في بيت فاطمة اخت يحيي ... تحديدا في اوضة حنين وندى اللي قاعدة معاهم بقالها ايام ...
خبط الباب ...
حنين : ادخل ..
دخل ادهم ...
ادهم بابتسامة : ازيكم يا بنات ...
ندى بابتسامة : ازيك يا دومي ..
حنين : ازيك يا خالو ..
ادهم بضيق : خالو ايه يا بت انتي ؟! انتي مصرة تكبريني ؟! امك هي اللي اتجوزت بدري ، وخلفتكم وانا صغير ده انا الفرق بيني وبينك عشر سنين بس ...
ندى بضحك : خلاص يا دومي ، انتي زعلتي يا بيضة ، ولا تزعل نفسك ، امشي يا حنين يا وحشة ، ادهم حلو ..
بص لها ادهم بغضب ..
ادهم : ايه يا بت ده انتي كمان ؟ انتي بتكلمي ابن اختك ؟! انا غلطان اني جيت اطمن عليكم . انتم اتنين هبل ومعاتيه ..
قامت ندى من علي سريرها وجريت ناحية ادهم .. ومسكت في ذراعه ..
ندى : لا خلاص ماتزعلش انا مش قصدي ، ها خلاص ، ( بدات ندى تشد في ذراع ادهم ) ها ؟!ّ ادهم ؟!! خلاص ماتزعلش ،، ها ، ها ما تزعلش بقى .. اد ..
قاطعها ادهم بزعيق : ايييييييه ؟! يخربيت زنك ، انتي هتفضلي عمرك كده زنانة ، ربنا يكون في عون اللي هيتجوزك ..
بعدت ندى عن ادهم فجاة ، ظهرت علي وشها ملامح الحزن والضيق ، رجعت تاني قعدت علي سريرها ومسكت كتابها .. حس ادهم بمضايقة ندى ، قرب منها وقعد قدامها ، سحب الكتاب من ايديها ..
وحطه علي السرير ، لاحظ دموعها ومسحها بايده ..
ادهم بضيق : ايه يا نادو ، ما خلاص بقى ، وبعدين يعني انتي هتفضلي عمرك كله قارفانا وقاعدة علي نفسنا ؟! ما انتي مسيرك تتجوزي ..
ندى بعياط : انا كرهت الرجالة كلهم ، وعرفت عن الجواز اللي مفيش واحدة تعرفه ..
ادهم : يعني انا زي بقية الرجال اللي كرهتيهم ؟! شهاب ؟ طارق ؟!! يحيي ؟! سيف اللي حكيتي لي عنه وانك كمان بقيتي تقوليله ابيه زي اخواتك ؟
ندى بتهز راسها ب ( لا ) ..
ادهم : وده معناه ان الرجالة مش كلهم زي بعض .. يا حبيبتي انتي مريتي بتجربة صعبة قدرك تشوفيها ، انا اصلا معرفش ايه اللي حصل لحد دلوقتي ، بس نادو حبيبي هتحكي لي ، صح ؟؟
ندا : حاضر .
ادهم : حيث كده ،، كوبايتين نسكافيه من ايديكي الحلوين وتيجي تحكي اللي حصل ، هستناكي في البلكونه ، متتاخريش ........................
بعد دقايق دخلت ندا لادهم ومعاها كوبايتين نسكافيه وقعدت قدامه مترددة تتكلم ، باصه للارض ، وبتفرك ايديها في بعض ...
ادهم : لو مش عايزة تتكلمي بلاش ..
ندى بتردد : لا مفيش مشكلة ، عادي .. ( اخدت ندى نفس طويل ) انت عارف مشكلتي مع بابا طبعا من زمان وكرهه للبنات ، وبعد سفرنا احنا وماما الله يرحمها وهو لحقنا ، معاملته اتغيرت معانا كلنا ، حتي ماما اللي هو كان بيحبها وبيعشقها بدا يضربها هي كمان ويتعصب عليها كتير ، وخاصة لما بتيجي تلحقني من ايده .. شهاب وطارق كانوا ممكن يتحبسوا بالايام من غير اكل ولا شرب عشان بيدافعوا عني او عن ماما وكنا بندخلهم الاكل والشرب من وراه ، لما ماتت ماما كانت كسرة لينا كلنا ، بدانا نعرف سبب تحوله الفظيع وانه بيعاملنا كاننا اعدؤاه واللي هو ان بابا بقى بيشرب كتير وبيلعب قمار خسر كله فلوسه فيه ، تخيل انه لما خسر ومكانش معاه يدفع للراجل اللي بيلعب معاه باعني ليه ، بابا اخدني من ورا اخواتي ونزلنا مصر وجوزني للراجل اللي كان بيلعب معاه قمار ، وعيشت اسوا سنة في حياتي مع الراجل ده ، كان شخصية مريضة ، سادي ، عارف الشخص السادي يا ادهم ( هز ادهم راسه بحزن )
كان بيستمتع بيتعذيبي ، لما بيسمع صوت صريخي كان بيضحك ، كان بيضربني بطريقة مهينة جدا جدا ، مهما حكيتلك مش هتتخيل ، ده انا لو كنت جارية مكانش هيعمل فيا كده ، كان بيحبسني بدون اكل ، مكانش بيشتريلي هدوم ، انا قعدت معاه سنة كاملة بالشنطة اللي دخلت بيها البيت ، ممنوعه من اي وسيلة اتصال باي حد ، ده غير اني شكيت انه اصلا مجرم من عصابة كبيرة ، كان بيجيلنا واحد شكله غريب كده وتحسه رئيس عصابة ، تشوفه تترعب .. ( اتنهدت ندى بحرقة ) تفتكربقى بعد كل المعاناة دي هتجوز تاني ؟!!
ادهم بحزن : يااااااااه يا ندى ، كل ده حصلك ؟!!( اخد نفس واتعدل في قعدته ) بصي بقى ، مش هنكر ان اللي انتي عيشتيه صعب علي اي بشر انه يحتمله ، لكن هقولك حاجة ، وقت ما يدق قلبك لحد وتحبيه ، مش هتقدري تقاومي قلبك ، هتتحدي ذكرياتك وظروفك كلها عشان تفتحي له قلبك ، هو يمكن هيتعذب معاكي شوية بس لو بيحبك هيصبر ..
ندى وبتحاول تغيير الموضوع وبابتسامة : وانا مش مستعجلة علي اليوم ده ، وبعدين انت كمان لحد دلوقتي مفيش بنت قدرت توقعك ، انت مز وقمر وتقيل كده ، بس مفيش واحدة كده ولا كده ..
ادهم بضحكة جذابة : يا بنتي هو انا فاضي ، انا الدراسة والدكتوراه كانت واخدة وقتي كله ، 29 سنة وبقيت دكتور جامعي ، ومدير شكرة محاسبة من اكبر الشركات في مصر ، شركة خالو الله يرحمه اللي سبهالنا انا وفاطمة ويحيي ، مسئولية كبيرة اوي ، متخيلة انا عندي وقت احب واشوف بنات ، يا شيخة بلا هم ...
ندى بسخرية : بقي البنات هم ؟!! اممممم ، ماشي ، والله يا ادهم بكرة ان شاء الله هتيجي اللي توقعك علي بوزك وتموت عليها كده ولا تطولهاش ..
ادهم : لا يا ماما مش انا ، انا عيني مليانة بشغلي ، ومش هتخلي عنه عشان بنت ..( شرب ادهم شوية من النسكافيه ) تسلم ايدك يا نادو طول عمرك بتعمليه جميل ..
ندى بثقة : مانا عارفة ...
ضحكوا الاثنين واخدوا نفس طووويل وبصوا للسما ، وكل واحد بيفكر في كلام التاني ...
........................................
في بيت كريم ...... في اوضة ياسمين ،، كل ما تنام تصحي علي كابوس مرعب وتشوف اللي حصلها وتصحى مفزوعة ..
بدات ياسمين تتقلب في سريرها وتصرخ ، قامت فجاة مفزوعة وصرخت وقعدت تعيط ..
جريت عليها شكرية وبتاخدها في حضنها .. وبتمسح علي شعرها ، اتعلقت فيها ياسمين بشدة ,,
ياسمين بعياط : ماما ، ماتسيبنيش ، ماتخليهوش يجي عندي تاني ، انا خايفة يا ماما ، خايفة ..
طبطبت شكرية علي ظهر ياسمين وقالت بحزن : اهدي يا حبيبتي ، اهدي ، خلاص متخافيش انتي في حضني ، هو مش هنا ومش هيلمسك تاني ، متخافيش ..
بص كريم وباباهم لياسمين نظرة حزن وانكسار لانهم معرفوش يدافعوا عنها ، وحس كريم ب سارة وشعور اخواتها بالضعف لانهم مش عارفين يحموها ..
كريم بصوت مخنوق : ياسمين انا اطمنت عليكي انك كويسة والحمدلله ، انا هنزل اشوف سارة ، لانها لسه مافتش لحد دلوقتي ..
ياسمين بعياط وبتبعد عن حضن مامتها : ارجوك يا ابية لو فاقت خليها تسامحني ، انا السبب في اللي حصلها ، انا السبب ..
قرب منها كريم وقعد جنبها علي السرير واخدها في حضنه : متحمليش نفسك فوق طاقتها ، انتي مش السبب في حاجة ، انتي زيك زيها ، مظلومين ، دخلتوا في حوارات ملهاش لازمة .. هدي نفسك وان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام ..
بعدت ياسمين عن حضن كريم ، مسح لها كريم دموعها وباسها من راسها وقام ناحية باب الاوضة ووقفه مامته ..
شكرية : كريم ابقي طمني عن سارة ..
بص لها كريم نظرة ضيق ومشي ..
شكرية بضيق وقامت ورا كريم وقالت بزعيق : انت يا ولد ، انت مش بترد عليا ؟! وبعدين بتبص لي كده ليه ؟ قتلت لك قتيل ؟!!
كريم بعصبية : تفتكري ليه ؟!! بعد اللي سمعته تحت عايزاني اعمل ايه ؟! اعاملكم ازاي ؟!! لولا انك امي كنت قلت لك كلام هتكرهيني فيه ... سابها كريم ومشي ..
شكرية بزعيق : انت ولد مش متربي وقليل الادب ، يا خسارة تربيتي فيك ، جه اليوم اللي تقف فيه قصادي وتقولي الكلمتين دول ...
علي بضيق : اهدي يا شكرية ، كريم عنده حق صراحة ، انا اتصدمت فيكي وفي اخواتك ، انا ازاي كنت متجوزك ومعرفتش حاجة زي كده .. قلبكم ماوجعكوش علي الغلابة دول ، يخربيت الفلوس اللي بتعمل كده في الاخوات .. مشي وسابها دخل لياسمين ..
قعدت شكرية تبكي علي حالها بحسرة .........
..............................
في بيت ابراهيم ،، في اوضة سارة .. كلهم متجمعين حواليها ونزل لهم كريم ومعاهم سيف ، اللي اتصدم بشدة من اللي حصل ، وبقى مش مسيطر علي اعصابه وغضبه عاميه ..رن موبايل سيف رد علي التليفون وكان سمر ..
سيف بضيق : ايوة ياسمر ؟
سمر بضيق : سيف الساعه ثلاثة الفجر ، انت مش ناوي ترجع ؟!
سيف بحدة : لا يا سمر مش راجع ، واقفلي بقى عشان مش فايق لك..
سمر بزعيق : هو انا عملت ايه ؟! كل ده عشان بطمن عليك ؟! غلطت في ايه ؟!
وقف سيف وبعصبية : انتي مابتفهميش قلت لك مش راجع ، مش ناقصك خالص ... قفل سيف السكة ورمي الموبايل جنبه ..
سهير : ليه كده يا سيف يابني ؟ هي ذنبها ايه ؟
سيف بضيق : بتعاند ومابتفهمش ، قلت لها مش جاي ، خلاص تقفل وتبعد عني بقى ..
سهير بضيق : لا انت غلطان وغبي ، ذنبها انها قلقانه عليك ؟! ذنبها انها بتطمن ؟! ده انت مش طبيعي يا شيخ .. لما انت كده مش عايز حد يسال عليك ولا يهتم بامرك ، معذبها معاك ليه واتجوزتها ؟! علي فكرة سمر دي خسارة فيك ، واديني بقولك نصيحة لانك زي ابني ، مش هتحس بقيمة الحاجة الا لما تروح منك .. وانت حر بقى ..
سيف واقف والضيق علي وشه ومش عارف يرد علي سهير ، لانه حس بكل كلمة قالتها انها صح وحس بالضيق ناحية سمر ،، قطع تفكيره صوت سارة وحركتها في السرير ، بدات تتقلب وتفتح عينيها قامت وقعدت في مكانها وشافتهم كلهم حواليها وبدات في العياط .. قرب منها محمود وقعد جنبها ..واخد راسها علي كتفه ..
محمود بحزن :حمدلله علي السلامة يا حبيبتي ، طمنيني انتي كويسة ؟!!
بداوا كلهم يقولوا لها ( حمدلله علي سلامتك يا سارة ) وهي مش بتبص لحد فيهم خالص وباصه لتحت ..
قرب سيف من سارة ومسك ايديها : حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي ..
سحبت سارة ايديها وضمت بيها نفسها وماردتش علي سيف ..
اسلام بقلق : سارة اتكلمي انتي ساكته ليه ؟!
اتكلمت سارة من وسط عياطها وبصوت مخنوق : انا عايزة امشي من هنا ...
محمود : ايه بتقولي ايه ؟
سارة بصوت اعلي : عايزة امشي من هنا ، مش عايزة اقعد هنا خالص ( صوت سارة بدا يعلى ويعلى ، علامات الانهيار ظهرت عليها ) عايزة امشي من هناااااااااا ، مش عايزة اقعد هنااااااااااا ...
مسكها محمود جامد وبيحاول يهدي فيها وهي بتقاومه بكل قوتها ..
محمود : اهدي طيب ، هنمشي ، هنمشي ، بس اهدي عشان خاطري ..
سارة بزعيق : انت فاكرني عيلة هتضحك عليا ؟ انا همشي ودلوقتي حالا ..
حاولت سارة تفك تفسها من ايد محمود اللي محاوطها ولكن مقدرتش .. راح كريم يجيب حقنة مهدئة اللي بقت موجودة في بيت ابراهيم دايما ، وجه تاني عشان يديها لسارة ..
كريم : امسكها كويس يا محمود ..
مسكها محمود جامد وساعده سيف وسارة بتعيط ..
سارة : انتوا بتستقوا عليا ، عشان عارفين اني مش هقدر عليكم ، بتنيموني غصب ، ااااااااااااااااه ..
صرخت سارة لما حست بابرة الحقنة .. خلص كريم وضم لها ذراعها علي بعضه ، عرفت سارة ان مفيش مجال للمقاومة لانها ماهي الا دقايق وهتنام ، فقررت تستسلم ..
كريم بحزن : تعالوا نسيبها يا جماعة عشان ترتاح ..
الاول رفضوا ولكن مع اصرار كريم وموافقة ابراهيم ليه كله خرج ما عدا كريم اللي سحب كرسي وقعد جنب سرير سارة ..
كريم بصوت مخنوق : عملتي كده ليه ؟ انقذتي ياسمين من ايديهم ليه ؟!! مكنتيش مضطرة تعملي كده ..
ردت سارة بصوت ضعيف بسبب مفعول المهدئ : عندك حق ، انا مكنتش مضطرة اعمل كده ، بس محبتش حد يعيش اللي انا عيشته ، حرام ، اللي بيجرب الاذى مش بيحب حد يعيشه ، بس للاسف انا اللي اتعاقبت علي ده وعشان حد مايستاهلش ، محدش يستاهل .. محدش يس......... نامت سارة واستسلمت لتاني مرة ....
......................
عدت ساعات وسارة نايمة ،، طلع النهار ، ونزل اخوات ابراهيم كلهم يطمنوا علي سارة ومتجمعين في الصالة عند ابراهيم ... فاقت سارة ، لقت محمود نايم علي الكنبة جنبها واسلام فارش بطانية في الارض ونايم جنبها هو كمان ، قامت براحة ودخلت الحمام .. دقايق وخرجت وسمعت صوت في الصالة ، خرجت لاقت ابراهيم واخواته وولادهم بما فيهم كريم وياسمين اللي كانت قاعدة ماسكة في كريم بخوف .. وسيف كمان كان معاهم ..
وقفت قدامهم سارة وربعت ايديها وبسخرية : متجمعين عند النبي ان شاء الله ..
وقف ابراهيم وقرب من سارة وحط ذراعه علي كتفها : حمدلله علي سلامتك يا سوسو ، طمنيني انتي كويسة دلوقتي ؟!!
سارة بضحكة سخرية : كويسة ؟!! هههه كويسة اوي متقلقش عليا يا بابا ..
ابراهيم بحنية : عيلتك كلهم هنا عشان يطمنوا عليكي ..
سارة بضحك وقوة: عيلتي ؟!! ههههههههههه ، اي عيلة ؟!!( بعدت سارة عن ابراهيم ) اي عيلة دي اللي حضرتك بتقول عليها ؟! دول ؟! ( وشاورت سارة عليهم كلهم ) ، بقالي سنين بسال نفسي انا ايه اللي انا عايشاه ده ؟ عملت ايه في دنيتي عشان اتعذب كده ؟ خلتوني شكيت في انضف ناس في حياتي ابويا وامي الله يرحمهم ، بقيت اسال جدي وجدتي هم ممكن بابا وماما الله يرحمهم يكونوا عملوا ايه في دنيتهم عشان اعيش اللي انا عايشاه دلوقتي ؟! .... وفي الاخر اكتشف ان انتوا السبب ، اكتر ناس كرهوني ورفضوني ، لا وكمان شايفني عار علي عيلتكم ، انا عار ؟! ،، تعرفوا بقى انا اللي ميشرفنيش انكم تبقوا عيلتي ...
قاطعها ابراهيم بضربة علي وشها شديدة خليتها وقعت في الارض ،، جري عليها خالد ومحمد وسيف وقوموها .. وقفت ونظرات التحدي والغضب في عيونها ..
ابراهيم بضيق : المرة دي انتي اتعديتي كل الخطوط الحمراء ، تطاولتي علينا بزيادة ، وانا قلت مليون مرة انا المسئول عن تربيتك ، ولما الاقيكي بتتكلمي كده مع اعمامك لازم اربيكي واوقفك عند حدك ..
وقفت سارة قدام ابراهيم وبكل تحدي : تصدق يا بابا ، انا قليلة الادب ومتربتش ، عندك حق ، بس تعرف ليه ؟ عشان بسبب العيلة دي فقدت اللي دروهم هو تربيتي ، مش انا قليلة الادب ، وحضرتك بتربيني ، اتفضل اطلب من اخواتك انهم يخرجوني من اللي دخلوني فيه ،، من الانتقام اللي ماليش ذنب فيه غير اني للاسف قريبتكم ...
قاطع سارة صوت محمود ...
محمود بحدة : ساااااااارة .. ( قرب منها محمود هو واسلام ومسكها محمود من ذراعها بعنف ) ،، انتي وقت ما جايه تستقوي بتستقوي علي الشخص الوحيد اللي وقف جنبك كانه ابوكي ، اللي شالك في عينه كانك بنته ، اللي عيشك احسن عيشة ووفرلك كل اللي نفسك فيه ؟ ( وافقة سارة ودموعها بدات تنزل وحاطة ايديها علي بوقها وبتهز راسها ب لا ) اوعي تفكري للحظة ان انا هسمحلك تتطاولي عليه ..
سارة بزعيق : انا عمري ما تطاولت علي عمو ابراهيم ، اللي اخد دور اعظم حد في حياتي ابويا ، انا بتكلم علي بقية العيلة ، عاللي عملوه فيا ، والكره اللي كان من ناحيتي ، انا ذنبي ايه ؟ حد يرد عليا ، ذنبي ايه في اللي بيحصل ده ؟ّ
وقف كريم وقرب منها : مالكيش اي ذنب ، بس ربنا ليه حكمة في كده ، وانتي مكتوبلك تشوفيه ، عيلتك اللي انتي مش طايقاهم ما هم الا اسباب للي انتي فيه ، يعني بيهم من غيرهم كنتي هتشوفيه ..
وقفت سارة حاسة بالاحباط من وقوفهم كلهم ضدها ، حتي الشخص الوحيد اللي كان بيمنع عنها اي اذى وقف قدامها النهاردة ، انسحبت سارة بهدوء من وسطهم ودخلت اوضتها ، طلعت لبس خروج وجابت شنطة السفر بتاعتها اللي لسه مكانها زي ما هي وبدات تفضيها من هدوم الاجازة اللي ملحقتش تتهني بيها ، وفتحت دولابها وطلعت بعض الهدوم منها وحطتهم في الشنطة ، وقعت صورة اهلها اللي محتفظة بيها بقالها سنين ، وطت سارة وجابت الصورة من الارض وبصت فيها ووقعت بعض دموعها علي الصورة بدات تمسحها بصوبعها ، قعدت علي الارض وضمت الصورة لصدرها وهي بتردد ( وحشتوني ) ....
دقايق وخرجت سارة شايلة الشنطة بتاعتها ولابسة هدوم خروج ، شافها ابراهيم قرب منها ومسكها من ذراعها ..
ابراهيم بحدة : تعالي هنا انتي رايحة فين ؟
سارة : انا قلت مش عايزة اقعد هنا ، بس وهمشي ..
ابراهيم بزعيق : وانا ايه هنا كيس جوافة مش مالي عينك ؟!! يظهر اني دلعتك كتير لدرجة انك بقيتي مش عاملة حساب لحد ( مسك ابراهيم الشنطة من ايديها ورماها بعيد وزق سارة لجوه ) اتفضلي ادخلي علي اوضتك ، يالاااا ..
وقفت سارة تبص لابراهيم بصدمة مش مصدقة اللي بيقوله وطريقته معاها...قرب منهم سيف وبيكلم ابراهيم بصوت منخفض ..
سيف : بابا اسمح لي اخد سارة المشوار اللي قلت لك عليه ، واهو منها تهدى شوية وتبعد عن التوتر ده ..
ابراهيم بيتنهد بضيق وبيبص لسارة نظرات غضب : ماشي يا سيف ، متتاخروش ، وطمني اول باول عليكم ..
اخد سيف سارة وخرجوا هم الاثنين ، وسابوا العيلة في حالة التعجب من قوة سارة والضيق من كلامها ..
..........................
عند عاصم ............ بيتكلم في التليفون ..
عاصم : خليك جاهز هننفذ النهاردة ..
مساعد عاصم : انا عند بيته زي ما حضرتك قلت ومستني الاوامر ..
عاصم : طيب تمام اووي ، خليك مستني اتصالي ..
................
في عربية سيف ، سيف متضايق وسارة بتعيط بصمت ..
سيف : علي فكرة يا سارة مينفعش خالص اللي قولتيه فوق ده ، انتي ناسية انك بتكلمي ناس كبار ؟!!
سارة : لا ينفع علي فكرة ، انا الكلام اللي خاني ومقدرتش اعبر عن حرقة السنين اللي عشتها ، في كلام كتير في قلبي كان نفسي اقوله بس لساني مطاوعنيش وبابا مش ادالي فرصة ، ده غير ان الكبار اللي بتتكلم عليهم دول صغروا في نظري اووي بعد اللي عرفته ..
سيف بيبص لسارة بتعجب شديد : انتي بقيتي غريبة اوي يا سارة ، طريقة كلامك ، تعاملك ، ردودك ، مش طبيعية .
سارة بسخرية : ايه ؟ بقيت اقوى ؟! مش متعودين غير علي سارة الضعيفة اللي بتعيط من اي حاجة ؟!
علي فكرة سارة العيلة الصغيرة اللي بتخاف من خيالها ماتت امبارح ... واسكت بقى عشان انا مخنوقة واعصابي تعبانة ..
شوية عدت علي سيف وسارة بصمت ..
سارة بتعجب : احنا رايحين فين ؟
سيف : رايحين لدكتور مهاب في الشغل عشان نشوف حل في حوار الشريحة اللي في دماغك دي ..
سكتت سارة وبصت تاني ناحية شباك العربية وسرحت في ملكوتها .. وصلوا الشغل عند سيف واخدها وراح لمكتب دكتور مهاب ..
........................
في مكتب مهاب بعد ما رحب بيهم واخدت سارة وعمل لها اشعة وفحوصات كتيرة ، عدت ساعات حست فيهم سارة بالملل الشديدة خاصة بعد صمتها وعدم رغبتها في الكلام مع سيف ...
جه مهاب وقعد قدام سيف وسارة علي مكتبه وماسك في ايده بعض الاوراق ..
مهاب : اسف للتاخير ، بس الفحوصات اخدت وقت ، دلوقتي للاسف بعد ما قدرت احدد نوع الشريحة ، سهل جدا انها تتشال ..
فرحت سارة وسيف جدا للخبر ده ..
سيف : طيب تقدر تشيلها امتي ؟ عايزينها في اسرع وقت ..
مهاب : لحظة يا سيف اكمل كلامي ، لازم عشان اشيل الشريحة ابطل مفعولها ، وده عن طريق فصلها من جهاز التحكم الخاص بيها ..
سارة بصدمة : اللي مع عاصم ؟!!!
اتنهد مهاب وقال بضيق : ايوة ..
سيف : يعني هي هتفضل تحت رحمته لحد ما نجيب الجهاز ده ؟!!
مهاب : لحد ما تجيبه ، ويكون سليم ،يعني تدمير الجهاز ده معناه ان سارة هتعيش بيه طول عمرها ..
رجع سيف راسه لورا علي كرسيه وبيمسح علي راسه بعنف : ياااااااااااااارب ، يااااااااااااارب ..
بلعت سارة ريقها واخدت نفس طويل : شكرا يا دكتور تعبنا حضرتك معانا ، يلا يا ابية ولا ايه ؟!
استغرب سيف من رد فعل سارة ووقف هو كمان وشاور لها انها تمشي ،، خرج سيف وسارة من مكتب مهاب وقابلوا اللواء حمدي ، وقف سيف وادى التحية ..
اللواء حمدي : سارة ، انا اول مرة اشوفك ، اهلا بيكي يا بنتي ..
سارة بلا مبالاة : اهلا بحضرتك ..
قرب حمدي من سيف : علي فكرة انت هتتجازى بسبب اللي حصل ، ( بص له سيف باستغراب ) اه مانا مش قاعد هنا نايم علي وداني ، عاصم داخل خارج وانتوا اكياس جوافة قاعدين ، سمر مش مخلياك شايف شغلك ولا ايه حضرة الظابط ..
سيف بضيق : بس يا فندم ..
قاطعه حمدي : مش دلوقتي عشان مش فاضي ، روحها دلوقتي ولينا اجتماع اول ما شهاب وطارق يرجعوا من المامورية بتاعتهم ....
مشي حمدي ، وسيف وسارة هم كمان خرجوا للعربية ..
سيف بضيق : سارة ممكن اعدي علي البيت اغير بس هدومي عشان من امبارح ؟!
سارة : طيب ....
........................
عاصم اتصل بالمساعد بتاعه وقاله نفذ ...
وصل سيف لبيته وقفل عربيته ونزل هو وسارة ..
سيف : سمر هتفرح اوي لما تشوفك ...هزت سارة راسها ومشيت وراه وطلعوا هم الاثنين للشقة ،، وقف سيف وبيحط المفتاح في باب الشقة وفجاة وقف ..
سارة بتعجب : ايه اللي حصل ؟ وقفت ليه ؟!
سيف : مش عارف قلبي مقبوض ليه ؟
فتح سيف الباب ودخل ولقى كل شئ طبيعي جدا الا الهدوء الشديد ، لقي البيت كله بلالين ومكتوب علي الحيطة ( كل سنة وانت في حياتي ) ابتسم واخد نفسه واطمن ، بدا يدور علي سمر ومنيرة ..
سيف : سمر ، سمسم ، انتي فين ؟!
دخل اوضتة لاقاها فاضية ومترتبة، فتح الحمام اللي في اوضته بردو مفيش حد .. فجاة سمع صوت سارة..
سارة بخوف : ابية سيف تعالى هنا ...
جري عليها سيف لقى سارة بتعيط وجسمها بيتنفض من الرعب ،
سيف بفزع : في ايه ياسارة ؟!
شاورت سارة باتجاة الارض ناحية اوضة منيرة واللي كان عليها اثار دم ...
دق قلب سيف بعنف ، وبدا الرعب يتسرب لنفسه ، طلع مسدسه ومشي ناحية الاوضة وسارة ماسكة في هدومه بشدة ، فتح الباب ، وشاف منظر خلت كل ذكريات عيلته تتعاد قدام عينيه .. سمر ومنيرة غرقانين في دمهم ،، صرخت سارة صرخة شديدة لما شافتهم وحطت ايديها علي وشها وبدات تعيط بشدة .. جري سيف علي سمر اللي كانت لسه عايشة ..
سيف برعب واخد سمر في حضنه : حبيبتي مين اللي عمل فيكي كده ؟!( طلع سيف موبايله بايد بترتعش وصوت مبحوح واتصل بالاسعاف ) سمر حبيبتي خليكي معايا ، انتي مش هتسيبني صح ؟ هتفضلي معايا ؟ انا كنت متعصب شوية بس عشان اللي حصل في الشغل ، سمر قولي انك هتفضلي معايا ..
سمر بتكح وبتتكلم بضعف شديد : س سيف ، كل ,, سنة وانت طيب ,, يا حبيبي ، كان نفسي اديلك الهدية بتاعتك ( قربت ايديها من ايده بضعف شديد ومسكتها وحطيتها علي بطنها ودموع سيف بتنزل زي المطر) ابنك كان جاي في الطريق ينور حياتنا ، بس شكلنا مش هنلحق ، انا بحبك ، سامحني لو زعلتك ، ( بدات سمر تنطق الشهادة بتقل شديد واعتراض سيف ورفضه وبيردد انتي مش هتموتي يا سمر مش هتموتي ) ....
غمضت سمر عيونها ، رمت راسها في حضن سيف ، اللي بيحاول يستوعب اللي حصل ومش عارف .. مسكها بشدة من كتفها وبيهزها بشدة ..
سيف بعياط : سمر ، اصحي ، اصحي يا سمر بلاش هزراك الغبي ده ، اصحي يا سمر عشاني وعشان ابننا ، سمااااااااااااااااااااااار ، قومي ، وحياتي عندك لاتقومي ، انا هموت من غيرك ( اخدها سيف في حضنه وضمها ليه بشدة ) لاااااااااااااااااااااااا ، لااااااااااااااااااااااا ......
قربت منه سارة بهدوء وبتعيط بانهيار ومش عارفة تتصرف ازاي
سارة : ابية سيف عشان خاطري اهدى ، وحد الله ، عشان خاطري اهدى ..
عدت عليهم شوية وقت وهم مش حاسين ، سيف انهار فيهم بشدة وسارة مش عارفة تتصرف ازاي غير لما لقت الاسعاف جت ولما شافوا سمر ومنيرة متوفيين بلغوا البوليس ... رن موبايل سيف وكان آسر واخدته سارة من سيف وردت علي آسر وعرفته اللي حصل واللي كان اقل من نص ساعة كان عندهم ... اتصل ابراهيم هو كمان علي سيف وكان الموبايل لسه في ايد سارة وردت عليه وقالت له اللي حصل ، واخد آسر منها التليفون وعرفه العنوان عشان يجي ياخد سارة .. وبالفعل ساعة وكان ابراهيم عندهم في البيت ، حاولوا يكلموا سيف ياخدوا منه اي معلومات ولكن سيف كان مغيب عنهم تماما ولا كانهم سامعهم ولا شايفهم .. اخده ابراهيم معاه البيت بالعافية وروحوا هو وسارة وسيف ...
وسط وجود البوليس في شقة سيف لاقوا ورقة في اوضة سيف ، اخدها واحد من المحققين وادها لاسر .. فتحها آسر ولقى مكتوب فيها (( واحدة بواحده ،، انت اللي بدات والبادي اظلم ))....
..
![](https://img.wattpad.com/cover/144992666-288-k555401.jpg)
أنت تقرأ
تائهة بين دوائر الانتقام الجزء الثانى - الكاتبه اسراء احمد
Romansجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه اسراء احمد تكلمه من الجزء الاول **المقدمه** سارة طفلة لم تبلغ من العمر الرابعة عشر عاما أحلامها قليلة تنعم بحياة هادئة سعيدة الي ان قامت عاصفة في حياتها ابكرت بشيخوختها أطفأت ملامح البراءة والطفولة فيها دخلت بمحض الصد...