وَردةُ الزَيزَفونّ (الجزء الثامن والعشرون )

7 1 0
                                    

وتيليا ما زالت تسير في طرقات المدينة تتجول
،وكعادتها يخونها الوقت ليسرقها
فهي لم تكن تكتفي بذلك ، تمنت لو أنها تمضي وقتاً أكثر
وتودع الشمس التي أطرقت تحول خيوطها لمسار أخر
بحزن
وكأنها طفلتها ، التي ما إذ تركتها وحدها تحزن
وتشغل بالها بها

وها هو إدين ما زال يفتح المذكرة التي جذبته يتفقدها
لم يكن يرخي لها بالا كثيرا ، وأخذ يقلب الصفحات بسرعة
وهو يضحك بأستهتار ، ماذا سيكون فيها
وأثناء ذلك
وقعت صورةً ما للأرض ،
وأنحنى ليحضرها ،
وما إن أحضرها حدق بها طويلا ً منبهر
متعجب ، غاص في ذهوله وتفكيره

ما الذي دفع ب تيليا لأقتناء صورتي
وتخبأتها في مذكراتها

وفتح المذكرة مجددا ً
وبدأ يقرأ بها
وأول ما خطى بها قلمها
بسم الحب ... حب الطفولة
هل حب؟
أم شيءٌ اخر

واخذ يقرأ المذكرة يقلب صفحاتها
شدته أكثر ، أراد أن يعرف عن الجانب
الغامض في حياة تيليا

والنص الثاني
لقد أحببته كثيراً ....بروحي وعقلي
بوجداني وعاطفتي

لقد وهبته كل الحب
أهديته قلبي ، ولكنه لم يهدني شيئا
لأنه أناني كثيرا

وفتح صفحةٍ أخرى
أنا حزينة جدا ، لماذا لا يفهمني أحبهُ
أعشقهُ

وبكل صفحة كل ما يهمه ،أن يرى أسماً
من تقصد تيليا بكلامها .،!
من هوو
من تحب

وصفحة أخرى
لقد تعبت ...لقد سئمت حقاٍ
ما زال يعاملني ك شقيقتهُ
أنا لستُ شقيقته
لماذا يعاملني كالصغيرة
رغم أنه بيننا فرقا بالسن
عامين

وصفحة أخرى
هل من العدل ...أن يتحول الحب
للأخاء
هل عدلاً أن لا يعير حبي أي أهتمام ؟

ما زال مصدومً حقا ....يقرأ وعينيه تحدق
مذهول ، سرعان ما إنفعل
يقلب الصفحات بعنف

متمنياً إيجاد أجابه لسؤاله

وها هي تيليا تركب سيارة أجرة ، تأخذها إلى منزلها
في حي............

وإيميلي تفتح كتبها الجامعيه ، تبدو وكأنها تدرس نوعا ما
ومرة تدرس ومرة يأخذها الحديث مع والدتها

والسيدة بيريتا في المطبخ .... ويديها تعملان بتحضير
طعام الغداء

وتتحدثان من بعد

فتح باب المنزل دخلت تيليا وعلى شفتيها إبتسامتها المعهودة
مرحبا أمي ....وأنحنت لتقبلها على خدها الأيمين

وما إن سمع إيدين صوتهن تتحدثا
أخذ بكل عجلة وأرتباك
يعيد كل شيء كما كان

كتبها الجامعية ، وأمتعتها الخاصة
وخرج مسرعاٍ

ليلتقيها في غرفة المعيشة
مرحبا تيليا كيف حالك

ردت وهي تتنهد وتقول انا جيدة
وعادت لتخاطب والدتها
التي علمت منها إنها أعدت وجبة الغداء

فأطرق إيدين بعيونه للأرض ، وأخذ بحزن يستدير ليعود لغرفته

سرعان ما نادته كاتيلين إنظر ماذا كتبت لي فتاتي الصغيرة
هذا الصباح
لقد أعدت لي وجبة الأفطار
تقدم بضع خطوات وأخذ الورقه وقرأها
فأبتسم ، أبتسامة تكاد منعدمة
وقال جيد

ودخل غرفته
لاحظت تيليا بأن ما تفعله سيء جدا
ولكن كالعادة كبرياؤها
يمنعها من التصرف بود
فهي ما زالت ، غاضبه منه
بشدة

فأعربت لنفسها بأنه يستحق ذلك

................



وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن