وَرْدَةُ الزَيْزَفونْ(الجُزْء الثاني والأَرْبَعْون)

13 1 0
                                    

تيليا تطرق باب غرفة الطبيب ذاته ، المشرف على حالة إيدين
تستأذنه بأن ترى إيدين قبل إجراء العملية
فقال لا انصح بذلك، ف غرفته جاهزة سيدخل الآن فعمليته ربما تحتاج من ساعتين إلى ثلاث ، لانها تحتاج دقه أكثر وسيشرف عليها طبيبان
فقط نحتاج منك توقيع بعض الأوراق ، بما أنك شقيقته
فكم أحزنت هذه الكلمة تيليا كثيرا وغيرت ملامحها ، فاستفسرها الطبيب متسائلا ، هل هناك ما يضايقك في ذلك
لا ابدا ،لا عليك ايها الطبيب
ساقوم ببعض الاجراءات إذا و اوقع الاوراق للموافقه على العملية ، وسأذهب للأطئنان على والدتي في المشفى الأخر من ثم سوف أعوذ ، لمقابلة إيدين

اجل افعلِ ما شئتي عزيزتي ،
خرجت تيليا ذهبت ،تبحث عن إيميلي التي تركتها جالسة على مقعدها في غرفة الأنتظار ، فما لبثت الى ان لم تجدها في مكانها بحثت عنها هنا وهناك فلم تجدها إستغربت منها كثيرا

فهمت لتنزل لمكتب الأستقبال لتوقيع بعض الأوراق الموضحة لسياسه المستشفى وبعض القوانين وخانة القبول على إجراء العملية وإخلاء المستشفى مسؤوليتها
وخانة توضح كم من المال مطلوب ، حسب الايام التي مكثها والتي سيمكثها إيدين في المستشفى
واخيرا قد إنتهت ، فذهبت  مسرعة ، إستوقفت سيارة إجرة
لتأخذها ، فأرادت الإتصال في إيميلي ولكن سرعان ما تذكرت بأن جهازها متطفأ وبطاريته خاليه ، ففكرت أن تذهب لترى والدتها من ثم الى المنزل لتأخذ حماما دافئا وتملأ هاتفها ببعض الوحدات ، وتجلب بعض المال لتسدد فتورتا والدتها وإيدين
وسرعان ما داهمتها صورة إيميلي وهي تسحب هاتفها من بين يدي تيليا ،وممازحتها لقد إمتلكتي هاتفي وغيرت حديثها سريعا
ضحكت تيليا سرا متعجبة وكل ما سار في إعتقداها بأن صديقتها معجبة بشخصٌ ما ويتبادلان الحب

يا لها من عجيبة ، كيف لا تخبرني بذلك،حسنا لن افتح معها هذا الموضوع ، سأدعها تخبرني بنفسها ، عن حبها الجديد ، وهل تحب حقا ، وكيف ترى الحب ، ومن ذلك الشخص،ومن أين ؟
فضحكت مجددا بصوت مسموع انا العجيبة اريد معرفة كل هذا ، فنظر لها سائق الأجرة في المرآة متعجبٌ منها
فرأته يناظرها ، فضحكت مجددا على نفسها ، ففكرت بأن السائق اعتقد بانها مجنونة
اجل انا مجنونة !

وصلت تيليا الى المستشفى ،تطرق الباب على والدتها فكانت مستيقظة جالسة في سريرها امامها مائدة الأفطار وبعض حبوب الدواء الخاصة بها
دخلت تيليا قبلت كاتيلين على جبهتها ويدها وقالت حمدا لله انك بخير
هل انتِ جيدة الآن أمي أخبريني ، أين كنت بالأمس الى الآن
أخبريني هل إيدين بخير ، طمئني قلبي

أجل ، أجل لا تقلقي
كل ما حدث لا ليس له داعي
لقد أتعبتِ نفسك كثيرا من أجل لا شيء ،
إذا أين هو إيدين الآن أخبريني هيا .....!

أمي في المستشفى ، قد وضعوه تحت المعاينة فقط ولأجراء بعض الفحوصات الطبية الضرورية وما إن ينتهي سيخرج للمنزل لا تقلقي أبدا

لا اقلق، هل تكذبين علي ؟

لا  أمي انا اخبرك الحقيقة فقط

أريد ان أرى إيدين الآن .
لا أمي غير مسموحٍ بالزيارات
إذا بني ليس بخير أليس كذلك !؟

لأول مرة تصل رسالة غير مباشرة لقلب تيليا ،كما لو إن إيدين حقا ابن كاتيلين ف الخوف في عينيها ، وانهيارها حتما يخبئان شيئا عظيم خلفهما ، فلم يأتيا من فراغ
كاتيلين تتصرف كأنه إبنها حقا
يا اللهي ما أعظمها والدتي ، حقا هي من جعلت ذلك الساذج المدلل ليعتبرها والدته بدلالها له ، كما لو انها والدته حقا

انا فخورة بوالدتي ، فهي حقا ام عظيمة ذات قلبي نقي وطيب ، وهي سارحة في مخيلتها ، وتاركة كاتيلين تحدث نفسها عن إيدين

وأمتن لإيدين بعض الشيء ، لانه علقها به ، وجعلته صغيرها الذي لم تنجبه ، سرعان ما عادت للواقع
ف لمعت عيناها ، ورسمت ابتسامة مخفية على ثغريها ، واخذت تمازح والدتها كالمعتاد ، هل لو كنت مكان إيدين لفعلت الشيء ذاته ، هيا أخبريني أيتها المرأة الطيبة

فضحكت والدتها ضحكة تحمل بعض الأنين ساخرة منها، هل تغارين من إيدين حتى وإن كان مريض يا لك من ساذجة فأنتِ إبنتي أيضا ، من الؤكد انني لن اقدر على رؤيتك في شدة او مرض او اي شيء قلبي لا يحتمل ذلك

فتركت بصمة في قلب إبنتها ، ف تيليا تارة تمدح والدتها وطيبتها وتارة اخرى تقلق وتساورها شكوك عشوائية وضوضاء تخيم في عقلها ، فبرائتها لا تصور لها شيئا مزعج بتاتا ، فكل ما تعرفه بأن والداتها ام عظيمة فلا شك في ذلك

وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن