في عيادة يحيي .. قاعد يحيي علي كرسيه وقدامه ندى وسارة ..
سارة بتعيط وبتمسح دموعها بايديها ، وماسكة ندى ايديها الثانية وبتطبطب عليها وبتبص لسارة بحزن وضيق ...
يحيي : وقت ما تحسي انك ارتاحتي تقدري تتكلمي .. متوقفيش عياط ..
حاولت سارة تهدى عشان تتكلم ...
سارة بصوت مخنوق : وفاة سمر ومنظرها مش كان صعب علي سيف بس ، سمر كانت اختي ، كانت روحها طيبة وجميلة ونقية ( اتخنق صوت سارة اكتر ) ، كنت بفرح اوووي لما سيف كان بيجيبها معاه، عمري ما كنت اتخيل ان عاصم ياخدها مننا كده ...
يحيي : انتوا عرفتوا منين انه عاصم ؟ ما يمكن حد تاني ، شغل سيف بيخليه ليه اعداء كتير ..
سارة بنفي : لا ، هو عاصم ، آسر زميل سيف جاب له ورقة كان مكتوب فيها ((واحدة بواحدة ، انت اللي بدات والبادي اظلم )) انا مفهمتش حاجة ساعتها ، بس ابية سيف قال انه عاصم ، لانه قتل واحد اسمه شادي ويبقي مساعد عاصم الاقرب ..
شهقت ندى بفزع : انتي بتقولي شادي ؟!! اللي ابية سيف قتله ؟ يبقي مساعد عاصم ؟!
يحيي بتعجب : في ايه ندى؟؟
ندى بضيق : ده الزفت اللي كان جوزي ..
اتفزع يحيي وسارة من اللي اتقال ، وبقوا يبصوا لبعض بتعجب شديد ..
ندى بحزن : انا كنت متجوزة مجرم ؟!! انا كان قلبي حاسس ، ده مستحيل يكون بني آدم طبيعي ..
يعني انا السبب في اللي حصل لابية سيف ، انا السبب ، ( بدات ندى تعيط )
يحيي : ندى ، انتي مش السبب ، ده شغلهم ، وبعدين سيف مقتلش شادي ، اللي عرفته من اخواتك انه اتقتل وهو مقبوض عليه ومعرفوش مين اللي قتله ، اهدي كده ومتحمليش نفسك حاجة مالكيش ذنب فيها ...
طبطبت سارة علي ندى وبتواسيها .. بص يحيي لسارة ..
يحيي : سارة ممكن تكملي ..
سارة : دكتور يحيي ، هو ازاي الشخص يقدر يستغنى عن اللي حواليه ؟! ازاي يقدر يتعود انه يعيش لوحده ؟!!
يحيي : وانتي عايزة تستغني عن اللي حواليكي ليه ؟
بصت سارة للارض وبضيق : عشان انا الشماعة بتاعتهم اللي علقوا عليها مشاكلهم ، ابدا لحضرتك من مين ؟
من اول ما دخلت عيلة عمي ابراهيم ، كرهني محمد عاملني اسوا معاملة ، الفاظه طريقة كلامه كرهتني في نفسي ..
بعدها شهد وكرهها ليا عشان خاطر خطيبها ، ومش عارفة ان انا ومحمد اصلا مكناش طايقين بعض ..
عمي شاكر ضربني وطردني برا البيت بهدوم البيت ، وبهدلني وجرحني عشان حاجة اصلا معملتهاش عمتي رفضت اخويا انه يرتبط ببنتها ، خافت لبنتها تكون زيي ، او يطولها اللي انا فيه وعاصم يبص لياسمين ...
حسام واللي عمله معايا ، اللي كسرني بجد ، اللي كلامه لسه بيتردد في وداني ، ان محدش هيحبني غير لما يكون بيبص لي بشهوة او اني متاحة للكل ...
عاصم وماجد واللي عاملينه فيا ..
واخيرا اكتر ثلاثة كسروني بجد ، لانهم اكتر ثلاثة قلبي اتوجع منهم ...
بابا ابراهيم وقت ما ضربني قدام العيلة كلها ، عشان قولت رايي بصراحة فيهم ، مقدرش يتحمل انهم فعلا سبب الكارثة اللي انا فيها ..وان الحقيقة دايما بتوجع..
اسلام اللي شاف اني سبب اللي احنا ، موت اهلي انا السبب فيه ، القلق والخوف انا السبب فيه ، بعد ياسمين عنه انا السبب فيه ، انا السبب في كل حاجة وحشة في حياته ..
واخيرا وليس اخرا ... سيف ..
يحيي : انا ملاحظ انك بطلتي تقولي ابية سيف ،، ليه ؟!!
سارة بصوت مخنوق وبتقاوم انها تعيط ...
سارة : بكل بساطة ، لان ابية دي يعني اخويا ، يعني سندي ، يعني اماني وحمايتي ، ايام ما كنت بعتبره زي اسلام ومحمود ، بس من الواضح اني طلعت بتخدع في كل الناس صحيح ...
يحيي : طيب اللي قلتيه ده كله هو فعلا سيف بالنسبة لك ، كنتي دايما تقولي عليه امانك وسندك وحمايتك وبتطمني بوجوده جنبك ، كفاية ان عاصم مش بيجي ناحيتك طول ما هو معاكي ..
سارة بضحكة حزن : كنت ، حط مليون خط تحت كلمة كنت دي .. بعد ما قالي الحقيقة ، بعد ما عرفني انا ايه بالنسبة له ...
فلاش بااااك ...
بعد موت سمر بايام ،، اللي قضاها بيت ابراهيم كله حزن ، ووجعهم الاكبر علي سيف اللي كان مش بيعيط ولا بينهار ولا بيتكلم اصلا ، صمت في صمت ، بتاكد النار اللي جواه ، ومحدش عارف يهون عليه ... سارة كمان مش بتتكلم مع حد خالص في البيت بسبب اللي حصل مع ابراهيم ، مبتقعدش معاهم علي اكل ولا بتتعامل معاهم خالص ، وخاصة بعد تجنب خالد ليها بسبب انها خبت عليه موضوع حسام ، حست ان الدنيا كلها ابعد ما يكون عنها ، حست بان ظهرها انكشف ، ان كل الحب والسند اللي حواليها اختفي ...
صباح يوم جديد ، قامت سارة لبست اسدالها وطلعت للورد بتاعها اللي كان كله مات من قلة المتابعه والاهتمام ، وجابت بذور جديده تزرعها بدل اللي ماتت .. طلعت لقت سيف واقف سارح في الفضا ، بيشرب سيجارته بضيق ومديها ظهره ، قربت منه بهدوء .. جت تتكلم قاطعها سيف ...
سيف : عايزة ايه ياسارة ؟
اتخضت سارة : انت عرفت ان انا منين ؟
سيف : حسيت بيكي ، الهدوء ده بتاعك انتي ..
قربت سارة من سيف وحطيت ايديها علي ذراعه ..
سارة بحزن : انت هتفضل كده لامتي ؟!
سيف بجمود : وانتي مالك ؟
اتصدمت سارة من الرد .. حاولت للحظات تفهم ..
سارة بتعجب شديد : وانا مالي ؟!! يعني ايه وانا مالي ؟! انت مهم بالنسبة لي ، انت اخويا ..
سكتت سارة لحظات بتفكر فيهم ..
سارة : اوعى انت كمان تقولي اني السبب في اللي حصلك زي اسلام ؟! بجد تكون بتفكر كده ؟!!
سيف بنبرة جامدة من غير ما يبص لسارة : محدش السبب في اللي حصل لي غير عاصم ، ووالله لاوريه له العذاب الوان ، بس كل شئ باوانه ، عشان يبقى اخد التار بحق ..
مسكت سارة سيف من ذراعه وشدته عشان يبص ناحيتها ..
سارة : طيب انت بتعاملني بجمود وجفاء كده ليه ؟!
شال سيف ايد سارة من عليه ،، مسك ذراعها بعنف ..
سيف بعنف : انا اعاملك ليه بجفاء او كويس ليه اصلا ، سارة فوقي لنفسك ، انتي بالنسبة لي قضية ، حالة وبس ، واجب وشغل ، الكلمتين اللي كنت بضحك بيهم عليكي اني سندك وحمايتك وامانك ، عشان بس تهدي وتقدري تستحملي اللي انتي عايشاه ، بس انتي من الواضح هبلة وبتفهمي الناس اللي حواليكي غلط وبتتعشمي بزيادة ،سارة اسمعيني عشان مش هقول الكلام ده تاني ، انتي مش اكتر من قضية ولما تخلص مش هتشوفي وشي تاني اصلا ..
سابها سيف ورجع تاني يبص قدامه .. دخلت الكلمات دي علي قلب سارة قبل ودنها ك سهام حرقتها ، عصرت قلبها ، وقفت سارة تبص له ، تتامل ملامحه ،هل فعلا ده سيف ، سيف اللي بتأمنه علي نفسها وروحها ، حست معاه بكل لحظة امان ...
وقفت سارة سندت بايديها علي السور ، بتحاول تستجمع قوتها ، بتحاول توقف دموعها اللي بقت زي السيول ، مشيت سارة بعيد عن سيف وقعدت قدام الورد بتاعها ، وبقت تشيل الورد الميت عشان تزرع مكانه جديد ..
باااااااااااااااك ***
أنت تقرأ
تائهة بين دوائر الانتقام الجزء الثانى - الكاتبه اسراء احمد
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه اسراء احمد تكلمه من الجزء الاول **المقدمه** سارة طفلة لم تبلغ من العمر الرابعة عشر عاما أحلامها قليلة تنعم بحياة هادئة سعيدة الي ان قامت عاصفة في حياتها ابكرت بشيخوختها أطفأت ملامح البراءة والطفولة فيها دخلت بمحض الصد...