لا يؤلمني الفقد أو الهجران لا يؤلمني الغدر أو الخذلان بل ولا أهتم للكذب أو النسيان، ما يؤلمني حقاً هو الحرمان.. خاصة إن كنتُ أنا من يحرمني منك، أتفهمون ماهية الحرمان؟ أن تعتاد على شيء فتتحول عادتك لحُبٍّ ووئام، ثم تتعلق بمن أعطاك الحنان والسلام، فتدمن على كل تفاصيله إيما إدمان، وفجأة! يختفي كل شيء وكأنه ما كان..
أيعقل أن تصيب الغرغرينة يداً أمسكتُ بها من شغفني حباً من الأنام! أكلنا من نفس الأطباق، تجرعنا معاً كأساً مريرَ المذاق، غفونا معاً على وسادة الإشتياق، تألمنا معاً فظننت أننا على وفاق، إلا أننا كنا نسير درب الفراق، خفت وشددت يدك إلى يدي وأحكمت الوثاق.. وقتها حُضِنتُ ولم أبادلك العناق، وبلحظتها التفت الساق بالساق..
لم أقدر إلى اليوم أن أكف عن قراءة رسائلنا، عن تأمل صورنا، عن سماع أصواتنا، عن ترديد ألحاننا، عن سماع موسيقانا، عن..رسم لوحاتنا.. إنني أشتاق حتى لو غلب عليّ الكذب والنفاق.. إنني أشتاق وإن كنت كثير الإخفاق، قلبي كسجنٍ باردٍ أجوفٍ أبتلعُك..أبتلعُك وأضيق عليك الخناق، تبقى بين قضباني ولا أملَ لك للإنعتاق..وليس لمرضي هذا أي ترياق..
آلمتك وآلمت نفسي بنفسي، وبدأت الغرغرينة تأكل كل جسدي ونفسي.. لن أقول لن يحتمل أحدٌ ألمي.. ولكن بنظري هذا هو الألم الحقيقي.. أيقدر أي إنسانٍ على أن يبتر يده الملتحمة مع يد محبوبه بضربة واحدة ..ضربةٍ واحدةٍ قاطعةٍ بتّارةٍ.. هل يقدر أي إنسانٍ على بتر يده لأنه لا يستطيع إفلات من يحب ولكنه يستمر بأذيته وهدم حياته..!
لم أستطع يوماً إفلاتك إلى أن سبق السيف العذل، وعدتك أنني لن أترك يدك وأنا لا أحنث بوعد لذا فضّلت بتر يدي التي تمسكك على أن أحنث وعداً رأيتِ به حياتك..
كم أحببتك وكم تؤلمني يدي التي لطالما رسَمَتك وعانقتك وكتبت لك وعنك..
فاني..