كانت ليلة ممطرة تحدق بها أراشي من نافذة غرفة صديقتها الجديدة ميريندا و هي نائمة معها داخل الغطاء الذي بات بارداً كالثلج على قدمي أراشي بسبب قلقها و شعورها بالضعف و الحزن
التفتت يميناً يساراً لكن النعاس لم يسرق عيناها بعد فلاحظت ميريندا ذلك و أمسكت بيد صديقتها داخل الغطاء قائلةً بصوتٍ هادئ :
-لماذا لم تنامي لحد الآن ؟
-{ ردت اراشي بعد مدة قصيرة } : لا أعلم، لم أشعر بالنعاس
-{ وقفت ميريندا بعدما كانت مستلقية } : ربما لأنك لم تعتادي على المكان ؟
-{ ردت اراشي بنبرة صوتٍ حزين بعد تنهيدة طويلة } : ربما ..
-{ نظرت ميريندا لها بتعمق قائلةً } : أو أن هناك شيء آخر يشغل بالك ؟
-{ وقفت اراشي أيضاً بعدما كانت مستلقية } : في الحقيقة أشعر بالحزن، أشعر أن كل جزء من ذاتي مبعثر و لست قادرة على جمعها، أنا ضعيفة جداً ...
بدأت عيون اراشي تصنع بريقاً و شفتاها بالإرتعاش استعداد لموجة بكاء فراحت تعانق ساقيها و هي لا زالت تحت الغطاء تتابع كلامها :
- أريد أن أصبح أقوى، أريد أن أكون قوية حيث أبتسم في وجه الكارهين بكل ثقة تجعلهم ينكسرون بدلاً عني، أريد أن أغدو مثلك و أقف تلك الوقفة التي وقفتها و أن أنظر نظرات الثقة في النفس التي كنت تنظرينها في تلك اللحظات ..
-{ ابتسمت ميريندا بثقة } : يمكنك ذلك يا اراشي و يمكنك فعلها اذا ما صممتي
- { حركت اراشي رأسها يميناً شمالاً نفياً } : أنا متعبة يا ميريندا ..
-{ وضع ميريندا يدها على كتف صديقتها } : اسمعي، سأساعدك في أن تتعلمي مهراتي القتالية و سأجعلك عاصفةً يخافها الجميع !
نظرت اراشي إليها بدهشة ثم وجهت نظرها لنافذ الغرفة تراقب هطول المطر مجدداً قائلةً :
- عائلتي.. بل علي أن أقول أبي .. انه قاسٍ جداً ليس علينا نحن أبنائه بل على إبنه الذي من زوجته الثانية، دوماً حينما يراه يجن جنونه، انه يعذبه كل يوم و أحياناً من مرة إلى مرة يضربه بعنفه و يرميه أرضاً و ينهال عليه و يهينه، أمه قد انتحرت حينما كان رضيعاً، سايت أخي الكبير الوحيد الذي يعلم حقيقة كل شيء لأنه دائم الحديث مع أبي لكن الغريب في سايت أنه لا يخبرني أبداً بل يخفي عني كل شيء، يترك كل الأوجاع داخله دون أن يتحدث و يخفف عن نفسه، الذكور غريبوا الأطوار حقاً
- { تنهدت ميريندا } : ربما لم يرغب بإخبارك لأنه لا يريد أن يزيد حالك سوء، أو يعتقد أن هذا حمل ثقيل عليك
- معك حق فأنا فتاة ضعيفة لا تجيد إلا الإختباء و التهرب و سماع الأغاني الصاخبة
-{ أمسكت ميريندا يد اراشي } :
لا تقلقي أراشي لقد أخبرتك سأجعل منك عاصفة بل وحشاً يدمر كل من يحاول تكسير كبريائه، سأخبر أبي غداً عنك، انه مدرب كونغ فو، فنون قتالية، سيدربنا معاً و سيرتب معك موعداً يناسبك لتأتي دائماً و تتعلمي، ثقي بأنك ستغدين قوية
