وَردَةُ الزَيزَفونّ (الجزء الثامن عشر )

9 2 0
                                    

إذا حضرة الطبيب هل ستخرج والدتي اليوم من المشفى
كما تشائين ، فلا داعٍ لوجودها هنا ،
فكل ما يلزمها النوم والراحة جيدا
والغذاء الجيد
وسأكتب لها وصفة طبيبة ، ينبغي ان تأخذها مرتين في اليوم

شكرا لجهودك معنا ايها الطبيب
وهي تمد يدها لتصافحه
وشكرا لتفهمك كل شيء
العفو عزيزتي ، على الرحب والسعة فهذا واجبي
فقط اعتني بوالدتك ، فلا تفكري بتركها وحدها مجددا
فيبدو كم تحبك .

ابتسمت ابتسامة حزينة علت ثغرها الذي لا يحق
له ان يحزن
أجل سأفعل ، لا تقلق ...

فدخلت غرفة والدتها أمي ، هل أنت في حال جيد الآن
وسرعان ما رأتها السيدة كاتلين
فكادت ان تسقط عن سريرها
موطدتا وصال يديها في الهواء
فكل ما ارادته معانقة صغيرتها العنيدة
وابتسمت ابتسامه فيها صوت من الحزن
والفرح معا قد امتزجا سويا

انا اسفه امي ، فأخذت تبكي تيليا الفتاة القوية
العنيدة ، لقد فضحتها عينتيها الملائكيتان
ولم تستطع اخفاء ذلك
فقد ظهرت بحة صوتها ، يبكي
وبه ندبات من الندم
والأعتذار ، وتجهشات
من الوعود المستقبلية الغير ظاهرة 

خرجت تيليا من غرفه والدتها ، اخذت ترتب
صدح صوتها ، وفقراته
لتعيده صوت تيليا القويه مجددا
فلن تفلح في ذلك مهما كانت قويه
ومسحت ما تبقى من كبريائها المنساب
على خديها ، والذي لم يجف بعد

فتصلت بإيميلي ...
عزيزتي انا اسفه حقا لذلك
اعلم انني تأخرت ، مرة اخرى
فأنا لن اعود ،  لقد عدت لمنزلي
فقد استفهمت إيميلي ان هناك خطبٌ ما
ف هذا ليس صوت تيليا التي تعرفها

فبدأت بالأصرار والتوكيد على أن هناك امرٌ
ما تخفيه تيليا

فمهما اعربت لها تيليا لن تقنع صديقة عمرها
التي حفظت كل تفاصيلها
بل ادق تفاصيلها

إيميلي نحن في المشفى ف والدتي متعبة جدا

ماذا مشفى !
اين ؟
أخبريني سآتي حالاً

لا لا ... لا داعي لذلك لقد تحسنت الان
وستخرج حالا من المشفى
وسأخذها للمنزل

حسنا عزيزتي هل تحتاجين شيئا ً ما
لا ..... صدقيني اشكركن

ما إن احتجتي إخبريني سنأتي غدا لزيارة
السيدة كاتيلين لنطمئن عليها

حسنا !

تصبحان على خير
تصبحين على خير ......

وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن