في الصباح الباكر انطلق هاياتي للمدرسة لوحده بعد عراكٍ كبير مع نفسه من التعب و المرض الذي يعاني منه و قبل خروجه قابل أخوه الكبير سايت في اسفل بيتهم قرب باب الخروج واقفاً و ما أن رآه قال :
-لن أدعك تذهب لوحدك للمدرسة يا هاياتي قد يغمى عليك في الطريق من يدري
-{ ابتسم هاياتي } : شكراً لك سايت ...يال سوء حظ هاياتي فلقد نزل والده مهرولاً من الدرج من أعلاه إلى أسفله يصيح قائلاً :
- إلى أين يا سايت لا تتدخل قلت لكل واحد منكم ممنوع مرافقته للمدرسة و ممنوع منعه من الذهاب إليها مهما كانت حالته متدهورة !!! ألا تسمع كلامي؟؟؟؟
-لكن يا أبي حرارته مُرتـ..
- { قاطعه الأب بصيحة } : ابتعد دعه يذهب !!
- { رد سايت و دفع كتف والده } : قلت لا !!خاف الصغير هاياتي من صياح والده بل خاف من الموقف الذي هو به فمر من تحت قدمين أخيه متأرجحاً للباب ثم خرج مسرعاً يركض :
يال منظره ذاك ملامحه يعلوها القهر و يعلوها التعب و الحزن و الإنكسار و الإحباط
هكذا وصل للمدرسة تاركاً ورائه عالم المنزل المظلم و هو يلهث من التعب فقابله رفاقه الذين لم يأتو يوماً إلا برفقة أهلهم فأحس بالوحدة و كأنه يتيم
رن جرس الدخول فدخل جميع التلاميذ للقسم و بعد ساعة من الدراسة لم يعد هاياتي قادراً على النظر لكراسه و الكتابة و هذه ليست المرة الأولى التي تحدث له في المدرسة
وضع رأسه على المقعد و عاد السعال الحاد له لاحظته المعلمة فذهبت إليه قائلةً بغضب :
-أخبرتك ألف مرة إن كنت مريضاً لا تأتي للمدرسة، عليك أن تأتي مع والدك غداً و كذلك مع دفترك الصحي !!
رفع هاياتي رأسه ليحدثها لكن تلك الرفعة كانت ألماً قوياً في جسده من ما جعلته يفقد الوعي مباشرةً
انزعجت المعلمة فأخبرت مدير المدرسة بما حدث و في ذلك الوقت كان زملائه يضحكون عليه و يستمرون بالسخرية منه
بعد مدة دخل المدير و توجه نحو التلميذ هاياتي قائلاً له بعدما صحى :
- أريد أن تأتي بوالدك غداً إلى هنا أو لن تدخل المدرسة مجدداً لأني سأكتب لك رسالة إستدعاء و يجب أن يقرأها والدك
ارتعب هاياتي كثيراً لإستلامه ذلك الإستدعاء و لأنه لا يعرف كيف سيقدمه لوالده المرعب ذاك
و في المساء حان وقت خروج التلاميذ من المدرسة عاد هاياتي لبيتهم و هو يأنب نفسه على لو أنه لم يكن مريضاً يوماً و غير قادرٍ على التحكم بنفسه لما كان قد حصل معه ما حصل، لكن للأسف الحقيقة مطوية داخل تابوتٍ ثقيل كل ما قد أخبروه إياه هو أنهم أسرته الوحيدة و التي ولد فيها و أن لا أم له غير مارينا