الإخبار عن الموت هو اختصاص الغربان هذا ما توصلت إليه اليوم عندما ذكرني شخص مقرب مني أنني دائماً كُنت الشخص الذي يُبلغ عن الموت
فعند موت أي شخص قريب من أحد أعرفه او من عائلتي كنت حقاً أنا دوماً الشخص الذي يبلّغ عن موته و المشكلة أن ذلك الشخص قال لي " اشتهيت بمرة من المرات أن أراك متأثر أو على الأقل تحاول أن تُساير مشاعر من يتلقى الخبر منك"
فكرت بالموضوع.. اه معه حق يجب عليّ أن أساير مشاعرهم البشرية و أن اتفهمهما فكرت بكيف وصلت كلماتي المسمومة لهم و أنا انعق هذه الأخبار و كيف انهم نظروا في عينيي بحثاً عن بعض العطف او التأثر إلا أن كل ما وجدوه هو عينان مُسمطتان بالسواد العتم ..اذكر أنني ايقظت فلاناً من النوم و أنا اقول " فلان استيقظ ، مات جدك" و اذكر أنني قلت لوالدي " صباح الخير ، عظم الله اجركم مات عمك"
و أخبرت صديقاً لي " مات أخو صديقك المقرب فلان لذا كلمه"
و اخبرت فلانة " عظم الله أجركم مات شقيقك"بالنظر لكل هذا أتتني لحظة غريبة إن كنت أنا غُرابهم فمن سيكون غُرابي ؟ و كيف سينعق بأذني نفس الأخبار ؟ و هل سأنظر إليه التمس بعض العطف ؟
لا أعلم ، ففكرة الموت عندي معقدة على الرغم من اني احترم كل نفسٍ بشرية خرجت من هذا العالم و لكن .. للحق أنا فقط أقول ما أشعر به و لكن قلّما أشعر .
فناء..