لي غاية وضعتها نصب عينيّ، لن أهدأ حتى أرى حلمي واقعٌ بين يديّ، أتمسكُ به بأظافري وأسناني ولن أنساه حتى لو عافني الزمان ونساني.
سأركض حتى نهاية الطريق وحدي دون ظِلٍ ولا رفيق، فما نفع الحياة إن كانت الأحلامُ لا حياة فيها؟
وما نفع جسدي إن لم يستطع تحمل أسوءِ مآسيها؟
لا أرى غايةً من وجودي إن لم يكن عندي غايةٌ لأوجدها، إن كانت الأحلام تبقى في المنام، والغاية لا يدركها الأنام، لما فتح الله لنا باب الدُعاء، ولعشنا أبد الدهر في شقاء.
قال ربي "ادعوني أستجب لكم"، قلتُ "ربِّ اغفر لي وهب لي مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي إنك أنت الوهاب، ربِّ اغفر لي وادخلني في رحمتك، ربِّ اغسل قلبي كما غسلت قلب نبيك محمد، ربِّ انظر إليّ، ربِّ أحبني وحببني بك، ربِّ إهدِني، ربِّ هذه الدنيا متاع فمتعني بها والآخرة هي دار القرار فاجعل الفردوس مقرّي ومستقرّي"قالو لي " أنت! أنت تدعو وتظن أن الله سينظر إليك؟ ألا تخجل من نفسك؟ كيف لك عينٌ لتصلي وتطلب من الله؟ كيف لك أن تنظر إلي السماء حتى؟"
في الحقيقة لم أنظر إلى السماء يوماً إلا بعينين دامعتين، أجل أخجل من نفسي أخجل مما اقترفته من ذلّات ومعاصي، فقد فعلت ما فعلت ولم يرمش لي جفن وكنت على علم تامٍ بأن ما أفعله سأُحاسب عليه وكنت أنظر للأمر متحدياً كنتُ جباراً كنتُ جاحداً، والآن أنظر لنفسي أضحك والدموع في عيني ما الذي فعلته؟ ما الذي كنت أظنه وأفكر فيه؟ رُميتُ على قارعة الطريق كقطعة حصى، حياتي فارغة كصوتٍ يُرَدِّدُ بين الجبال الصدى..
"تأخر الحلم وتأخر الجواب"، أبداً .. لا يخيب دعاءٌ صعد السماء، ولا تُخذل دمعة ذُرفت في السجود بعد طول بكاء.. حلمي سأصل إليه وإن تأخر فصبرُ أيوب، وإن أتى فيا ربِّ مثل ما أخرجته من السجن عزيزَ مصرٍ اخرجني من هذه الدنيا عزيزاً فيها وفي الآخرة.
لا تتمسكوا بقلبي وتسحبوه معكم للأسفل، لا تحاولوا النخر في عظامي حتى أقع وأتكسر، فحتى وإن طال انتظاري حاشاه ربي أن يخذل رجائي.
فاني..