وَرْدةُ الزَيزَفونْ (الجزء الواحد والأربعون )

17 0 0
                                    

ها هي تيليا ما زالت راكضة على مقعدها
في قاعة الأنتظار ،حتى حل الصباح عليها دون أن يغفيا جفنيها ولو للحظة واحدة
بعد ان هلكها ونكل بها التعب والأرهاق، وخديها اللذان سرقا كثيرا من دموعها اللؤلؤية ، المنسابه بأنسدال اعوجاجي لقوة وهلتها وما يحيط بها
لا أحدا يعلم كم الوجع والحسرة التي احاطتها وارهبتها

هاي هي إيملي قادمة تحمل كوبين من القهوة الساخنه ، فهي ليست القهوة الإيرلندية الحقيقية التي تعشقها تيليا وتستلذ بها ،وتنسيها العالم بأكمله فهذا لا يهم فالأهم أن تبقى على يقظتها فربما يتسنى لها أن تنسى ولو قليلا مما جرى
هيا تيليا احتسي قهوتك ، ستهدأ من روعك وتدفئك قليلا
فأنتِ لم ترتدين ملابسا ثقيله ، يبدو انك خرجتي مهروله

هذا لا يهم إيميلي ..
أفكر بأنني ماذا أفعل ، لقد أصبح لدي مريضان لكي أعتني بهما
كيف يكون لي متسع من الوقت لذلك ، كيف سأكبد نفسي تعبا ومشقى أكثر ، كيف سأوفق بين الاعتناء بهما وبين دراستي الجامعيه فالأمتحانات قريبة ماذا سأفعل .!

أتعلمين ايضا ، عقلي سيتوقف عن التفكير ، أود أن أعلم ماذا جرى لوالدتي ، وكيف علمت مما جرى لإيدين ، ومن أخبرها بذلك
سرعان ما ارتبكت إيميلي وتبدلت ملامح وجهها واخذت تتحدث ما بين الهمس والتأتأ وغيرت موضع جلستها ، واخذت تسمك يد تيليا بين يديها وتقول سيكون كل شيء على ما
يرام عزيزتي ، فقط تمالكي نفسك لا عليكِ وانسي امر كل شيء

فرأت طبيب إيدين يخرج من غرفته ويغلق الباب خلفه
ومن ثم نهضت تيليا مسرعة متوجهة نحوه متسائله إياه
نعم أيها الطبيب أخبرني ، هل كل شيء على ما يرام
فرد الطبيب أجل كل شيء على ما يرام فقط وضعنا له بعض المحاليل، وقمنا بتغير الضمادات حول الجروح ، إطمئني ف الوضع لا يستحق كل هذا القلق ، فغدا في الصباح سندخله لغرفة العمليات لأجراء عمليه جراحية لقدمه، فهي تضضررت كثيرا وسيكون كل شيء على ما يرام فلا تقلقي .
هل هذه العمليه خطيرة ايها الطبيب ، لا ابدا لا تقلقي ، فقط سنقوم بتعديل موضع المفصل المتحرك ونضع بعض البراغي لتتثبيت وربط الأربطة المتمزقة فقط ، لا داعي للقلق صدقيني
شكرا جزيلا لك أيها الطبيب
لا شكر على على واجب عزيزتي
ومن ثم غادر المكان

تقدمت إيميلي نحو تيليا وقالت هل صدقتي الآن إنه بخير ،فلما كل هذا القلق

سرعان ما تذكرت تيليا إنها نسيت والدتها في المشفى الأخر
فهمت تخرج هاتفها من جيب بنطالها، لتحدث طبيب والدتها لتطمئن ، فوجدت هاتفها مطفأ ، فهزت رأسها تتأفف يا اللهي لقد انتهت وحدات شحن هاتفي هل أعطيتني عاتفك عزيزتي

إيميلي بالطبع،تفضلي
تناولت تيليا الهاتف ، واخذت تجري اتصالا للطبيب ، فكان الارسال في المكان مشوش جدا لا تسمع شيئاً
فطلبت معتذرة من إيميلي أن تخرج للخارج لتسمع بوضوح
فسمحت لها بذلك تفضلي عزيزتي

أجرت تيليا اتصالها ، فسرعان ما انهت ذلك ما إن همت لتنهض فأرتطمت يدها ببعض ازار الهاتف فنظرت للشاشه لتجد نفسها امام سجل المكالمات الصادرة والواردة ، تفاجأت بوجود شيء غريب ومكالمات مع رقم مجهول ومدتها طويله جدا
حيث السجل مليء بالكالمات الصادرة والواردة بنفس الرقم
فتفاجأت بتعجب وجود إيميلي خلفها تسحب هاتفها من يد إيميلي ، ممازحة اياها هل أنهيتِ محادثتك لقد إمتلكتي هاتفي ، هيا لندخل للداخل فهنا الجو بارد جدا

تفاجأت تيليا كثيرا من تصرف صديقتها ، فأيقنت بأنها تخفي سر ما ، ولا تود ان تعرفه تيليا

فدخلتا للداخل وبقيتا صامتتان فكل ما يدور في عقل تيليا إيدين و والدتها

وإيميلي ،متوترة شيئا ما، من الممكن إنها خائفة ومرتبكة من أمر ما ، او تعتقد بأن تيليا وجدت شيئا ما في هاتفها

وَرْدةُ الزَيزَفونّ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن