Broken Souls/أرواحٌ منكسِرة:عسل ٌعلى طبقِ الدمَاء

chapter 9

_______________________________________
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

"البيانو

هذا كلّ ما رأته عينا فايث و هِي تتقدّم بخطى متعثّرة إلى الأمام و كل ما تريده هو لمسُه و تحسّس سطحه النَّاعم بأناملهَا النحيلة،جلست على كرسيّه الخاص و أخذت تمسح على مفاتيحه لتطلق نوتات خفيفة لامست صدرها،أظهر وجهها تعابيرًا كالحةً شاحبة اللون لا تليق بتقاسيمهَا الحبيبَة،رفعت عينيها مشاهدتًا نجوم الدجى التِّى بهُت توهّجها بعارض السّحاب اللمَّاح المتكبّد في السماء،أطلقت زفرة طويلة و هي تحاول إيقاف إرتجاف يديها و أخذت تستمع لصوت الطبيعة

كان هذا الجزء من الحديقة منيرًا إلاَّ بضوء البدر و منعزلاً على أي نشاطات و صخب الناس ممّا ساعدهَا قليلاً على الإسترخاء، أخذت تعزف مقطوعة تعبّر عن كلّ مشاعر و آلام دفنتهَا في قلبهَا و سقط قناع فايث و أصبحت مرآتها المتنامية واضحة عاكسة لما في داخلهَا من همّ و ضعف و أسى أرادت التراجع لكن فجأة شعرت بقطعة قماش سوداء تحجب عنها الرؤيا و تربط على قفاها التجّت و إرتجّت خوفا من الغريب الذي وراها.

"لا تخافي فايث أنا ليندَا"،"فايث أطفئِي عقلك اليوم فقط دعي فؤادك ينشق و يطلق سراح المشاعر،لا تفكّري بشيء"
إنصاعت لكلام هذه الغريبة و كأن كلامها كان ممغنطا لتفكيرها لكنّها لم تهتم مطلقا بل أكملت عزفها بأنس و هدوء

كَان يجلِس خلَف شَجَرة البلوط ذو العينين الزرقاويتين مستمعًا لعزف تلك اليدين الماهرتين كان الأمر فوق طاقَته،ثقيلاً على قلبه أراد إغلاق أذنَيه و منع تسرّب هذه النوتات تحت جلده موهجة نارا و تاركة ملّة في قلبه،هنالِك إحساس ليس بجديد عليه لكّنه ليس محبّبا له البتّة

الذنب
لقد كان مذنبًا أفعال قام بهَا في السّابق كان أبلهَا حقّا، كالدميّة كان بينَ يدي والده ولكن ليسَ عليه الآن أن يرتدي ثوب المضيم.

في صباح اليوم التّالي دخل لكسيس إلى إستديو صديقه مارك الذِي يقع غرب لندن و ليس بعيدًا عن 'باتل وودز" ،ما إن رآه مارك حتّى تهلّل وجهه فرحًا بقدومه فهو لم يره منذ مدّة،و لكنّه كان متأكدًا من شيء أنّ لكسيس جاء من أجل شيء مهم فزِياراته للأستديو الخاص به لا تكُون عبثًا أبدًا.

"مرحبًا لكسيس سعدتُ بلقاءك يارجل" و ربّت كل واحد على ظهر الآخر.

"بخير،لا زلتُ حيَّا كما ترَى"

إبتسم مارك لصديقه بسعادة،أخرج لكسيس أوراق من جيب بنطاله ليعطيها للآخر و هو يتفحصّها مرّة أخرى

"أريدك أن تفحص هذه الأوراق ما إن كانت مزوّرة أو لا حالاً"
أمسك مارك بالأوراق وجلس على الأريكة الجلدية و إرتدى نظّاراته الطبيبة و أخذ ينظر إلى محتوى الأوراق.
"رائع حقَّا،من قام لهذا العمل فهو محترف فعلاً لا تبدُو مزوّرة أبدا لكن هنالك شيئ يحيّرني"
رفع لكسيس حاجبه بإستفهام و هو يرى مارك يشعل مصباحهُ اليدوي و يسلِّطه على ورقة و هو يرفعهَا للأعلى.
"هنا،على الختم المصرفِي يبدو غير صحيحا للغاية لكن إذا وقّع عليه أحدٌ الضوء فيمكنه إكتشاف الخطأ أنّ الختم مختوم مرّتين،لا يبدو خطأ عاديًا"