يا إلهي.. كم مرة يجب أن أندم في حياتي؟
هل لأنني شخصٌ غير طبيعي او ربما درامي أو كما يقولون أحمل هموم الدنيا وأمشي بها وحيداً أم لأنني شخص غبي غير مبالي أو ربما حقير كما أشعر الآن..
أمامي وبين يديّ ساق الله عز وجل رجُلاً مُحتاجاً.. ما الذي أعتقده أنا؟ وفي النهاية من أنا؟ مجرد شخص لا يغني ولا يسمن من جوع صفر على الشمال أمام خلق الله، مجرد غلطة ربما او بطريقة مهذبة اكثر أنني من منيٍّ حقيرٍ يمنى. فلما بحق الله صعرت خدي له! ومتى؟ الآن في مقتبل آواخر رمضان..
لطالما كان عندي منطق واعتقاد وإيمان أن كل شخص شحَّاذ يأتي أمامي مادّاً يده ليتسول يجب ان لا انظر إليه حتى لما؟ لأنني انزعج كيف تمد يدك للناس ولا تعمل؟ اعمل في اي شيء اي شيء ولا تمد يدك للناس، إن لم تستطع اذهب لهيئات مختصة يا أخي الهلال الأحمر أي هيئة للتبرعات والصدقة ولكن لا تمد يدك لغير الله، او على الأقل قم ببيع أي شيء أي شيء مياه أقلام زجاجات مشروبات غازية أكياس شيبس أي شيء! اعطني سبباً وجيهاً لأنظر إليك غير جرحك المُفبرك وأن ابنتك مريضة وزوجتك تعاني من فشل كلوي.. اعطني سبباً يا رجل!
طريقة تفكيري مشبعة بالتكبر.. أتمنى ان لا يعاقبني الله على هذا على الرغم من أنني قد أكون متأخراً الآن ولكنني خائف! أخاف أن يفعل بي الله ما لا أطيقه لأتعلم كيف احكم على هذه الأمور بمنطقية أكثر حكمة.
كنت متجهاً إلى المكتبة أقول في جوفي وقد كنت أريد قلماً نادراً بعض الشيء لغرض فني المهم قلت في قلبي مهما كان ثمنه سأشتريه إن وجدته ثم استوقفني رجل عرض أمامي أقلام وكان محتاجاً وقد بدا ذلك جلياً على ثيابه وسحنته فقط نظرت إليه ومشيت وكأنه لم يكن.
دخلت المكتبه..اووه كم هذا رائع وجدت القلم المزعوم بل ووجدت منه أنواعاً مختلفة. حملت كل الأنواع وهممت لأرى سعر كل واحد لأختار الأفضل والأنساب، ثم وجدت القلم المُبتغى وكان غالياً بالنسبة لقلم إلا أنني لم أتردد ولو لثانية، تناولت محفظتي فتحتها وقد كنت أمام التكييف وأخرجت منها اكثر مما طلب لأصرف النقود وعندما أعاد إلي باقي المال شعرت بانقباض في صدري وشرارة ضربت دماغي.. ماذا سأخسر إن أعطيته ولو عملة واحدة والتي ستكون اقل من عشر ما أملك؟!
الله اكرمني وأنعم عليَّ بهذه الأموال أشتري ما أريد وأقف أمام التكييف كل همي هو قلمٌ للوحتي، وذاك الإنسان يقف تحت الحر في رمضان من يدري كم من الأشياء تثقله وتأرقه! لن تحل أموالي مشاكله ولكنني قد أكون ساهمت في حل المشكلة والباقي اتركه على الله.. وقف أمامي وقد استوفته كل شروطي المنطقية كما أدّعي لم يشحذ كان فقط يحاول بيعي قلماً..
خرجت راكضاً ابحث عنه بحثت على طول الطريق تقريباً وبين المباني، لم أجد أثراً له..
ولا تعلمون كيف إحساسي الآن لَكم كان قلمه أحب إليَّ من أقلام الدنيا كلها ولو كانت بالمجان..
كم أتمنى لو أن لوحتي رُسمت بقلمٍ مُبتسمٍ بدلاً من قلمٍ نَدِمٍ.
ربي سامحني..
فاني..