نهضت تيليا بهلع من نومها على صرخة
مدوية علت في أرجاء المنزل
من والدتهاسارعت تيليا لتعرف أكثر وتفهم بعضاً
من كلمات والدتها المبهمة
التي تمتزج وتختلط بالدموع
والندب والصراخ الا متناهيكاتيلين كانت تتحدث بالهاتف
وها هو الهاتف ما زال
على أرضية المسرح اللا وضوح فيه
على الأرض بجانبها ، بحيث
القت بجسدها الذي
أتعبته ويلات الزمان
تارةً تندب ، وتارةً تصفع وجهها
وتارةً تصرخ
كل هذا والدموع المنسابة كالنهر الجاري
بتدفق لا حدود له
لا تتوقف
وتعقد في فمها بعضاً من الكلمات
التي لا أساس لها من الوجودألقت تيليا بجسدها النحيل الرقيق
المصعوق ، الذي نهض بهلع
ما إن سمع صوت العجوز
في حالة إنهيارتتساءل ، تيليا بخوف من المجهول
والخبر المختبيء خلف
ثرثرة كاتيلين المبهمةما بك أمي أخبريني
ما الذي جرى ؟هل هناك خطبٌ ما
أخذت كاتيلين تلقي بجسدها
في أحضان إبنتها
بكل قوة غير مدركة شيء
وكل ما نطقت به
هو إيدين
إيدين
....
قبل أن تفقد وعيها شيئاً فشيئاً
وفقدت أدراجها معهأمي ما بك لا تفعلي هذا أرجوكّ
إنهضي
أمي
تيليا بهيستيريا
تبكي
تصرخ
ربما مصدومة ، فلا تدري
بماذا علها تبوخأخذت تحمل والدتها بين ذراعيها
وتدفعا شيئا فشيء
ما إن وصلت بها سريرها
حتى طرحتها عليه
أخذت ترش عليها الماء
ومن ثم
تناولت هاتفها بخوف
وأتصلت بسيارة
إسعاف
ما إن أعطتها كامل المعلومات
الشخصية ، ووصف الشارع وعنوان
المنزلسرعان ما أتت سيارة الأسعاف
وهي تدوي بصوتها العالي
لتصدح بصداها
عتمة الليل ولتملأ
حارات الأحياء العزولة الخالية
في برد ديسمبر وأجواءه الثلجيةما إن كانت تيليا تقف مع طاقم العمل
الطبي الذي هم يسعف والدتها
ويهتم بهاتقف إيميلي بينهم
غير متفهمة لما يجري
ما إن شاهدتها تيليا صرخت
إيميليوهي مذعورة وتبكي ببحيح الصوت
متقطعة أنفاسهاتيليا إهدأي ما بك
أخبريني ما الذي جرى
هيا !فأخذتها بين أحضانها
لا أدري يا إيميلي ..لا أدري
كنت نائمة عندما سمعتها تصرخ
وتبكي ، لا أعلم ما جرىفتيليا تارة تتحدث وتارة تأخذ نفسا
ليس عميقا
فقط لانها تبكي بحرارةهيا بنا
تعالي معي تيليا
لا سأصعد مع والدتي في سيارة
الإسعاف
حسنا..!سألحق بكم في سيارتي
فأنا خلفوها هي هي سيارة الإسعاف أخذت
تطلق صوت الدوي
لتصدع مرة أخرى
في الشوارع
بين السيارات
متجنبة جميع الإشارات المرورية
والقوانين
فالقانون يحق لها بالمرور
فتسير كالملكة
ليتسع لها كل ضيق
وتفسح السيارات المجال
وتسطف على جانبي الطريقوإيميلي في سيارتها تلحق بسيارة
الإسعاف، وفي يدها
هاتفها المحمول
هاتفت والدتها وأخبرتها بما جرىأصرت بيريتا على إيميلي
أن تأتي لجلبها معها
إلى المستشفى
كلا أمي لا داعي لذلك
أطمئني ..سأكون على تواصلٍ معك
لقد وصلنا هيا
سأحدثك فيما بعد
حسناً
إلى اللقاءأخذ الطاقم الطبي
يدخل والدتها الغرفة المخصصة لها
ومنع تيليا من الدخول خلفهم
ليدعها في قاعة الإنتظارتيليا...إيميلي
هل هي بخير
لا أدري ، دخل طبيبها
ليقدم لها بعد الفحوصات الطبيةفجلست إيميلي
ونادت تيليا
إجلسي
خذي قسطاً من الراحة
فجلستهل هذا حلماً
هل انا ما زلتُ نائمة
إيميلي أيقظيني هيا
لقد نمت كثيراً
أيقظيني ..
أرجوكِإحتضنتها بسرعة
وتمسح دمعيها
لا تقلقي سوف تكون على ما يرامخرج طبيب كاتيلين
وهو الطبيب ذاته الذي أشرف
على حالتها
في المرة الماضية
وهو طبيب العائلةفقد كان يعرف والدها وعمها من قبل
وهو صديق العائلةإبنتي ... ألم أقل
ألأفضل لها أن تبقى في راحة
وأن تبتعد عن أي شيء
يضايقها
ويعيدها لحالتها الصحية السيئةفهذه المرة أيضاً
كان إرتفاعاً في ضغط الدم
هذا ليس جيد لسيدة في عمرهادكتور ، حقاً أمي كانت في راحة
وفرت لها كل ذلك
لكن حقاً لا أدري
ما الذي جرى ما الذي دفعها
لذلك
أعتقد بأنه وردها هاتف من
شخصٌ ما
لا أعلم بماذا أخبرها
فهذا ما أعتقدته .حسنا يجب أن تبقى الليلة
في المستشفى حتى تتحسن حالتها
فحالة الأغماء المصاحبة لأرتفاع ضغط
الدم ليست جيدة ، وهذه ليست
المرة الأولى لذلك كما تعلمينوإذ تحسنت حالتها الصحية في الغد
فلها أن تخرج ولكن
عديني أن لا يحدث هذا مجدداًحسنا ....وربت الطبيب بأبتسامة
خفيفة على كتفها الأيمن
مطمئنها.
أنت تقرأ
وَرْدةُ الزَيزَفونّ
Phiêu lưuفقد إعتقدت للوهلة الأولى بأنها مخطئة بل أن ،الأزدحام وأصوات الأجراس وسعادتها وانبهارها صور لها أنها تسمع مقطوعة موسيقية فهي عاشقةً للموسيقى ، فهذا يذكرها بشيء مااا فتجاهلت الأمر وأخدت تتنفس الصعداء وتأخذ شهيقا وزفيرا .... شهيقا ...... و زفيرا