أنا أكثر إنسان مسوف على وجه البسيطة.. مللت من حالي، أصابني الضجر من شدة يأسي من أن أتغير.
كأن يأتيك شخص يحمل وزنك ذهباً، يطرق بابك، ينتظرك، ينادي لك.. إلا أنك أكسل من أن تقوم وتفتح له الباب.. يناديك أنّ هذا الذهب كله ملك لك وأنه لا يريد مقابله أي شيء سوا الدعاء.. ولكنك مازلت أكسل من أن تفتح له الباب، فيذهب!
تحزن وتكتئب.. تسأل نفسك لما حزنت؟؟ لقد كان خطئي من البداية..
تعقد العزم أنه وفي المرة القادمة إن جاءك هذا الشخص ستجري لتفتح له الباب تقول بحزم" لن أضيع فرصة أخرى"
وبالفعل يأتيك هذا الشخص ولكن هذه المرة يحمل ضعف الوزن السابق ذهباً، يطرق بابك، يناديك، ينتظرك.. هيا افتح الباب ! انها فرصتك..
ولكنك تتخلى عنها ولا تفتح الباب هذه المرة أيضاً، ماذا في ذلك ؟! سيأتيني أضعافُ أضعافِ هذا في المستقبل وعندما يحين الوقت سأتنحنح وافتح الباب.
أتتك الفرصة الموعودة ولكنك فقط لن تقوم وتفتح الباب ! لا شيء جدّي فقط كسل لا أكثر..
وهكذا أنا منذ طفولتي وأنا أرغب باعتناق اليهودية لأنهم لا يفعلون شيئاً يوم السبت.. الكسل والخمول والبلادة.. يا إلهي إنهم يجرون بدمي.. وكم أحب هذا !
إلا أنني لم أعد أستطيع تحمل اللوم، لا لوم نفسي لنفسي ولا لوم الآخرين لنفسي.. غلطي أنني ضحيت بالكثير وتمت التضحية بي فيما مضى لذا أرى أنه ومن العدالة الإلهية أن أحظى ببعض الدلال الآن، ولا يوجد من يدللني لذا ما كان لي سوا أن أُدلل نفسي! ونفس الإنسان أمّارة بالسوء، وهكذا كنا نتبادل الوجبات أنا أطعمها الكثير من الدلال وهي تطعمني ألذّ أنواع السوء، والجميع سعداء..
ولكنني بعيداً عن كل هذا أنا حزين.. حزينٌ لدرجة يُرثى لها..
لما أنا هكذا؟ لقد بلاني الله بنفسي ولكم عشقت نفسي.. رغم كرهها لي ..
من شدة كسلي أتمنى لو أنني ولدتُ حجراً في هذه الدنيا ولأنني أحب نفسي جداً فمازلت لا أريد أن أكون أي حجر عادي بل أتمنى لو كان لي الخيار الآن أن أكون أنا الحجر الأسود الذي قبله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
فهو مجرد حجر ولكنه مميز، تميز دون جهد منه وهذا ما أبحث عنه ويستحيل عليّ..
التسويف جزء من روحي .. كم من الفرص فوتت.. لم يفت الأوان بعد أعلم.. ولكنني نادم ورغم ندمي لن أتحرك، أنا أشطر كائن حيّ بالكلام فالكلام بالمجان، وما أرخص الكلام أليس كذلك!فاني..