وَردةُ الزَيزَفونّ (الجزء العشرون )

9 2 0
                                    

وكالعادة ، ذلك المغرور لا يبالي بشيء
وأخذ يتسحب ، ويسير بخطى هادئه
خوفا من ايقاظ تيليا ، بالفعل عودة تيليا بالنسبه له
داهيةً وخطر كبير ، ولكنه سوف يخاطر للخروج ليلاً
لا يوجد حلا اخر

وفي هذه الأثناء كانت تيليا ممدةً في سريرها
ما زالت يقظه تحدق في سقف الغرفه

فهي متأكدة انها لن تغفو ... فلا يوجد شيئا لتفعله
فنهضت ، واخذت ترفع شعرها الحريري الساحر عن وجها
دون تسريحه ....

فخرجت لغرفة المعيشة وبدأت بترتيبها
تزيل القاذورات الخاصة بالتافه إيدين ، لتلقيها في سله القمامة

فهي ترى بأن هذا هو مكانها الوحيد
واخذت تعمل بسعادة وراحة
تزيل ذلك ... وترفع ذاك
وتلملم الأطباق المتسخة عن المائدة

فسرقها الوقت ولم تكن تدري بنفسها وما إن انتهت من
تنظيف المنزل بأكمله ، تمددت على الصوفة المقابله
لشاشة التلفاز

واخذت تتأمل المنزل ، الذي اعتادت على رؤيته هكذا
دوما
وكم اشتاقت له كثيرا ، فقطعت وصال تأملاتها السعيدة
صوت قفل الباب ، الذي اخذ يدور يمينا ويسارا

وما كان منها الا ان يخفق قلبها خوفا ، لا تعي ماذا ترى
او ماذا تسمع

وما إن وقفت حتى دخل إيدين وظاهرا عليه فقدانه
وعيه والسيطرة على نفسه
ويبدو عليه احتساءه الجعة
وهو في حالة طرب وضحكٍ هستيري

يمشي بهرولة ، دون وعي ، فالمنزل عتم جدا
لا نور فيه ابدا

واخذ يسير ويخلع ملابسه ليلقها على الأرض
في كل خطوة قطعه ملابس

ها هنا ادركت تيليا ما الذي قلب حال المنزل
هكذا ، وفهمت ما كان يدور في غيابها

ايقنت بأنه هذا كل ما فعله عندما كانت خارج المنزل
لذلك ، لم يكن يدري ما خطب والدتها

يخرج كل يوم للجامعة ومن ثم لا يعود
سوى في الليل ، ليدخل ويلقي ملابسه الرثه
العفنة على الارض
وينثرها في كل مكان
وتعم رائحته الكريهة كل ارجاء المنزل

اسرعت تيليا لتشعل انارة الغرفة ، وهذا ما افقد
إيدين صوابه
غير مدرك الأمر
فاجئته بصفعة تلو الصفعه على وجهه
ايها الحقير
واخذت تدفعه للخلف
وما ان وصلت باب المنزل فتحته والقت به في الخارج
وهو غير واعٍ يصرخ
ماذا تفعلين ايتها الحمقاء افتحي
الباب حالا هيا

هييي ، من ثم فتحت مرةً اخرة
بعد ان جمعت ملابسه القذرة
والقتها خلفته ، ومن ثم عادت لغلق الباب مجددا

..........

وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن