وَرْدْةُ الزَيزَفون (الجزء الرابع والأربعون)

20 0 0
                                    

دخلت تيليا صالة الاستقبال في البنك ، مستفسرة من الموظف البنكي عن الرسالة التي وصلت ..قائلة عزيزي اعتقد بان هناك مشكلة ما لديكم او ان رسالتكم موجهة لشخص اخر ..

لاننا لم نقم مؤخرا بسحب أي مالا من البنك او حتى عبر البطاقة الأتمانية الخاصة

سيدتي هل انتي صاحبة البطاقة الأتمانية ..؟
لا انا ابنتها وهي راكضة في سريرها في المشفى جئت لكي اسحب مبلغا من المال لسداد الفاتورة للمشفى

و وجدت منكم ظرفا يحمل هذه الرسالة ..
اجل دعيني اراجع وديعتك البنكية عبر الحاسوب
نظر الموظف بضع دقائق مدققا ليتأكد مما ورد في الرسالة

وعاد متحدثا اجل انستي ،وقدم لها فاتورة موضحة كم تبقى رصيدا ماليا لهم ، وعلل لقد تأكدت جيدا والرسالة لا خطأ فيها

ما زالت مصدومة وغير واعية لما تسمعه ...؟
فقالت لكننا لم نسحب مالا منذ شهور عدة ، فقال اذا المشكلة عندكم انستي

اجل سأتحقق من الامر لاحقا !

ودت سحب مبلغا ماليا لسداد فاتورتي المشفيان..علق مستفسرا الموظف كم قدره هذا المبلغ ردت : 50،000 يورو

اعتذر ما بقي في حسابك اقل من ثلث هذا المبلغ 
حسنا اريد ما بقي في حسابي حالا
حسنا اعطني بطاقتك!
تفضل !
انستي الم تنتبهي لتاريخ البطاقة هذه قديمة للسنة الفائتة
لقد تم تجديدها لاحقا

يأست تيليا كثيرا ورحلت تجر خلفها ذيول الصدمة والذهول
متعجبة ...تمضي في طريقها وهي لا حول لها ولا قوة
وما إن وصلت الباب حتى نادها الموظف إنستي ، هناك حل لمشكلتك يمكنك إقتراض المال من البنك أي تأخذين قرض مالي ولكن تحتاجين لأثباتات رسمية تثبت مصدر الدخل ونحن سنقيم ذلك إذا كان دخلك الشهري جيد ، ولكن هذا يحتاج لبعض الوقت.
كم من الوقت تحتاجون لإستكمال إجرائاتكم ؟
نحتاج ليس اقل من خمسة عشرة يوما فما فوق .
يا إلهي ! انا بحاجة للمال اليوم .

لا مشكلة سأتدبر الأمر شكرا لك .
العفو آنستي .

تمشي سارحة مذهولة تكفكف يديها ببعضهما البعض ، اخذت افكارها تتخبط ببعضها ادخلتها في أزمة عملاقة لا مفر منها

وكالعادة أوقفت سيارة اجرة لتقلها للمشفى عند إيدين اولا لكي تطمئن عليه ، وهكذا اخذت الأفكار عاجزة في عقلها عن الحراك ،وكلما حاولت التفكير ولا تصل الى نتيجة ،كلما تواردت في عقلها فكرة وجدتها مثقوبة فتسيل منها وتتبخر في الهواء

ها هي وصلت المشفى واستوقفتها موظفة الأستقبال عند باب المشفى ، تسألها عن موعد سداد فاتورة المستشفى ،صمت تيليا عاجزة عن الرد او البوح بمصيبتها ، فردت لا تقلقي آنستي سأتدبر الأمر وأسدد الفاتورة بأسرع وقت ممكن

تسير مهرولة بوجهٍ شاحب لا تفسير لحالتها ، هل مريضة او بها علة توارد الأفكار او العجز الفكري
أستوقفت طبيب إيدين عند السلم المؤدي لغرفته ، لتطمئن عن حالته الصحية وعن موعد خروجه من المشفى

طمأنها الطبيب بألا تقلق وكل شيء يجري على ما يرام ،وغدا صباحا يسمح له بالخروج وذلك لكي يبقى تحت المعاينة لمدة اربعة وعشرون ساعة
حسنا أيها الطبيب متى غدا
اعتقد يسمح له بالخروج بعد الظهيرة
شكرا لجهودك إيها الطبيب
على الرحب والسعى آنستي
وبعدما أنتهت من الحديث مع الطبيب التفت لترى إيميلي تسير مهرولة دون النظر لأي زاوية بسرعة نادتها تيليا لكنها لم تجبها وبقيت تمضي مسرعة في طريقها

يا للهول ، با للغرابة لماذا إيميلي هل كانت تعتقد بأني موجودة هنا فأتت ولم تجدني
هل يعقل ذلك ؟!
ولكن لماذا لم تتصل بي لتسألني عن ذلك ؟

إذن سأراها لأسألها فيما بعد

ودخلت غرفة إيدين بعد أن طرقت الباب وسمعت صوت إيدين يسمح لها بالدخول

مرحبا إيدين كيف الحال هل أنت بخير
نعم تيليا لا تقلقي فأنا بخير لكننِ أشعر ببعض الالم في ذراعي
لا تقلق ستعافى قريبا ،لقد أقلقتنا عليك
ولكن حمدا لله أنك بخير

إيدين وأنا أحادث الطبيب في الخارج لمحت صديقتي إيميلي تخرج من غرفتك مهرولة منزعجة لا  أدري ما خطبها فناديتها ولم تجبني
هل رأيتها  .........؟


وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن