وَرْدَةُ الزَيزَفوْنّ (الجزء الحادي والعشرون)

11 2 0
                                    

فجثت تيليا ،منسابه تاركة جسدها الرقيق ينسل
على الأرض خلف الباب
تضع كفيها على وجهها باكيةً
بصمت ،تفكر في كثير من الأمور

واخذت تسرح وتغوص في افكارها ، فكيف له ان يفعل هذا
كل مرة يفعل امرا ما ، يفقدها الكثير من حبه

فما زال ما تبقى في قلبها نحوه في نقصان
ليس هذا من احبت منذ الطفولة

هل هذا هو حبيبها الذي تنتظر منه ان يشعر بها
وما تكن له ، ف من جانب هي بدأت تكرهه

اصبح قلبها لا يطيق رؤيته بأفعاله التي لا مبرر لها
ومن جانب اخر ما زالت والدتها متعلقةً به كأبنٌ لها حقاً

ف تيليا في حيرة ف إيدين لا يصلح لأن يكون
شقيقا ولا حتى حبيبا او حتى إبنا

مر الوقت وها قد حل الصباح ويبدو بأن تيليا لم تنم بعد

وعزمت على ان لا تذهب للجامعه اليوم ، فوالدتها
بحاجة الى عنايه هذا اليوم

دخلت المطبخ لاعداد وجبة الإفطار
لها ولوالدتها ، وتعد كوبين من الشاي اللذيذين

ونهضت والدتها وعلى وجهها ابتسامة مشرقة
وتبدو انها في افضل حال

فوجت السيدة كاتيلي فقط كوبين من الشاي على المائدة
واثنين من الأطباق المفرودة على المائدة
تسائلت بأستغراب
لماذا هذا فقط
إين هو إيدين ، ليتناول وجبة الافطار معنا
أسرعت تيليا مخبرة أياها ، انه قد خرج
وكان يبدو عليه بأنه قد تأخر

فعليه محاضرةٌ مهمة فلا يجب عليه تضيعيها
ابدا

ف هزت كاتيلين رأسها ، بأبتسامة ، وكل ما تفكر
به هو كيف عادا الاثنين ، كما لو لم يكن
بينهما شيئا على الاطلاق
وكيف عادت تيليا لأحضانها مرة أخرى
فقد اعتقدت انها قد فقدت فتاتها الصغيرة

وها هو إيدين المغرور نائما على المقاعد الخلفية لسيارته
وبدأ ينهض شيئا فشيئا ، وأخذ يخبيء وجهه
بين كفيه
فنور الشمس هذا الصباح ساطعٌ جدا
وأخد يطرق عينيه ، وتوخزه خصال الشمس
التي تشبه الأبر
اجل إبرٌ من نور
ذهبية اللون

وبدا عليه التعب ، وعدم قدرته على التركيز
وصداع يدور في رأسه
فكل ما يحتاج هو كوب من القهوة في هذا الصباح
ليستيقظ

فبدأ يتذكر ماذا حصل ، وكيف نام هنا
وما إن تذكر أخذ يلعن  تيليا

وينعتها بأبشع الصفاات ، والالفاظ

وها هي إيميلي تهاتف تيليا ، وتسألها عن احوالها
فأخبرتها تيلي بأن كل شيء على ما يرام

لا تقلقي عزيزتي فأنا بخير ، و والدتي في أحسن حال
ولكنِ......

لن آتي اليوم للجامعة فما زالت والدتي بحاجة إلى عناية
فاليوم هو إجازة

حسنا عزيزتي اهتمي بالسيدة كاتيلين
وانا سآتي ومعي والدتي لزيارتكما
هذا المساء

حسنا ،
حسنا
إلى اللقاء عزيزتي

فتعجبت كاتيلين ، اذهبي الى الجامعة
فأنا بخير ، واصبحت في احسن حال
فلا داعي الى ان تبقى معي
فمحاضراتك مهمة للغايه

أمي بالتأكيد مهمة ولكن ، ليست مهمة كمقدار
اهتمامي بك أليس كذلك
فأحببت اليوم ان ابقى معك ، فقد اشتقت لك
كثيرا
فهل لا يحق لي الجلوس معك
ليوم واحد فقط

فأبتسمت كاتيلين واقتربت منها تيليا
لتقبلها على جبينها الأبيض بفرح
واحتنضتا بعضهن البعض بكل
حب وحنان وشوق


وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن