وفي الصباح الباكر تتجهز تيليا للذهاب للمشفى ، لأخراج إيدين ها هي تستبدل ملابسه المتسخة وتضع غيرها نظيفة
ومن ثم دخلت المطبخ لتعد طعام الغداء وبالطبع تحضر للمريضين الحساء الإيرلندي التقليدي ،كونهما متعبين ولم يأكلا جيدا منذ مدة
ها هي السيدة كاتيلين مرتدية ملابس الخروج .
تيليا انا جاهزة متى سنذهب ؟!
الى أين؟
لنخرج إيدين من المستشفى !
ماذا؟
أمي أنتي مريضة أيضا ، وتحتاجين للراحة ،سأذهب وحدي وأعود بسرعة لا تقلقي.
لا سأذهب فأنا أشعر بحالٍ جيد .
أمي ....ااااالااا
حسنا لا تتأخري فأنا مشتاقة لرؤويته كثيرا .
حسنا!ونظرة حزن وهم أعتلت وجهها المتعب الباهت اللون ، لأنها سرعان ما لمعت في رأسها ذكرى الأمس ، فمن أين ستجلب المال لسداد فواتير المشفيان .!
ومن ثم تأففت بحيرة، وصديقتها لم تجيبها على الهاتف منذ الأمس، لقد كانت على وشك ان تقترض من صديقتها بعض المال .ما بكِ؟
كيف لي أن أخبرها بذلك ، ستتعب مجددا سأبقى صامتة الآن سأحدثها لاحقا بما جرى .كيف لا شيء وانتِ تسرحين كثيرا ؟!
لا شيء أمي .
حسنا .لقد جهزت كل شيء سأخرج الآن، وأعود مع إيدين فيما بعد .
لكن الوقت ما زال باكرا، ما زال هناك وقت لا أمي لدي بعش الأمور سأنهيها ومن ثم أعود .
حسنا .
خرجت وهي محتارة كيف ستحصل على المال، ممن تقترضه
لكنها خجلة جدا من أن تطلب من والدة صديقتها السيدة ......فهي في حالة يرثى لها لا تدري أين إبنتها ، تلك الغبية لماذا تكذب علي، وتقول بأنني من أرسلتها ،هناك أمرا ما محير في الموضوع
حسنا ، من أين سأحصل على المال .
فخطر على بالها أصدقاء والدها القدامى ، ستقترض المال ومن ثم تعيده ، وأول من خطر على بالها هو السيد آرليس صديق العائلة ، صديق والدها وعمها والد إيدين .من في الباب ، أهلا
هل هذا منزل السيد بران آرليس؟
أجل! ولكن من تكونين أنا إبنة صديقه القديم بيفان .
حسنا! تفضلي.
شكرا .أردت رؤية السيد لأمر ضروري .
تفضلي ، سيأتي حالا .
حسنا .أخذت تسرح قليلا في هذا المنزل الجميل والفخم القديم الذي يشبه القلعة بزهوه وقتامة لونه الخشبي ، فهو لم يغيب عن بالها بتاتا ، كم ذكرى لها في كل زاوية في هذا المنزل ، الذي كانت دائما حاضرة مع والدها إلى هنا ، سرحت في الصقف واركان المنزل ،وتلك الرفوت التي تملئها الكتب عندما كان والدها وصديقة يتسامران سويا ، ويبدأن سرد ما تعلما من كل كتاب
أهلا .
أهلا سيدي .
طل عليها ذلك الرجل ، البالغ في العمر، مدور الوجه ، وعلامات وجهه شديدة الصرامة ، وأصلع الرأس ، وغزوات الشيب التي تملأ وجهه ويحمل بيده كوب من القهوة وسيجار فاخر بيده الأخرة ، وكتاب.من أنتي ؟
أنا تيليا إيفان إبنة صديقك القديم الأ تذكره ، وأخوه السيد آلڤي .
الم تذكر تلك الطفلة الصغيرة التي كانت دائما حاضرة مع والدها ،ترتدي فسانها الجميل وبيدها دميتها ، ولم تنسى مرة قط أن تجلبها معهاحسنا يتحدث بصرامة ، لا أي إبتسامة ولا إي ردة فعل
حسنا.....حسناتعجبت وكشرت وجهها من ردة فعله العجيبة ، ما باله
وماذا تريدين ؟
طالما كنت صديق والدي.....قاطعها
حسنا قولي فورا ماذا تريدين دون طرح المقدمات فأنا مشغول جداانا فقط أردت إقتراض بعض المال منك ،لأنني أحتاج....
قاطعها مجددا مال ، لماذا ألم يكن والدك غني، لا حدود لأملاكه وأين ذهب بها ...... آه صرفتها والدتك لتغطي فعلتها .......هذا ما ورثته الطمع ،الم يكن يكفيها ما فعلتسيدي انا......
لا مال لدي ، ولا تعودي هنا مجددا تفضلي؟!
سيدي أخبرني ما الذي تتحدث به .تفضلي من هنا ؟
حسنا !.يا له من رجل عجوز غليظ ، فظ ،لئيم .
يا اللهي من أين سأجلب المال الآن ، تبقى صديق واحد فقط سأحاول معه .
أخذت تسأل عن عنوان السيد بران ، وقد بحثت طويلا إلى أن وجدته أخيرا بعد ما سألت المارة عن عنوان بيته .
وصلت وطرقت الباب فتح لها رجل يبدو في هيئته أحد أفراد عائلة السيد بران .
مرحبا سيدي انا أبحث عن منزل السيد بران هل هذا هو .
أجل تفضلي .أين هو ضحك الرجل ضحكة إستهزاء ! متعجب
ما بك سيدي .لا شيء لكن السيد بران توفي منذ مدة لا تقل عن خمس سنوات ونحن ورثته ، نقطن في هذا المنزل ، كونه لم يتزوج او ينجب اولاد .
يا اللهي ، كيف حدث هذا ولم نسمع بذلك .
نعم عندما توفي كان قد عاش في الولايات المتحدة الأمريكية لجأ الى هناك ليقطن مع زوجته المريضة ، تعبت كثيرا وتوفت، وهو لم يبقى كثيرا حَزِنَ على رحيلها حزنا كبيرا ولحق بها .يا اللهي ، اقدم لك آحر التعازي .
ولكن لم تخبريني من أنتِ ، وماذا اردت من السيد بران ؟!
لا شيء فأنا إبنة صديقه المقرب ، وجأت للأطمئنان عليه ، وأئسف على ما سمعت لمصابه .
شكرا لك .حسنا. سأغادر الآن .
على الرحب والسعى .
شكراوخرجت تتأفف حائرة بضجر ، يا لهذا الحظ العاثر .
تذكرت موعد خروج إيدين سرعان ما توجهت نحو قارعة الطريق تستقل سيارة أجرة ، إمتطها وأسرعت للحاق بأيدين .وهنا السيدة كاتيلين هائمة على وجهها سارحة في الهواء الطلق ، عادت بالماضي تتذكر حديثها مع شخص غير معروف
يصرخا ببعضهما البعض يجمعهما سقف واحد قرب باب المنزل الخارجي ويتحدثان خفية أن يسمعهما أحد ما ، تذكر ت عندما ضربها ذلك الرجل وسال الدم من شفتيها الرقيقتان ، ووبخها دعيني وشأني ، سأمضي حياتي لأجل زوجتي ومستقبلنا سويا ، لقد كنتِ حبً قديم ، لا مجال للتفاوض ف الماضي لا يعود .
ولكني ما زلت متيمة بك ، وأحبك ورغم عنادك لي ، وإختيارك لأمرأة أخرى تعيش معها ، قلت لك دعيني وشأني سأغادر من هنا مع زوجتي ولن أعود ،سأعيش في بلد أخر .
وهي تبكي متوسلة منه وتصرخ وهو يكتم أنفاسها خفية لكي لا يسمعهما أحدحسنا سأتبعك .
لن تفعلي ، سأقتلك .
إذن أنتحر واجعلك قاتلي .
إفعلي ما شئتي أيتها المجنونة .
هكذا إذن ، قبل أن يطردها للخارج ويغلق الباب وهو هائج .
وعادت للحاضر
وسالت دمعة على خدها الذابل ، وتتحسر على ماضٍ غامض.
أنت تقرأ
وَرْدةُ الزَيزَفونّ
مغامرةفقد إعتقدت للوهلة الأولى بأنها مخطئة بل أن ،الأزدحام وأصوات الأجراس وسعادتها وانبهارها صور لها أنها تسمع مقطوعة موسيقية فهي عاشقةً للموسيقى ، فهذا يذكرها بشيء مااا فتجاهلت الأمر وأخدت تتنفس الصعداء وتأخذ شهيقا وزفيرا .... شهيقا ...... و زفيرا