الإثنين
# زين
الأمس ، و بعد الجلوس لساعتين بمفردي و تدخين أكثر من عشرين سيجارة ، كنت مستعداً للحديث مع بيري ، حديث ؟ قصدت الشجار معها ، فحالما سألتها إن كانت تكذب بشأن ما قالته لي عن كات ، بدأت بالصراخ في وجهي قائلةً إن عَّلَّي الوثوق بها و عدم الشك في أي شيء تقوله
و لكني لم أصمت في تلك اللحظة بس صرخت في وجهها بالمقابل قائلاً إن عليها إعطائي دليلاً واحداً يثبت صحة ما تقوله و عندها نعتتني بالـ 'وغد' ﻷنني تحدثت معها بتلك الطريقة و خرجت من المنزل مسرعة ، لابد إنها ظنت إنني سأقوم باللحاق بها أو ما شابه ، لكنني لم أفعل ذلك
إكتفيت بالتحديق في الجدار لساعة كاملة قبل أن أغط في النوم على الكنبة في غرفة الجلوس ، أظن إن الساعة كانت الحادية عشر ليلاً
لم أنم لمدة طويلة ، فقد إستيقظت عند الساعة الرابعة فجراً مع ألم في رقبتي بسبب النوم على الكنبة ، و كذلك راودني أسوأ كابوس في حياتي ، فقد كانت كات ترتدي أحد فساتينها القصيرة الزاهية و كانت تعد الكب كيك و عندما توجهت نحوها كانت تبتسم لي و فجأة بدأت بخنقها ، عندها إستيقظت ..
لا أعلم لما راودني ذلك الكابوس المريع ، لست كأنني تسببت بخنق كات في الحقيقة أليس كذلك ؟
من أخدع ، بالطبع تسببت بذلك ، كنت غاضباً منها في بداية الأمر لظني إنها قامت بنشر تلك الصور و لكن بعد قدومها لمنزلي البارحة و حديثها معي و نظراتها المليئة بخيبة الأمل التي كانت ترمقني بها ، شعرت بأنني أحمق ، أحمق لكوني صدقت ما يحدث بدون الإعتماد على دليل واضح
و أحمق كوني صدقت كلام بيري حتى مع علمي إنها تكذب كثيراً و في مواضيع كثيرة ، أحمق ﻷنني تجاهلت كات طوال تلك الأيام و أحمق ﻷنني جعلتها تشعر بحزن شديد
أنا فقط أحمق ..
أمضيت الصباح بأكمله بمحاولة العودة للنوم و لكن بدون جدوى ، بالكاد وجدت الطاقة في داخلي للنهوض من على السرير و إرتداء جينز و شيرت أسود و كونفرس ، لم أهتم بترتيب شعري أو حتى النظر إلى نفسي في المرآة قبل الخروج من المنزل ، أردت التوجه لورشة الرسم و لكني قبل أن اركب سيارتي لاحظت سيارة حمراء تركن بجانبي
خرجت ليشا من السياره ، رائع .. ليشا ، كنت متفاجأ من كونها لم تتدخل في كل شيء يحصل و من عدم محاولتها للشجار معي و لكن إتضح انني مخطئ فهي بالتأكيد قادمة للشجار معي
زين : " أهلاً ليشا ، أليس من المفترض بك أن تكوني في باريس ؟ "
إبتسمت إبتسامتها الساخره و قالت " أجل و لكني أتيت هنا ﻷخبرك كم أنت أحمق و ﻷقوم بإنهاء الفوضى التي بدأتها أنت "
زين : " أنا لم أبدأ شيئاً فالصور نشرت من هاتف كات "
ليشا : " أريد الصراخ في وجهك الآن ﻷخبرك كم أنت وغد لكونك تشك ان كات ستؤذيك بأي طريقة و لكن .. لن أفعل ذلك "
زين : " هذا لطف منك "
ليشا : " سأكتفي بإعطاءك هذا التسجيل و التي أنا متأكدة انك بعد أن تراه ستتمنى أن تقتل نفسك "
مررت ليشا ليدي تسجيل ما مع إبتسامتها الساخره ، ما الذي عنته بأنني سأقتل نفسي ؟ هل يوجد به شيء يتعلق بكات أم ماذا ؟ أسرعت للداخل في توتر و شغلت التسجيل بسرعة ﻷرى سيارة كات تظهر فيه و هي تنزل منها بسرعة
و بعد قليل يأتي درايك ؟ أجل درايك و يحاول إقتحامها ، إقتحمها الآن و دخل إليها .. جلس فيها عدة دقائق و أنا لست متأكداً مما يفعله في الداخل ، بعد قليل يخرج منها و يمشي و هو ينظر من حوله خوفاً من أن يراه أحد ؟ أنا حقاً لا أفهم ما الذي يحصل
بعد قليل تخرج كات و نركب أنا و نايل و برهان معها في السيارة بمساعدة درايك و تختفي سيارتها من التسجيل ، إنها تلك الليلة التي نشرت فيها الصور و لكن .. أهذا يعني ان درايك هو من قام بنشرها ؟
سمعت صوت ليشا من ورائي تقول " كات أخبرتني إن شخصاً ما إقتحم سيارتها في تلك الليلة لكن هي لا تعلم من هو و أيضاً قام بالعبث بأغراضها في داخل السيارة "
نظرت إليها و قلت " أنا .. لم أكن .. درايك " لم أستطع تكوين جملة مفهومه
ليشا : " أي لغة تتحدث الآن ؟ "
زين : " لم أكن أعلم انه كان هناك ،، في تلك الليلة ، درايك "
ليشا : " و الآن علمت ، آمل أن تشعر بالندم الشديد كونك صدقت تلك الكذبة و لم تثق بكات "
أعلم إن ليشا تتحدث معي بطريقة لئيمة و لكنني أستحق ذلك ، و في الواقع أشعر بالندم الشديد لعدم تصديقي بكات ، و أشعر بالغضب الشديد كون درايك وراء هذا الأمر ، كنت أعلم إنه لن يترك كات بمفردها بتلك السهولة ، كنت أعلم إنه سيفعل شيئاً لينتقم مني بسبب أخذي لكات منه و لكني لم أتوقع أن يصل به الأمر لهذا المستوى المنحط
أول شيء فعلته كان حمل هاتفي و محاولة الإتصال بكات
ليشا : " أنا أحاول الإتصال بها منذ الليلة الماضية و لكن هاتفها مغلق "
تجاهلت تعليق ليشا و إتصلت بكات و لكن هاتفها كان مغلقاً ، و تحدثت معي المرأة الآلية تخبرني بأن أحاول الإتصال بكات مجدداً في وقت آخر
ليشا : " كات ليست في المنزل و لم تتحدث مع بريتني منذ الأمس و لم تذهب للمقهى و لم تتحدث مع أي من أصدقائها الآخرين "
زين : " ماذا تعنين ؟ "
ليشا : " هناك احتمالين لهذا الأمر ، إما أن تكون كات قد إبتعدت عنا بإرادتها أو شيئاً سيئاً حصل لها ، و من أجل مصلحتك أتمنى أن تكون كات قد فعلت الإحتمال الأول .. فإن حصل لها شيء ، ستكون أنت الملام و عندها سأقتلك "