وَردةُ الَزَيزَفوُنّ (الجزء العاشر)

19 4 0
                                    

وها هنا إيميلي تجلس في مقعدها الجامعي
تتلقى محاضراتها الطبية ،و تستمع للدكتور
براديين بكل آذانٍ صاغيه ، وبلهفة المعرفة والتعجب
فالدكتور الجامعي براديين ، هو ذاته أستاذ تيلي
ما زالتا تدرسان التخصص الطبي ذاته ،
فكانت محاضرته اليوم مهمة وتتحدث
عن أوليات الطبيب الجراح وأهدافه
وبكل خفة وسلاسة تنقل وتدون ما تسمعه في مذكراتها
الدراسية .

بينما إيدين يجلس هو إيضا في مقعده الجامعي ولكن ..
غير مبالي بما يسمع وغير مهتم وذهنه شارد في اللاشيء
فتخصصه طبي أيضا ولكن أبتعد عن مجال الجراحة
فقرر دراسة ، طب أمراض الدم
وهو أيضا محاضرته التي يلقيها دكتوره اليوم
مهمة جدا .... لكل طبيب دم ما زال في بدايه طريقه
وهي العدوى الفيروسية او الدوائية او الخبيثة
التي تسبب نقي العظم أي (مصدر الخلايا الدموية)

والسيدة كاتيلين كعادتها تجلس في حزن وكآبة
لا تطيق طعم او حتى رائحة الطعام
فكل ما يشغل بالها إبنتها تيلي
وشيئا آخر مبهم لا تبوح به
كأنه سر ،او حكاية ما

وها هي السارحة التائهة في زحمة دبلن
وجمال دبلن

ولا ندري ما الذي قد أخذ بها بجانب النهر تطعم البط والأوز
مبتسمة ، سعيدة كالطفلة ، في أجمل ابتساماتها
بينما سار الوقت ، ومر نهارٌ طويل
وها قد بدأ الليل يسدل ستائر الغروب
ليرسم أيضا لوحةً بهية
فلكل ساعة في هذة المدينة
لوحة خاصة ذات الوان لا توصف ، نقية
تمر الساعات وهنا بدأت الساعات
الأجمل
لطالما أضاعت يوما كاملا لكي
تمتع ناظريها فقط بسحر الليل
الذي يفقد الزائرين عقولهم 
ببهجته الممزوج بأنارة مصابيح الشوارع الخافتة
فالزحمة ما زالت في ازدياد أكثر و أكثر كلما حل الليل
وزادت كحلته ... وزادت نسائم الليل 
يا للسحر الذي ما زال يستقطبها من اول المدينة.
حتى ذهب بها من وسط العاصمة إلى
الساحل الشرقي عند مقر نهر ديلفي
أي (البحيرة السوداء )
ويا لروعه الجسر الذي تناغم مع سيلات النهر
فهذه المرة لا يحتاج لوحة بل يحتاج
مقطوعة موسيقية تعزف على اوتار
سمفونية رومانسية كي تشعرها بالدفيء
بعض الشيء..
بل أكثر يا للروعه
ها هنا تمتزج الحياة بكل روعتها
وبينما دخلت متبعة رائحة الشيء الذي علق في انفها
إلى محل تعج رائحته ، بالشيء الذي يكمل روعه الحياه
أجل إنها القهوة الساخنة اللذيذة إنها القهوة الأيرلندية حقاً
مع بعض قطع الشوكلاتة البيضاء كما تحب
وما ان همت بالخروج ، قد أطرق على مسامعها صوت
أراد أن ينتزع قلبها من شدة خفقانه ..
بل قد يقفز قلبها هرباً فرِحاً ومسرور
إنها سمفونية ....لا لا إنها أوتار
وهنا لحن قلبها سمفونية وترية من شدة خفقانه ..

وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن