، عندما أقول لها أختي

وبينما هو ما زال يسترق النظر لها ، شاهدته
بعدم مبالاه وتساؤل
أخذت تهز رأسها بهمس تحرك شفتيها الحمراويتين الآخاذتين للعقل
، وحركت يديها على النحويين
ماذا ..؟
يا للهول ، كان هو شارد الذهن لا أحد يعلم ما يدور في عقله

ما إن تيقظ ذهنه ، ليراها جميلته تنظر متعجبة ، ونادته
عدة مرات متسائلة ما باله
ماذا..؟
ماذا....؟
ما زالت في تعجب تنتظر الإجابة

فأبتسم إبتسامة خفيفة ، وقال لا شيء
من ثم قدم إعتذارة
ونهض وسارع ليدخل غرفته

لم ترخي تيليا لشيء بالاً
وأخذت تكمل إعداها لأطباق شهية خفيفة
إستعدادا ، لوجبة العشاء

وها هي والدتها كاتيلين ، لقد سرقها الوقت
وأمتعها الفيلم ، فقد غطت في نوم عميق
في ثبات

إنتبهت تيليا لها بادر مسرعة
وأقترتبت منها بهدوء
أمي ...أمي
هل غفوتِ
لقد حان الآن موعد العشاء

أستيقظت كاتيلين ، وعيناها لا تقدارن على
النظر لوجه تيليا
وتثائبت بشدة
ورغبتها للعودة للنوم

لا يا إبنت أنا أشعر بالنعاس الشديد
ولا رغبة لدي لتناول العشاء ، فأنا لست جائعة

ولكن كلا أنتما الأثنان
وأخدت تيليا يد والدتها وامتطها تحت ذراعها
وأخذ تشدها بجوارها ، حتى أدخلتها غرفتها
وممدتها في سريرها وشدت عليها غطاؤها

فقبلتها على جبيبنها
تصبحين على خير أمي
تصبحين على خير عزيزتي .

إيميلي في حالة صراع تتصفح الكتب الطبية
الجراحية ، يأخذها الحماس ، والرغبة بعيدا
ترتدي نظارة طبية .... بالرغم إنها لا ترتديها بالعادة

ربما تشعرها النظارة بانها ستكون طبيبة ذكيه
هذه وجهة نظري فقط .........

وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن