كم مرةً يجبُ عليَّ طلبُ المغفرةِ و كم مرةً يجبُ أن يُغفرَ لي ؟
نخطئُ و نخطئُ و نخطئ طوال العمر .. و بلحظة توبة و خشوع نطلب العفو و المغفرة
تجاهلوا كُلَ ما في هذا الكتاب و دعوني أنعقُ حتى الفناء
يا الله ..
لما .. لما يحدث هذا دوماً ؟
أغرقُ و تنقذُني أُحرَقُ و تُطفئني أختفي و تخلُقني
يا الله..
لم أطرق بابكَ يوماً إلا أجبتني
لم أبكي مرةً إلا و كنتَ دائماً معي
يا من تناديني خمسَ مراتٍ كل يوم
و يُلهيني عن ندائِكَ اللهو و النوم
يا من تراني و لا أراك
يا من تَذكُرُني حين أنساك
يا الله ..
لما أنقذتني تلك الليلة ؟
لما ناديتني كما يحدث الآن ؟
يا من ترا ما لا أراه
يا من عفوت لي عن ما لا ترضاه
هذا القلب.. لما لا يُشفى؟
هذه النفس.. لما تتعَبُ و تشقى؟
هذه الغصّة..لما لا تُجلى؟
يا الله..
هل كُتبتُ عندك اليوم خطّاءً أم تواباً ؟
لما أنا مُقصِّرٌ معك بهذا الشكل على الرغمِ من أنني اشتقتُ لك؟
أنتَ وحدك يا علّام الغيوب تعلمُ كم اشتقتُ لك
لا أعلمُ لما أشعُرُ بالإشتياقِ كأنني كنتُ حول عرشِكَ هناك
في الفردوس الذي هبطنا منه بسبب طمعنا و جشعنا
بعضُنا لبعضٍ عدو .. ألسنا كذلك ؟
أحقاً..أحقاً كنتُ يوماً ما في الفردوس معك يا الله ؟
أحقاً كنتُ معكَ هناك كما أشعر ؟
أكان لي جناحا ملاك ؟
يا الله ..
لقد قصوا لي جناحاي..
أُناجيكَ و أنتَ وحدَكَ بصيرٌ بهذه الدموع
و قلبي خاشعٌ ذليلٌ أمامك
كُل نبضةٍ ميتةٍ فيه تُناديك
أن غفرانك.. غفرانك .. غفرانك
سجدَ وجهي لك وحدك
يا من شققت سمعَهُ و بصَره
يا من أحييته و أمتّه و بعثته
يا من رَحِمتَهُ و هَديتَه
يا من أطمع أن تغفر لي خطيئتي يومَ الدين
أحييني بما تُحِبُّه و ترضاهُ يا أرحم الراحمين
أريدُ أن أحيا.. أُريدُ أن أفنى
أريدُ الرحيلَ من هنا
أريدُ المغفرة ..
يا الله..
إغفر لي كما غفرتَ لآدم من قبلي
إرحمني كما رحمتَ يونسَ من قبلي
أنقذني كما أنقذّتَ نوحاً و أبراهيم و لوطاً و موسى
أخرجني من هذه الدنيا عزيزاً كما أخرجتَ نبيّكَ يوسفَ من أسرِه
إرفع روحي إليكَ كما رفعتَ نبيّكَ عيسى
و طهر قلبي كما طهرّتَ قلبَ نبيّكَ محمد
أعلمُ أنني لا أستحق..
و لكنك أنت الكريم و أنا الذليل
أنا السائِلُ و أنتَ المُجيب
أنا العاجِزُ و أنتَ القدير
أنا المُخطِئُ و أنتَ العفو الغفور
أنا ظالمُ نفسي و أنتَ التّوابُ الرحيم
يا الله..
شقّت عليَّ هذه الدنيا و ها أنا أمامكَ قطعاً متناثرة
أنا كسرتُ نفسي و هُم كسروني و أنتَ وحدكَ الجّبار
يا رب بقُدرتكَ أنهي كُلَ هذا الكابوس
و اجعل ختامه " اليومَ يغفِرُ اللهُ لكم و هو أرحمُ الراحمين "
فناء..
